شيفرة الشوكلاته

شيفرة الشوكلاته

 

حسن مدن

لديّ شغف بقراءة كل ما يخص الشيكولاتة من مقالات أو أخبار أو حتى كتب، وتحوّل هذا الشغف القرائي إلى كتابي، فأي خبر أو معلومة أطالعها تخصّ الشيكولاتة تحفزني لأن أكتب مقالاً من وحيها، وفي كل مرة أفعل ذلك أستعيد ما أريد وصفه بذاكرتي مع الشيكولاتة، ولا أقصد أبداً إدماني على تناولها، فلست من هذه الفصيلة أبداً، وأكتفي بتناولها في بعض المناسبات المتباعدة، دون أن ينفي ذلك أني أحبّ مذاقها.

ما زلت أذكر حين شاهدت في السينما لأول مرة، قبل أكثر من عشرين عاماً، وكنت يومها مقيماً في الشارقة، الفيلم الشهير «شوكولا»، من إخراج السويدي لاس هالستروم، وهو في الأصل رواية تحمل نفس الاسم لجوان هاريس، ويومها كتبت مقالاً في هذه الزاوية عنوانه: «فيلم بمذاق الشيكولا»، تناولت فيه، في حدود ما تسمح به الذاكرة اليوم، حكاية بطلته فيان روشر (جولييت بيونشي)، الشغوفة بالرحيل والتنقل، استجابة لنداء خفي في نفسها، إلى أن تستقر في بلدة فرنسية هادئة تفتح فيها محلاً صغيراً لبيع الشيكولاتة، لنعيش معها التأثير السحري لهذه الشيكولاتة في أمزجة الناس.

الشغف بالشيكولاتة، كمذاق، ظاهرة عامة، تشمل أغلبية الناس، إن لم يكن كلهم، وفي مختلف البلدان والثقافات، وهذا ما اعتنت بالبحث فيه دراسة حديثة لفريق من جامعة ليدز في إنجلترا، اهتمّ أفراده بفك الشفرة الخاصة التي تجعل الشيكولاتة لا تقاوم، ليخلصوا إلى أن الرغبة في تناولها ترجع إلى كيفية ذوبانها في أفواهنا، واستنتجوا ذلك بعد فحص كل خطوة ميكانيكية في عملية تناول الشيكولاتة، «فالرضا الذي نحصل عليه من تناول الشيكولاتة يأتي في الغالب من الطريقة التي يتفاعل بها لساننا وغددنا اللعابية أو لعابنا مع محتوى الدهون فيها»، وفي الشرح قال الفريق: «محتوى الدهون من الشيكولاتة الذي يلامس براعم التذوق لدينا أولاً ينطوي على أهمية أكبر بكثير لرضانا من أي محتوى دهني في طبقاتها الداخلية».

نعلم جميعاً مقدار الفزع الذي تثيره مفردة الدهون في نفوسنا، في ظل ثقافة غذائية سائدة تتسبب بارتفاع مستوى السكر لدى الكثيرين، ولأن غايتنا هنا مديح الشيكولاتة لا إثارة الفزع منها، وجدت، في مكان آخر، خبراً يحمل بعض العزاء: «الشيكولاتة الداكنة مفيدة لقلبك، فمواد الكاكاو الصلبة الموجودة فيها تحتوي على مواد لها تأثير إيجابي في صحة القلب والأوعية الدموية».

  • عن الخليج

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *