ملص توقع رواية الصندوق الأسود في منتدى الرواد

 (ثقافات)

ملص توقع رواية الصندوق الأسود في منتدى الرواد

 عزيزة علي

 

وقعت الدكتورة القاصة والروائية سحر ملص روايتها “الصندوق الأسود”، وذلك في منتدى الرواد الكبار، أول من أمس، بحضور ثلة من المثقفين. 

شارك في الحفل الذي اداره الروائي والمترجم محمد ازوقة، كل من مدير مركز اللغات في جامعة العلوم والتكنولوجيا، الدكتور عدنان عبيدات، والمترجم نزار سرطاوي.

 مديرة المنتدى هيفاء البشير، قالت نلتقي بحفل توقيع رواية “الصنـدوق الأسـود” للأديبة والمستشارة الثقافية في منتدى الرواد القاصة سحر ملص، مشيرة إلى الدور الفاعل الذي تقوم به ملص في المجال الثقافي بالمنتدى، مشيرة إلى أن الأدب يعتبر مرآة لحياة الشعوب، يعكس دقائق حياتها، ومشاكلها التي تعاني منها وقد جاءت رواية الصندوق الأسود لتسليط الضوء على جزء هام من حياتنا هنا في الأردن، وهو حراس العمارات الذين باتوا جزءاً من المجتمع الأردني نأتمنهم على أسرارنا وبيوتنا، لنتساءل هل ثمة تأثير ينعكس علينا كمجتمع أردني هذا ما تقوله الرواية، مشيرة إلى أن ملص تعبر من خلال كتاباته عن قضايا كثيرة مهمة تواجهنا  في حياتنا وعلى رأسها موضوع المرأة وحقوقها وما تواجهه في حياتها، وتطرقت إلى موضوع الهم الفلسطيني في ماكتبته، إضافة إلى الهموم الإنسانية بشكل عام فهي دائماً تقف في قلمها وأرائها مع الحق، وتدافع عن المهمشين والضعفاء.

 

من جانبها قالت الروائية سحر ملص إن هذه الرواية ولدت على شكل قصة قصيرة، “عندما كنت قد عرضتها على صديقي ومديري السابق الشاعر الناقد عبد الله رضوان رحمه الله، ليلفت نظري إلى أنها مشروع رواية، لكن الأوراق نامت في الأدراج لسنوات ليِستيقظ شخوصها وأبطالها في أزمة كورنا حين تمترسنا خلف الأبواب محاصرين بالفيروس لتبدأ بالدق على جدران اللاوعي عندي كي احررها على شكل رواية فكانت الصندوق الأسود”.

 وأضافت ملص، “جاءت روايتي لتختزل حكايا وأسرار الناس من خلال صندوق صغير لا يأبه به أحد، بل هي نفايات نلقيها بلا مبالاة ففي الوقت الذي ننام فيه قريري الأعين قد يكون هناك ثمة من يعبث في خفايا حياتنا ويتتبع تاريخنا وآثارنا إنهم حراس البنايات الذين نأتمنهم على حياتنا وأسرارنا”.

 ورأت ملص إن حكايا الناس والمدينة تتكاثر مثل فطر، إذ لكل بيت حكاياه الخاصة ولكل عمارة أو حي حكايته التي تحدث عنه، وما نحن البشر إلا أبطال الحكايا التي يقرأها الناس في حالة استرخاء بينما نكون قد عشنا تلك الأيام بحلوها ومرها،  مبينة أنها تتبعت عبر الحارس وهو خيط حكايا العمارة وفتحت صناديق أسرارها السوداء المغلقة ونسجت مع ليالي كورونا حكاياهم فكانت روايتي “الصندوق الأسود”، التي تختلف بمضمونها وحكاياها عن الروايتين السابقتين “العين الزجاجية”، ورواية “مطارح”.

أكد المشاركون في الحفل على ان رواية “الصندوق الأسود”، تنتمي إلى الادب الواقعي، حيث أن هذه الرواية تلامس قضايا المجتمع كما قال د. عدنان عبيدات، “طرحت ملص في هذه الرواية قضايا تهتم بشأن المجتمع الأردني خاصة والعربي عامة، كما قدمت صورة المرأة وقضاياها، من خلال صور ومواقف مختلفة على شكل لوحات، وفي كل لوحة تطلعنا على قضايا اجتماعية تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة والإضاءة من المتخصصين”.

 وتحدث عبيدات عن الشخصية المحورية في هذه الرواية التي تربط اللوحات بعضها مع بعض، وهي كما قال “شخصية حارس العمارة”، وطنه طلبا للمال في الأردن، مبينا أن عدم تسلسل الأحداث في هذه الرواية هو “منهج جديد في كتابة الرواية”، حيث يكون للقارئ دور في الربط بين الشخصيات والاحداث، وفي الرواية نسق متقطع لكثرة الأمثلة، ولكثرة الشخصيات التي لها وجود، وكل شخصية لها حكاية، وظلت ملص تمسك بخيط السرد من أول الرواية إلى آخرها، لتكشف الكثير من خفايا شخصياتها.

 وخلص عبيدات، إلى ان الرواية تعرض لنماذج مجتمعية، بعقل واعي، فتثير فينا الرفض وعدم القبول، فهذه القصص هي من مآسي الإنسان ومن حياته اليومية، فخطابها متماسك، عاشت فيه الشخصيات الموت والهزيمة والخداع، وتخللها يوميات تحكي قصة بعض الناس في عمارة، مليئة بالأحداث والقصص.

 فيما رأى المترجم نزار سرطاوي ان الرواية تمثل نموذجا للرواية الواقعية، من حيث اللغة العادية، والشخوص، ومهنها، والدوافع الداخلية، والمكان، والطبقة الاجتماعية، والنقد الاجتماعي، حيث نتلمس هذه الملامح وتمثلاتها في فصول الرواية، فهي تصف الأشياء والوقائع كما هي، نائية بنفسها عن أسلوب المبالغة والتفخيم واللغة المنمقة، وقدمت لنا شخوص ليست بيضاء أو سوداء كما هو الحال في الرواية الرومانسية، فهذه الشخوص ليست مستقيمة نقية تقية على الدوام، ولا هي غارق في الفساد، بل هي شخوص مركبة، في كل منها جوانب سلبية وإيجابية.

 وأضاف سرطاوي أن ملص برعت في أنها أوصلت لنا من خلال هذه الرواية “الحياة العادية على جانب كبير من الأهمية، وهي مليئة بالحركة”، فأحداث الرواية تدور في عمارة سكنية مكونة من تسع شقق وغرفة واحدة في أسفل العمارة، وتشتمل الرواية على “إحدى عشرة حكاية”، لملمتها ملص لتنثرها في هذا الصندوق الأسود، فالغرفة التي في أسفل العمارة يسكنها شاب يعمل حارسا يقدم الخدمات للسكان، حيث يطل علينا في الفصل الأول ليعرض لنا نموذجا من تجربته اليومية في خدمة سكان العمارة، الذين يمطرونه بالطلبات، مثل “أن يتفقد خزان الماء على السطح، أن يوصل طفلة إلى الحافلة المدرسية، أن يطلب إلى أحد السكان أن يزيح سيارته، وأن يشتري لهذا قهوة ولذاك خبزا ولتلك دواء، وللأخرين وجرة غاز، وهلم جرا”.

شاهد أيضاً

رواية “قناع بلون السماء”…ملامح الهوية الفلسطينية بين التحقق والذوبان

(ثقافات) رواية “قناع بلون السماء”…ملامح الهوية الفلسطينية بين التحقق والذوبان  صفاء الحطاب تذهب بنا رواية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *