نشيدة الفياشية

(ثقافات)

نشيدة الفياشية

زليخة أبو ريشة

جدّ جدتي لأبي (واسمها ناجية بنت الشيخ إبراهيم) هو الشيخ علي نور الدين آل يشرط (الشهير باليشرطي)، وُلِدَ عام 1794 م في مدينة بنزرت التونسية، وتوفي عام 1899 في مدينة عكا في فلسطين التي أتاها بحراً في طريق عودته من مجاورة البيت الحرام في الحجاز عدداً من السنين. إذ خاطبه صوت داخلي أن “ألقِ الرحال في عكا”، فتبع هذا الهاتف، وأقام في عكا التي غدت عاصمة الطريقة اليشرطية الشاذلية في بلاد الشام.

لم ينشر جدُّ جدتي الطريقةَ الشاذلية فحسب، فقد كان أحضر معه (أي في بداية القرن التاسع عشر) في حقيبته الروحية أدبيات هذه الطريقة

وفنون الإنشاد فيها. ومن هذه الفنون فنُّ الإنشاد المغاربي، وهو فنٌّ أكثر تطوراً من الإنشاد المدائحي الديني القديم، والذي يختصّ بمدح النبي محمد عليه الصلاة والسلام، والمعروف في منطقتنا العربية. غير أن كثيراً من هذا الإنشاد موروث ومعدَّل من خزانة الموسيقى الأندلسية الغنية بكل نادر من الألحان.

ومن الأناشيد التي تطربني، كما لو كنتُ شربت دنّاً من الخمرة المصفاة المعتَّقة، “النشيدةُ الفياشية” نسبة إلى تعبير في مطلع القصيدة (وانا مالي فيهاش) يتكرر كدور أو لازمة بين مقطع ومقطع. وقائل هذه النشيدة هو الشيخ عثمان بن يحيى الشرقي والمشهور باسم الشيخ بهلول الشرقي، الذي عاش في القرن السادس عشر الميلادي، في عصر الدولة العلوية، ودفن في الشوية في المغرب.

تتألف النشيدة من 39 مقطعاً، بنغم إيقاعي يختلف من منشد لآخر، وهي بالمحكية المغربية، وهذا بعض سحرها لنا نحن أهل المشرق، حيث يتراءى للمريدين والمريدات من أهل الطريق، أن المنشد هو “حضرة سيدنا علي نور الدين اليشرطي“ بلهجته التونسية المغاربية، وبقيمه التي أراد بثَّها فيمن اختار الطريقة. 

 

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%B4%D9%8A%D8%A9#:~:text=%D9%88%D8%AA%D9%86%D8%B3%D8%A8%20%D9%84%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%20%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%8A%20%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86,%D8%B9%D8%B4%D8%B1%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B9%D9%87%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%A9.

 

https://youtu.be/yEMRwbSa_zc

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *