اسمعوا بقلوبكم فإنّ الأذن تخدع

اسمعوا بقلوبكم فإن الأذن تخدع !!!

  • حسنية الأشقر عنبتاوي

يا لروعة هذه المقولة !! مقولة قرأتها في رواية : ( صوت الحمير ) للكاتب الرائع ايمن العتوم !! نعم عندما نسمع بقلوبنا فلربما تتغير نظرتنا لكثير من الامور لان القلوب التي تعمر بالحب قد تنطر الى تلك الامور نظرة ايجابية بعكس الاذن التي لا تغير ما تسمع !! الحقيقة توقفت عند الكثير من الجمل القيمة والتي يجب على كل انسان حريص على انسانيته ومجتمعه ووطنه ان يمارسها لنحيا حياة هادئة سعداء متحابين !! علينا اولا ان نؤمن جميعا كما قال الكاتب : ان الخير اصل والشر عارض. وان العدل اصل والظلم عارض …وان الحب اصل والكره عارض وبذلك نوقظ قيم الخير والعدل والحب من خلال نماذج حية من العلماء السالفين او مقولاتهم!! حسنا هل تعتقدون ان مجتمعاتنا حاليا وخاصة الاجيال الشابة يهتمون بالعلماء السالفين او مقولاتهم؟؟!! بكل اسف معظم اهتماماتهم صارت مختلفة !! اهمها الالتصاق بوسائل التواصل التي وبكبسة زر وفرت لهم كل وسائل التسلية والافلام والمسلسلات مما يجعلهم يقضون اوقاتهم بملاحقة تلك الوسائل ثم انتشرت مسابقات الغناء التي والتي صارت حلم الكثير من شبابنا وشاباتنا لانها افضل طريق للغنى والشهرة لان من يفوز بالغناء يحتفل به الوطن كله من صغيره لكبيره يرقصون في الشوارع ويهللون ويكبرون ولكن لو ذكر احد العلماء لما رحب به الا القلة بل ستجد بعضا ممن يتفلسفون بتعليقاتهم المدمرة !! طبعا وكما اكد الكاتب اصحاب المصالح هم من خططوا لذلك بحيث دعموا تلك الترهات حتى استساغها الناس لان الناس صورة لما يلقى عليهم !! لا بد من تغيير الكثير من عاداتنا !! اولها كما قال الكاتب طريقة نظرتنا الى الامر ايا كان هذا الامر وبذلك ستتمكنون من ازالة هذا الغشاء الثقيل الذي يربط على عقولكم لكي تصبحوا اكثر استنارة !!واهم الوسائل التي تساعد على ذلك هي القراءة !!واذا كان البشر لا يقرأون والتي هي اقل درجات الاستنارة فكيف ننشيء صنفا من البشر محبا معترفا بالاخر يستخدم صوته لا سوطه ورأيه لا سيفه ! واأسفاه لم يعد الكتاب اغلى صديق لاجيال هذه الايام كما كان بالنسبة لنا نحن جيل الخمسينيات والستينيات . !اذكر كيف كان الكتاب ينام معي على الوسادة بعد ان تذكرني والدتي رحمها الله بان القنديل سينطفيء لنفاذ الوقود !! بكل اسف اجيال هذه الايام لم يعد الكتاب صديقهم بل صارت الالعاب كل متعتهم حيث وفرت لهم وسائل التواصل كل ما يتمنون منها مثل روبلوكس …وبوكيمون …و..!و..!! بكل اسف صارت هذه الوسائل تجعل العائلة الواحدة تعيش في البيت وكأن كل فرد في كوكب اخر اذ كل واحد ملتصق بالهاتف او الكمبيوتر يلعب ويضحك لوحده !! لذلك مهما حاولنا من طرح فكرة للتغيير لن تلقى النجاح والاهتمام لانه كما قال ان الفكرة التي تعتمد على شخص يظن انه وحدة علامة دهره وفريد عصره سرعان ما ينساها الناس بموته بل سرعان يركلونها باقدامهم بعد ان يغيبه الثرى . الفكرة التي تعيش في القلوب لا تموت فلا تجعلوا قلوبكم نهبة للفراغ! املنا في ثورة فكرية تعيش في قلوب الاجيال القادمة!! املنا ان يلمسوا الجمال في كل ما وهبهم الله ؟! في الطبيعة ؟؟!في انفسهم ؟؟!في نسمات الصباح الباردة المنعشة ؟!في خفقات صدر الانهار الجارية ؟!في الليالي المقمرة ؟؟! لماذا لا يرى البشر كل ذلك والذي لا يكلفهم شيئا ؟؟ كل ما عليهم فعله ان يغمضوا عيونهم ويتخيلوا ويعيشوا ما بسطه القلب امامهم من لوحة الجمال؟؟ اغمضوا عيونكم ايها البشر مرة واحدة عن الشر وتخيلوا كيف يتجلى الله في خلقه !! اغمضوا عيونكم ثم افيقوا وشاهدوا الجمال في كل ما حولكم واذكروني بالخير !!

شكرا لك ايها الكاتب المبدع ايمن العتوم

شاهد أيضاً

سوسن دهنيم وأحمد زايد يوقعان كتابيهما في أبوظبي للكتاب

(ثقافات) سوسن دهنيم وأحمد زايد يوقعان كتابيهما في جناح مؤسسة العويس بمعرض أبوظبي للكتاب   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *