فيما يرى النائم

(ثقافات)

فيما يرى النائم (قصة قصيرة)

وفاء خرما

 

رأيتني أُحْمَلُ إلى موقع قامت فيه الأشجار، مختلفة الأطوال، كشواهد مقبرة. قلت في نفسي: بل هي مقبرة حقيقية، وها إني أراها أقيمت بتلك الطريقة المبتكرة اللطيفة، والتي قرأت عنها يوماً، وفكرت بارتياح: الآن ستوضع جثتي داخل كبسولة عضوية، ومعها غرسة شجرة. حينها سننمو معاً، لأجدني بعد حين شجرة فوق الأرض!

تذكرت ياسمينتي التي أحرقتها الحرب ، فهتفت بهم : أريدني شجرة ياسمين!

سمعتهم يسخرون وحين توقفوا بي، حشروني في الكبسولة ، وألقوا عليَّ غرسةً غريبةً. انتصبت بنصف جثتي، وأنا أعلو بصوتي: أريدني ياسمينةً .. أنا من يختار..قرأتُ هذا في المقالة على النت!

وصلتني ضحكاتٌ مكتومة قبل أن يغلقوا عليَّ. تحشرج صوت إلى جانبي، فأدركت أنه جاري الملاصق في كبسولته، قال: يدفنونك بالطريقة التي يشاؤون.. اسمعي !

أنصتُّ، فسمعتُ أزيز منشار، وقبل أن أنطق بسؤال سارع بالقول:

يضعون مع جثتنا الأشجار التي تنفعهم  حطباً..هم يوقدوننا.. هم..

كان صوته يضعف تدريجياً مع الكلمات إلى أن اختنق، وكأنَّ حبلاً أُلقي فجأة وشدَّ على رقبته!

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

2 تعليقات

  1. خالد عارف حاج عثمان. سورية.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    كيف يتم النشر في موقعكم..
    وماهي شروط النشر…وواجبات الناشر وحققوقه المادية والمعنوية..
    يرجى إعلامي عبر الواتس اب لدي أو بريدي الإلكتروني 00963955101795
    وشكرآ

    • تحياتي : يتم ارسال المادة على الايميل التالي وبعدها نقرر بشأنها
      النشر مجاني ولا مكافآت كون الموقع شخصي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *