قصة النّبي محمّد للباحث الإماراتي عبدالعزيز المطوّع

(ثقافات)

 

قصة النبي محمد: قراءة تحليلية ونقدية معاصرة

في سيرة الرسول والإنسان والقائد وصانع التاريخ

 

 

عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في عمان وبيروت، صدر حديثاً في 3 مجلدات للباحث الإماراتي عبد العزيز خليل المطوع كتاب ” قصة النبي محمد” وقام المؤلف بإضافة عناوين فرعية ” صناعة النبي” للمجلد الأول و ” الرسالة ” للمجلد الثاني و ” تكوين الأمة ” للمجلد الثالث . 

في تذييله لكتابه يقول المؤلف :

لم يتمكّن مُصلحٌ اجتماعيٌّ ولا عبقريٌّ من العَباقِرة ولا صانعٌ من صُنّاع التاريخ، من إحراز ذلك الكمّ الضخم من النجاحات والإنجازات والتأثيرات في حركة البشر، كتلك التي تمكّن الرسول محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم من إحرازها بعلامة النجاح الكاملة؛ لأنّ محمدًا صلّى الله عليه وسلّم ليس مُصلحًا اجتماعيّاً ولا عالِمًا عبقريّاً ولا قائدًا سياسيّاً، بل هو نبيٌّ ورسولٌ مُبتَعثٌ من الذات الإلهية، ولأنّ القرآن المجيد ليس كتابًا لاهوتيّاً من تأليف النبي، بل هو كلام الله وكتابٌ سماويٌّ، ولأنّ الإسلام ليس فكرةً دينيةً أو نتاج مخاضٍ اجتماعيٍّ وثقافيٍّ، بل هو دِينٌ ومنهجٌ وشريعةٌ سماويةٌ.

إنّ أبرز جوانب شخصية النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، تتجلّى في احتفاظه بنَّسَقٍ دائمٍ من الاتزان العقلي والإبداعي والنفسي والسلوكي، فلم توجد في شخصيته نقاطٌ فاصلةٌ أو تقلُّباتٌ أو تطوُّراتٌ تُميّز كل مرحلةٍ من مراحلها، ولم توجد لنُضوجه العقلي أو لمبادئه الدينية والتشريعية والأخلاقية حالاتٌ أومحطاتٌ انتقاليةٌ؛ وعلى مدى ثلاثةٍ وعشرين عامًا، كان الرسول يتمتع بنفس القدْر من وضوح الرؤية، ومن ثبات القيم والمفاهيم، ومن السُّموّ الأخلاقي والسلوكي، والعاطفي؛ ولذلك ظلّ النبي محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم طوال حياته، متمتعًا بمقدرةٍ غير اعتياديةٍ من المحافظة على الثقة بالنفس ورباطة الجأش، في تفاعُله مع الظروف والتداعيات الفكرية والثقافية والسياسية، وبالمقدرة المتناهية على مواصلة الهجوم على كل موروثات الجاهلية والفوضى والفساد، وكأنه في سباقٍ بلا نهايةٍ مع الزمن، أو كأنه محاربٌ أسطوريٍّ يكتسح بمفرده أرض معركةٍ بأكملها.

المدهش في حُضور محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم في المشهد التاريخي أنّه لم يقتصر على فترة الرسالة، بل تمادى في مداءاته وامتداداته المكانية، وفي إشعاعاته وأعماقه الزمانية، وفي إلهامه وتأثيره الفكري،

  

 وفي حيويّته وأبعاده الحضارية؛ ولذلك، فإن حضوره لم يكُن شعائريّاً أو موسميّاً ، كحضور سائر الرموز والشخصيات التاريخية الأخرى، بل كان حُضورًا مستدامًا ومؤثّرًا وإنسانيّاً؛ وهذا ما يجعل مستقبل البشرية ، وفي دوّامة التأزُّمات والفوضى التي يمُرّ بها العالم المعاصر، مرهونًا بما يُمكن أنْ تُحدثه هذه الشخصية الفذّة في الواقع البشري، من التأثير التغييري الإصلاحي، عقديّاً وروحيّاً وأخلاقيّاً وتشريعيّاً ومعرفيّاً وفكريّاً وثقافيّاً.

لهذا كان كتاب قصة النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم تجربةً كتابيةً ومحاولةً فكريةً، لإخراج السيرة المحمدية من سياق السرد التاريخي والتوثيقي، ووضعها في سياق الحراك التغييري والتطبيقي الإصلاحي والبنائي والتطويري، كما أراد الله عزَّ وجَلَّ أنْ تكون قصص الصفوة من رجالات البشرية: ﴿عِبْرَةً لأُوْلِي الأَلْبَابِ﴾، لكي تستمر أجيال البشرية في مواصلة استنباط العبرة والأسوة والدرس والمضمون والدلالة والحكمة والحل والفكرة والنموذج.

 سبق لعبد العزيز المطوع أن أصدر عددا من كتبه عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر نذكر منها:   المسلمون في مهب الارهاب، العولمة والمسيح الدجال، الخليج بعد النفط، الربيع الاسود ، صهيل الخندق الاخير.

 

يقع المجلد الأول في 528 صفحة من القطع الكبير ، والثاني في 584 صفحة ، والثالث في 704صفحة .

 

شاهد أيضاً

لا شيءَ يُشبه فكرَتَه

 (ثقافات)  نصّان  مرزوق الحلبي   1. لا شيءَ يُشبه فكرَتَه   لا شيءَ يُشبه فكرتَه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *