فتى دير الغصون

فتى دير الغصون

(إلى الصّديق الشاعر زهير أبو شايب)

*يوسف عبدالعزيز

أخيراً

ها تركت َ البحر في قفصٍ

وجئتَ

تراكَ تهجسُ بالنهارِ الأزرقِ الفتانِ؟

مثلكَ ما اكتوى بدموعِ نرجسةٍ

ومثلك ما رأى شَجَراً

يُصفِّقُ للطيور

مشققَ الكفينِ

يابنَ الماءِ

والقمرِ الذي يحبو على الحيطانِ

أين أضعتَ قلبكَ

واقترفتَ الشِّعرَ

حتى جمَّعَتْ أمواجَها بنتُ النشيدِ

وفضتَ بالنيرانِ؟؟

أينَ أضعت قلبكَ؟

أيَّ وردٍ خاسرٍ يبكي على الشرفاتِ أنت

وأيُّ طيرٌ

ينقرُ

الصُّوانَ؟

في هذا المدى الناريِّ

ليسَ لقبراتِ الحقلِ أفقٌ

حيث تنتشرُ الطواويس الكثيرةُ

والجرادُ يَهبُ من جبلٍ بعيدٍ نابحاً

ويُمزِّقُ الرَّمانَ.

ما أبهى غبارَكَ أيُّها القرويُّ مثلي

أيها الضلع المطاردُ في زوايا الصَّدرِ

يا زيتونةً

مقصوفةً

ترثُ السُّدى

حدَّثتَني عن (دير الغصون)(1) المقيمةِ عندَ

باب البحرِ،

وهي تضيء بالزيتِ المقدسِ في المساء سراجَها

وتنام عابقةً بطعم اللوز تاركةً وعول الأرضِ

تهذي في البراري، والنسور تصيح في أبراجها

حدثتني عن رجفةِ النعناع في منديلها البرِّيِّ

حين تمسهُ النسماتُ، عن حجلٍ يُبرجم في

سهوبِ الغيمِ محتشداً على أكمامها

وحجارةٍ مكسوَّةٍ زغباً

يفيضُ حليبها في الصبحِ

حين يُشبِّبُ الرعيانُ؟

أين أضعتَ قلبكَ؟

أيُّ شيطانٍ يقودُ خطاكَ

نحو ضلالِك الآتي؟

فتتركُ (دير الغصونِ) المقيمةَ عند باب البحرِ

تسأل حارةَ الزيتونِ

عن ظبيٍ تسيلُ يداه ورداً

عن شقيٍّ

راحَ يطلبُ

مَهْلَكا

مهلاً ستخدعكَ القصيدةُ

والسماءُ الناعمة

وتشيبُ روحُكَ في ضباب الحبِّ

يا غصناً من الليمونِ أخضرَ

يا شريكاً في القصيدةِ

مشركا.

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *