أنس الغوري

نظرةٌ عَمياء في اللّاَمَرئيّ

* أنس الغوري

في مرحلةٍ ما مِن العُمرِ المُخَضَّبِ بالتجارب وبعضِ المعارفِ، تستحوذُ علينا عدةُ أمورٍ ومفاهيمَ ربَّما نجهلُ ماهيَّتَها!

وبعد عجْزنا عن إحداثِ أيِّ تغييرٍ إزاءَ كلِّ المُغالطاتِ التي تسكنُ عالمَنا الدَّميمَ الذي انسلخَ عن صورتِه المثاليةِ.

 أتيهُ في هذا الوجودِ، وتيهي هذا لا يتحددُ بزمانٍ ولا بمكانٍ. أتعدَّى كلَّ محسوسٍ. بعد عجزِ واستسلامِ خلايا الدماغِ عن مَنْحي تفاسيرَ منطقيةً لكلِّ ما يحصلُ مِن حولي. وثَقبِ كينونتي وإفراغِها..

كيف لي أنْ أعِيَ ما لا يستطيعُ الوعيُ إدراكَه؟ كيف أصفُ هذا الشعورَ من خلالِ ثمانيةٍ وعشرينَ حرفاً لا أمتلكُ إلا شَكلها؟

إنها لمأساةٌ حقيقيةٌ..!

إنني أرى عالماً قائماً بأسرهِ يعلو ويهبطُ، وآخرَ يقفُ مقلوباً على رأسه!

أي حياةٍ هذه؟

أي وجودٍ هذا؟

ثمةَ خطأٌ وخطأٌ كبير في هذا الوجود !

ما هو؟

ولماذا؟

هذا ما أجهلُ وأشقاني أكثرَ..!

فكلُّ ما أعلمُه أنه ثمةَ خطأ. وهو سببُ هذه الفوضى واليبابِ..!

أأحيا فيه كسارقٍ؟

أترصدُ كل لحظةِ فرحٍ شاردةٍ إن وُجِدَت؟

أحيا حياةً ليست لي ؟

كيف لي؟

بيد أنه كُلُّ ما بي  يَصرُخ ويصرخ، حتى قطرات الدم في شراييني التي كادت أن تتجمَّدَ من صراخها!

إن هذا الوجودَ هشٌّ تآكل من تحت لحائه ” خراب-دمار”

إنني أشعر بالخُواء، خواءٌ مُخيف. بتُّ فارغ كُليًّا، أيقنتُ هذا المآلَ.

 بلا هُويّة، بلا انتماء ..

نُفيتُ “لأرضِ كريت” حيثُ لا مناصَ من الخلاص لأموت كلَّ لحظةٍ.

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *