في إنتظار فرس الغياب .. معرض للتشكيلي غازي إنعيم في عمان
علي إبراهـيم الدليمي
على غاليري رؤى 32 في عمان، أفتتح مؤخراً المعرض الشخصي للفنان والناقد غازي إنعيم، تحت عنوان (في إنتظار فرس الغياب) الذي ضم مجموعة من أعمال تجربته الجديدة في (الفن الرقمي)، هذا الفن الذي بدأ يدب في المشهد التشكيلي العالمي بما فيه من رؤى وخيال وتقنيات متميزة وجديدة في عالم الفن.
وقراءة مختزلة لتجربة الفنان إنعيم:
أمعنت النظر جلياً وأنا أبحر عميقاً في الأعمال “الرقمية” المتميزة الأخيرة للفنان غازي إنعيم، التي أن دلت على شيء فانما تدل على نجاح دخول الفن التشكيلي في عالم الرقميات فعلاً، والعكس صحيح، ولكن ليس كل من تعلم أسرار “الرقميات” سيقدم فناً خالصاً، قد تكون عندهم أضغاث ألوان هنا وهناك ليس إلا..
لقد نجح الفنان غازي إنعيم، عبر تجربته وتخصصه الطويل بصفته فنان وناقد تشكيلي محترف ومهني، أن يضع بصمة خاصة أو يؤسس قواعد ونظام متميز للفن التشكيلي “الرقمي” القادم، وسيكون هو من رواده حتماً، قد يواصل ذلك أو قد يتوقف، المهم في تجربته هذه أثبت فعلاً بانه قادر على أن يوظف معاً كلا من الرسم بجماليته والحاسوب بمخرجاته، ليبهرنا بنتيجة بصرية نادرة ومتميزة جداً.
أعمال الفنان غازي إنعيم، هي ليست كتل لونية عابرة هنا وهناك، ولكنها تحمل مضامين تعبيرية وإنسانية جميلة ورائعة.. بل تنتمي إلى مرحلة أو أسلوب التكعيبي، ولكنها بعيداً عن معطفها المألوف والمعروف.. بل بلباس جديد و(ضربات لونية مستطيلة)، لا تمت بشيء لتكعيبية بيكاسو وبراك…
إنعيم، الفنان الذي نجح بقوة ودراية وهو يجيد الضرب بالألوان دون تردد أو وجل.. لأنه يعي جيداً كيف وأين ومتى يضع اللون في مكانه الصحيح والنهائي.
وأجزم القول بأن الفنان إنعيم، أثبت في تجربته هذه.. ذات الأسلوب الفني الرصين، على منطق الفيلسوف “ديكارت” القائل: “أنا أفكر إذن أنا موجود”، وإنعيم يبتكر ويتميز فهو موجود وفاعل في المشهد التشكيلي العام.
والفنان غازي إنعيم، تولد في صوريف/ الخليل – 15 / 2 / 1960، بكالوريوس فنـون جميـلة ـ جـامعـة دمشـق ـ قسم الجرافيك ـ 1985، الاختصاص: حفر وطباعة، ورسم وتصوير ورقمي، رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين من عام 2008 – 2016، ساهم في تأسيس اتحاد التشكيليين العرب عام 2014. وانتخب نائباً للرئيس، مؤسس ورئيس تحرير لمجلة التشكيلي العربي 2014، ولمجلة براعم الوطن العربي 2015. عضو في كل من: هيئة تحرير مجلة (أوراق) الصادرة عن رابطة الكتاب الأردنيين 2022، ورابطة الكتاب الأردنيين. والاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب. واتحاد كتاب آسيا وأفريقيا. واختيار لجنة العضوية في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين (عدة دورات).. إلخ. شارك في تحكيم العديد من المهرجانات والمسابقات والبيناليات الفنية المحلية والعربية، كتب ويكتب في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية في السينما والتشكيل والموسيقى وفي الثقافة بشكل عام، طبعت له عشرات الملصقات التي تتناول القضية الفلسطينية وقضايا عربية وعالمية.
المعارض الشخصية: دمشق 1983، 1986م، 1992، وعمان ـ 1994، المانيا 2021. شارك في عشرات المعارض المحلية والخارجية، له مقتنيات لدى مؤسسات حكومية وأهلية وأفراد ومتاحف، صدر له المؤلفات التالية: وجوه من الحركة التشكيلية العربية – الكويت، مآذن الرحمن في مدار الزمان – الشارقة، ثريات اللون.. سماء معتمة – الشارقة، رفيق اللحام رائد الفن الأردني المعاصر – الأردن، مهنا الدرة: موسيقار الفرشاة.. فيلسوف اللون – الأردن، ناجي العلي: الريشة السيف – الأردن، لديه مؤلفات تحت الطبع: الفن التشكيلي الفلسطيني من العصر الحجري إلى العصر الحديث، شذرات على ضفاف اللون (قراءة في تجارب 8 تشكيليات كويتيات)، د. عبد الكريم السيد.. رسام المواويل الملونة، صالح المالحي: حياة مؤجلة – الأردن، نشارة الذهب (قراءة في سيرة ومسيرة النحات عبد الحي مسلم)، جبرا إبراهيم جبرا: تشكيلياً وناقداً.
* عن الصباح العراقية
مرتبط
إقرأ أيضاً
-
-
في الصّمت*عبد السلام بنعبدالعاليلا يدعونا شيوران إلى الخلود إلى الصّمت وإنما إلى محاكاته، أي إلى بلوغ…