-
زياد أحمد سلامة
زار الشاعر إبراهيم ناجي القدس مرتين، الأولى عام 1933 وفيها كتب قصيدته “تحية مصر لفلسطين” والمرة الثانية كانت عام 1946 وهنا زار الشاعر الإذاعة الفلسطينية، ونشرت مجلة “المنتدى” الفلسطينية صورة “للأستاذ الشاعر الدكتور” وهو يعتمر طربوشه ويجلس أمام ميكروفون الإذاعة، ويلقى عبر أثيرها أبياتِ من قصيدته الشهيرة (أطلال) كما سمتها المجلة، وقد نشرت تلك المجلة (36) بيتاً منها؛ وأطلقت عليها: “الملحمة الشعرية”، هذه القصيدة التي سيُكتب لها الشهرة الواسعة بعد تسعة عشر عاماً عندما غنتها “أم كلثوم” أول مرة عام 1966، وقصيدة “المنتدى” هذه مطابقة لما نُشر فيما بعد في ديوان “ليالي القاهرة” باستثناء بيت واحد ” ففي “المنتدى” جاء ذلك البيت على النحو التالي:
” لستُ أشكو! كيف أشكو زمنا *** غال طيفاً من خداع ومحا”
وجاء في الديوان:
” صفحة قد ذهب الدهر بها *** أثبت الحب عليها ومحا”.
(1) الشاعر:
لعلها مصادفة أن صاحبي “الأطلال”: “الشاعر والمطربة” ولدا في اليوم نفسه 31/12/1898) رجَّح الدكتور سعد الله آغا القلعه أن ولادة أم كلثوم كانت يوم 29/12/1902)
بدأت ميول ناجي الأدبية منذ صغره، فكان شغوفاً بالأدب العربي، وبدأ أولى محاولاته الشعرية وهو في الحادية عشرة من عمره، ولكن شغفه في اللغة العربية لم يمكنه من النجاح في مادة اللغة العربية في امتحان البكالوريا، ومن هنا اتجه للتركيز على الجانب العلمي من الدراسة، واستمر في مشواره العلمي ليتخرج في كلية الطب عام 1923.
حفظ مبكراً ديوان الشريف الرضي، وشَغُفَ بأحمد شوقي، ودرس العروض وقرأ المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من الشعراء الفحول، ونـهل من الثقافة الغربية فقرأ شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي. وقرأ الآداب العالمية باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية. وكان مغرماً بسماع الموسيقى، ولم يكن يهتم بالألعاب الرياضية.
برع ناجي في المزاوجة بين خطي الشعر والطب، وفي ذلك يقول:” خُلقتُ بقلبين: قلب الطبيب، وقلب الشاعر” وقال في ذلك شعراً:
الناس تسأل. والهواجـس جمة *** طبٌ وشــــــعرٌ كيف يتفقان
الشعر مرحمة القلوب وســـره *** هبة السماء ومنحة الديـــان
والطب مرحمة الجسوم ونبعه *** من ذلك الفيض العلي الشان
اعتاد الشاعر أن يقضي وقته في مطلع شبابه بصحبة أصدقائه من أهل الشعر في المنصورة: علي محمود طه “شاعر الجندول”، وصالح جودت “شاعر النيل والنخيل” ومحمد عبد المعطي الهمشري “شاعر الريف”، وعلي أحمد باكثير، وعندما تعمقت موهبته الشعرية كان من المقربين لأمير الشعراء أحمد شوقي. بدأ حياته الشعرية عام 1926 عندما ترجم أشعاراً للفريد دي موسييه وتوماس مور، وأول قصيدة نشرها كانت عام 1927 بعنوان (صخرة الملتقى)؛ وكان على صلة بعدد من الشعراء منهم أحمد رامي، والشاعر الأردني مصطفى وهبي التل “عرار”.
مواجهة مع النقاد:
نشرت جماعة أبولو ديوانه الأول “وراء الغمام” عام 1934 وفي مقدمته يقول الأستاذ “أحمد الصاوي محمد”: ظهور هذا الديوان الصغير هو في تاريخ الأدب يوم مشهود وحركة وثابة جديدة، لأنه الشعر الخالص للشعر، والحب الخالص للحب، والرحمة الخالصة للإنسانية”.
وكم كانت صدمته كبيرة عندما رأى ردة فعل النقاد السلبية تجاه ديوانه وعلى رأسهم طه حسين وعباس العقاد، قال العقاد: «أظهر ما يظهر من سمات هذه المجموعة الضعف المريض والتصنع»، واتهمه بسرقة أبيات منه ومن شعراء آخرين، ولكن العقاد الذي سيكتب مقدمة لكتاب صالح جودت “ناجي: حياته وشعره” عام 1960 سيغير رأيه في شعر ناجي فأبرز مفهوم حول الرقة العاطفية عند ناجي وسماتها الخاصة به؛ وقال: “ولا شك في صدق تعبيره عن تلك الرقة العاطفية شعراً ونثراً، بل وخلقاً وشعوراً كما عرفناه وعرفه أصدقاؤه الأقربون… رقة ودقة … هاتان الخصلتان اللتان نُسجت منهما العاطفة في سليقة ناجي”.
في حين قال “طه حسين عن شاعرية ناجي: “إنها أشعار حسنة، ولكنها أشعار صالونات لا تحتمل أن تخرج إلى الخلاء فيأخذها البرد من جوانبها” وزاد العميد قسوته عليه بقوله:” إن ناجي طبيب في الشعراء وشاعر في الأطباء” ويذكر «الشاعر حسن توفيق» ان أنها بدأت من طه حسين بقسوة مغلفة بكلمات رقيقة، إذ قال فى جريدة «الوادي»، يونيو 1934: «صاحب الديوان، شاعر هين، لين، رقيق، حلو الصوت، عذب النفس، خفيف الروح، ولكن إلى حد لا يستطيع أن يتجاوز الرياض المألوفة، هو شاعر حب رقيق، لكنه ليس مسرفًا فى العمق ولا مسرفًا فى السعة».
هجر الشعر: فهم ناجي من انتقادات النقاد أنه لا مع هؤلاء ولا هؤلاء، فقرر هجر الشعر، وكتب لصديقه محمود الشرقاوي أنه قد ترك الأدب والشعر إلى الأبد … وأن (الشمعة) التي كانت تضيء روحه قد ذابت وانتهى أمرها” هذا ما قاله الشرقاوي في مقال له عن صديقه ناجي في مجلة الهلال (سبتمبر 1967)، ولكنه توجه للنثر فأصدر مجموعته القصصية “أدركني يا دكتور”، وراح يترجم أهازيج شكسبير وشعر بودلير ويلقي محاضرات عن فرويد ويترجم المسرحيات، ويكتب للإذاعة، ويُكثر من القراءة والتثقيف الذاتي. وقام بترجمة بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان “أزهار الشر” وترجم قصيدة “التذكار” من شعر دي موسيه، و”البحيرة” للامارتين، وترجم عن الانجليزية رواية (الجريمة والعقاب) لدستوفسكي، وعن الإيطالية رواية (الموت في إجازة)، كما نشر دراسة عن شكسبير، وقام بإصدار مجلة (حكيم البيت)، وألف بعض الكتب الأدبية مثل مدينة الأحلام وعالم الأسرة وغيرهما.
العودة إلى الشعر: شعر “العميد” بأنه قسا على شاعرنا فكتب محرضاً له أن يعود للشعر فقال: “إني لم أحزن حين رأيتُ الدكتور ناجي يعلن زهده في الشعر، لأني قدَّرتُ أن الدكتور ناجي إن كان شاعراً حقاً، فسيعود إلى الشعر إن راضياً وإن كارهاً، سواء ألححت عليه في النقد أو رفقتُ به. وإن لم يكن شاعراً، فليس على الشعر بأس في أن ينصرف عنه، ويزهد فيه” وهنا نشط ناجي ثانية وعاد إلى الشعر مبدعاً فيه ومتألقاً. وتقول ابنته أميرة: “وكان لهذا التحريض أثر السحر عند أبي فأنحلت عقدته وعاد إلى الشعر وأصدر ديوانه الثاني “ليالي القاهرة”، وكتب قصيدة العودة”.
مؤلفاته الشعرية: صدر ديوانه الأول “وراء الغمام” (1934) و”ليالي القاهرة” (1950) و”في معبد الليل” (1948)، و”الطائر الجريح” وصدر بعد وفاته عام 1957 ونشرته له دار المعارف، وجمع قصائده الشاعر أحمد رامي وقدم له الشاعر محمد عبد الغني حسن.
صدرت أعماله الشعرية الكاملة عام 1966 عن المجلس الأعلى للثقافة، وجمع له “حسن توفيق” مجموعة من القصائد التي لم تنشر، أسماها: “إبراهيم ناجي ـ قصائد مجهولة” صدرت عام 1968، ثم أصدر المجلس الأعلى للثقافة عام 1996 طبعة بتحقيق الشاعر حسن توفيق، تضم كل شعر ناجي، تستبعد ما نُسب إليه من شعر غيره، كما تضم العديد من قصائده المجهولة التي عثر عليها محقق الديوان في العديد من المجلات والدوريات.
جماعة أبولو
عام 1932 تأسست جمعية (أبولو) الأدبية وترأسها أحمد شوقي، وكان ناجي من مؤسسيها البارزين ووكيلاً لها وكان من أعضائها: خليل مطران وأحمد زكي أبو شادي وعلي محمود طه وأحمد رامي وصالح جودت ومحمود حسن إسماعيل وأبو القاسم الشابي وغيرهم؛ وسميت باسم [أبولّو] لشدة تأثر القائمين عليها بالثقافة الأجنبية التي جعلتهم يأخذون كلمة [أبوللون] من اليونان وهو اسم لإله النور والشعر والموسيقى عندهم، وهدفت الجماعة لتطوير الشعر وإنقاذه من التقليدية والتقريرية، واستعمال اللغة استعمالاً جديداً في دلالات الألفاظ والصور بما تدل عليه من إيحاء والميل إلى التجسيد والتشخيص واستخدام الرمز والميل إلى الكلمات الرشيقة والأسطورية والاهتمام بالتصوير الممتزج بالطبيعة والتعلق بجمالها، وتشخيصها ومناجاتها، والتزامهم بالوحدة العضوية في قصائدهم.
وأنشأ ناجي على أنقاض مدرسة أبولو (رابطة الأدباء)، واستمرت حتى وفاته عام 1953م، ثم غُيِّر اسمها إلى رابطة الأدب الحديث.
ناجي . . . والمغنون
يقول الناقد الفني “سعد الله آغا”: “رَصَدَ نظام معلومات الموسيقى العربية حالة وحيدة للتغني بأشعار “ناجي”، في حياته، إذ لحن وغنَّى الملحن والمغني المصري “محمد صادق”، أبياتاً من ثلاث قصائد لناجي: “الوداع “و”الغد” و”توأم الروح”، عام 1935 في بدايات الإذاعة المصرية على الهواء ولم تسجل”؛ وغنى البيت الشهير: “هل رأى الحب سكارى”، ثم غنّى “كارم محمود” أبيات من قصيدة “الأطلال” بعنوان “لست أنساك”، ولحن محمد صادق لناجي مرة أخرى، قبيل غناء أم كلثوم لقصيدة الأطلال بعدة أشهر.
بعد وفاته اختار “محمد عبد الوهاب” أبيات من قصيدة “الخريف” عام 1954 وغناها بعنوان “القيثارة” ومطلعها:
أيُّ سر فيك إني لست أدري *** كل ما فيك من الأسرار يُغري
ثم غنت “نجاة علي” أبياتٌ من قصيدة “الوداع” ولحنها محمد فوزي عام 1954 وتضمنت البيت الشهير “هل رأى الحب سكارى”.
وغنت المغربية “فوزية صفاء” قصيدة “ساعة لقاء”، وغنت القصيدة نفسها السعودية “ابتسام لطفي” من ألحان المغربي عبد الحميد بن إبراهيم، ولحن القصيدة نفسها رياض السنباطي بمرافقة العود. بينما أعاد غناء “الأطلال” كل من رباب العراقية ووديع الصافي وسعاد محمد ونجاح سلام.
غنت أم كلثوم “الأطلال” يوم 7/4/1966، ثم غنت عام 1969 قصيدة “مصر” التي مطلعها:
أجل، إن ذا يوم لمن يفتدي مصرا *** فمصر هي المحراب والجنة الكبرى.
قام رياض السنباطي بتلحين قصيدة “الغد”، وترك اللحن لأم كلثوم على شريط كاسيت، لكن القدر كان أسبق إليها، فآلت القصيدة إلى سعاد محمد؛ وغنتها بعنوان “انتظار”.
(2) قصيدة الأطلال:
من المرجح أن “الأطلال” كُتبت أواسط الأربعينات. وبحلول 1946 كانت القصيدة قد اكتملت، إذ تم نشر مقاطع منها في مجلات مختلفة كالهلال وأبولو والرسالة، وقرأنا (36) بيتاً منها في مجلة (المنتدى) الصادرة ذلك العام.
يقول الأديب “نعمان عاشور”: “أول ما أثار اهتمامي بناجي. الأبيات المحفوظة التي كانت تردد عن ملحمته الرائعة التي كتبها خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، ملحمة الأطلال… وهي مجموعة قصائد طويلة واحدة لم يعن ناجي بجمعها وإنما كانت تُنشر له تباعاً في مجلة “أبولو” وعلى ألسنة الشعراء المعجبين به أحياناً، وظلت كذلك متناثرة حتى جمعها بنفسه بعد سنوات وضمها أحد دواوينه، فتنتني الأطلال وفتحت مغاليق حسي وتذوقي على شاعرية ناجي، فانفرد بين كافة معاصريه بإعجابي”.
يقول الكاتب مجدي شلبي إنه من المؤكد أن ناجى لم يكتب قصيدة الأطلال دفعة واحدة بدليل أنه نشرها مجزأة بالمجلات، ومنها مجلة الرسالة ومجلة الهلال ومجلة الحديث التي كانت تصدر في حلب بسوريا إلى أن اكتملت.
أيهنَّ صاحبة الأطلال؟
كتب الشاعر مقدمة لـ”لأطلال” قال فيها: “هذه قصة حب عاثر: التقيا وتحابا ثم انتهت القصة، بأنها صارت أطلال جسد، وصار هو أطلال روح، وهذه الملحمة تسجل وقائعها كما حدثت”.
كثرت النساء في حياة ناجي، وكتب في كثير منهن شعراً، تقول ابنته السيدة أميرة: “عاش ناجي حياته باحثًا عن المرأة الملهمة التي تخرج ما بداخله من قصائد وكانت أبواب قلبه مفتوحة لملهماته ليلا ونهاراً؛ وكن يتوافدن عليه كما تتوافد القصائد على أوراقه التي يكتبها لهن إعجاباً وعشقاً في جمالهن أو فنهن”، ومن هؤلاء النساء الفنانة “أمينة رزق” وكتب فيها قصيدة “نفرتيتي الجديدة” والفنانة “زينب صدقي” وكتب فيها “وداع مريض” و”زوزو حمدي الحكيم” التي تقول بأن ناجي قال “الأطلال” فيها و “زوزو ماضي” وقال فيها قصيدة “صخرة المكس”، وادعت أنه قال فيها “الأطلال”، و”زوز نبيل” والفنانة “أمينة نور الدين”، وفيها قال بعض الأبيات الشعرية، والمطربة “شهرزاد” و”جميلة العلايلي” و”زينب حسين” والصحافية “أماني فريد” وقال فيها “الأمل” والعازفة “أنعام”، وفيها قال “صولة الحسن” وكتبها قبل شهر من رحيله؛ والراقصة “سامية جمال” وقال فيها قصيدة “بالله مالي ومالك”، والفنانة “زازا” وكتب فيها رواية اسمها “زازا” وقصيدتي: “زازا” و”الطائر الجريح”. ومن المعروف أن ناجي كان طبيب نقابة السينمائيين والممثلين المصرية، ومن هنا تعرف على عدد كبير من الفنانات، هذه المعرفة سمحت للكثيرات منهن الادعاء بأنها ملهمة قصيدة الأطلال وغيرها من القصائد.
هل هي زينب صدقي؟ عام 1928 شاهد الفنانة “زينب صدقي” وهي تؤدي دور “ليلى” في مسرحية “مجنون ليلى” لأمير الشعراء “أحمد شوقي” وكانت آنذاك مريضة فعالجها حتى تماثلت للشفاء ولم يستطع أن يخفي إعجابه الشديد بفنها فكتب فيها قصيدة “وداع المريض” ويبدو أن القصة انتهت بشيء من الإعجاب العابر.
أم زوزو حمدي الحكيم؟ أما علاقته بالحكيم فتقول ابنته أميرة بأنها لم تتعد الصداقة وهو لم يكتب الأطلال لأجلها ولعل السبب في ظهور هذه الشائعة هو أن والدي كان إذا جاءه الخاطر سجله على روشتات المرضى (أوراق وصفات العلاج) فتعتقد المريضة أنه كتبها من أجلها، يذكر الصحفي محمد رجب في مقاله المنشور بمجلة أخبار الأدب بعنوان «أنا ملهمة شاعر الأطلال» بتاريخ 6/10/2012 إن زوزو حمدي الحكيم أخبرته بأنها هي بطلة قصيدة الأطلال التي غنتها أم كلثوم. أرجعت الحكيم قصة حب ناجي لها عندما كان يذهب إلى علاج أمها بالمنزل، ووجدت أبياتاً شعرية مكتوبة على “روشتات” خاصة بعلاج أمها، كُتب على أحدها:
يا حبيبًا زرت يومًا.. أيكه **** طائر الشوق يغني ألمي
لك إبطاء المذل المنعـــــم **** وتجني القادر المنعــــــم
تكمل زوزو حديثها: “القصيدة كُتب معظمها على الأوراق الخاصة بعلاج أمي، وكان يتركها وسط أوراق الأدوية المراد صرفها لوالدتي، وكنت أظنها إلهامات أتته دون سابق إنذار فلم تجد أوراق الروشتة إلا أن تكون لها منفذًا، لكن عندما غنتها أم كلثوم تيقنت أنني كنت المرادة في هذه الأغنية”. وأردفت زوزو: “فى إحدى المرات سمعت أغنية أم كلثوم “الأطلال”، وشعرت أننى قرأت تلك الأبيات من قبل، وعدت إلى (الروشتات) التي كان يكتبها (ناجي) لوالدتي، ووجدت كل بيت من أبيات القصيدة على كل روشتة؛ وتستدرك “الحكيم” على لسان محمد رجب بأن علاقتها بناجي لم تكن متوطدة للحد الذي يسمح بإقامة علاقة غرامية بينهما.
هل هي “زازا”؟: وهي آخر امرأة كانت على علاقة معه، تقول الرواية بأنه وأثناء الحرب العالمية الأولى عانى ناجي من الوحدة والكآبة، وعام 1944 تعرف على الفنانة “زازا” التي كانت كثيراً ما تناقشه في شتى فروع الأدب والثقافة، وكانت تعقد ندوات أدبية وفنية في صالونها الأدبي، كان من رواده محمد عبد الوهاب والعقاد وأحمد رامي وفكري أباظة وصالح جودت ومحمد التابعي، فأنس إليها، وكانت بينهما مراسلات أدبية، ولكن ضغوط الحياة قادته إلى الانفصام عن الحياة، وعن زازا التي هجرته، زازا هذه كانت تصغره بربع قرن، وكانت ملهمة عدد من الشعراء الآخرين منهم صديقاه علي محمود طه وأحمد رامي، يقول صالح جودت: “لستُ أجانب الحق إذا قلتُ إن زازا هي المرأة الوحيدة التي أحبت ناجي. كانت شابة وسيمة السمات، طليقة الروح، تعشق الشعر: قديمه وحديثه، وتحفظ الكثير من هذا وذاك، ولم تكن ذات مطامع كمطاعم الغانيات، كان كل همها في الحياة أن تكون إلى جانب شاعر يحبها وتحبه.
ولكن مقدمة القصيدة تقول عن حبه لصاحبة الأطلال بأن “القصة قد انتهت”، مما يعني أن نستبعد زارا هذه التي استمرت علاقته بها إلى وفاته، والتي قالت حين بلغتها وفاته “لم يمت ولكنه ذهب ولم يترك عنوانه”!
) لا بد أنها ع. م): طوَّف ناجي كثيراً في عالم النساء، وتعرف إلى العديد منهن ولكن حنينه كان للحبيب الأول في أول منزل، والتي هي ابنة الجيران وإحدى قريباته، تعارفا وهما صغيران، ونشأت بينهما علاقة حب، عُرفت بأول أحرف اسمها (ع. م.) ثم عُرف اسمها فيما بعد (عنايات محمود الطوير) وحسب صالح جودت فإن ناجي لم يحب أحدا في حياته قدر ما أحب تلك الطفلة التي عاشت معه في مدينة الأحلام، وأن غرامياته الأخرى وهي جمة لم تكن إلا محاولة لملء فراغ قلب ملهوف على حب قديم. ويؤكد الأستاذ “حسن توفيق” أنها لم تتجاوب مع عاطفته تجاهها، ولم تكن تلقاه بسوى العطف والإشفاق، ويشير “توفيق” إلى أن أميرة ـ ابنة الشاعر ـ تؤكد بأن عنايات هذه هي الملهمة الحقيقية للأطلال، وكان ناجي يعود إلى “مدينة الأحلام” حيث منزل الحبيب الأول لعله يرى طيفاً منها قد بدا، وكتب من وحي هذه الزيارة قصيدته “العودة” التي قدم لها بقوله “عاد الشاعر إلى دار أحباب له فوجدها قد تغيَّرت حالها”، ومطلع القصيدة:
هذه الكعبة كنا طائفيــــــــــها *** والمصلين صباحاً ومساء
كم سجدنا وعبدنا الحسن فيها *** كيف بالله رجعنا غربـاء
تقول الرواية بأنه ذهب لدراسة الطب بعيداً عنها وعاش تلك الفترة يحلم بحبيبته واليوم الذي سيعود فيه ويراها؛ ولكن عند عودته فوجئ أنها تزوجت؛ فما باليد حلية سوى أنه كتم حبه في صدره وعاش قلبه ينبض بالحب دون أن يرى حبيبته أو يعرف عنها شيئا. وهنا نحن أمام روايتين: تقول الأولى: مرت سنوات طوال مدتها خمسة عشر عامًا لم ينسها ناجى، وذات ليلة من ليالي الصيف طرق بابَه رجلٌ أربعيني يستغيث به كطبيب لينقذ زوجته التي كانت فى حالة ولادة متعسرة، ذهب معه الطبيب إبراهيم ناجى ليجد زوجة الرجل نائمة مغطاة الوجه وفى حالة خطرة للغاية؛ فحاول إنقاذها ولكنها كانت تتنفس بصعوبة جدًا فطلب من الحاضرين أن يكشفوا وجهها المغطى لتستطيع التنفس وحينها كانت المفاجئة إذ أنها حبيبة عمره.
بقلب رجل شاعر مرهف الحس بكى “ناجى” حينها وسط ذهول الحاضرين، وبعد أن أتم هدف زيارته على أكمل وجه ورزقت بمولدها ذهب إلى بيته ليجلس على كرسيه ويكتب “الأطلال” وليبكي حبه الضائع وليشرب على أطلاله.
الرواية الثانية رواها الكاتب “محمد رضوان” في كتابه “ناجي.. شاعر الأطلال” عن الصحافية “أماني فريد” التي ذكرت القصة في مجلة “الكواكب 6/1/1989″ وقالت بأنه كان مدعواً لمأدبة غداء في بيتها سيحضره بعض الشعراء والأدباء، ولكنه تأخر عن موعده، وإذ بناجي يدخل وهو يتصبب عرقاً ويعتذر عن التأخير؛ وبدأ يقص سبب تأخره فقال:” ذهبت إلى محل جروبي لأشتري بعض الحلوى هدية لصاحبة المائدة، وإذ بسيدة تحملق في وجهي عدة مرات ثم تقترب مني وتقول لي: ألست أنت الدكتور إبراهيم ناجي؟ وأجبتها: نعم، أنا ناجي، قالت: ألا تعرفني؟ فتفرستُ في وجهها ووجدت التجاعيد تملؤه وقد زحف الشيب إلى رأسها وبدت عجوزاً محطمة. وقال لها ناجي: آسف، لا أذكر، قالت: أنا جارتك فلانة التي كنتُ أسكن إلى جواركم في حدائق القبة، وكنا متحابين وتعاهدنا على الزواج ولكن إرادة الله شاءت غير ذلك وتزوجتُ أنا؛ وأنت ما زلتَ تدرسُ في كلية الطب. ثم أخذ ناجي ورقة وبدأ بكتابة قصيدة “الأطلال” واستمر يكتب قصيدته وهو يرتجف والعرق يتصبب منه، ولم يأكل شيئاً وتركنا وخرج لنسمع بعد ذلك عن قصيدته التي أتمها”.
تقول ابنته أميرة: كُتبت الأطلال لفتاة تدعى “عفت” وهي الحب الأول في حياة أبي فكان حب مراهقة وهي ابنة الجيران وكان بين عائلة “عفت” وعائلة والدي صداقة قوية وكان بينهما زيارات عائلية فتعلق أبي بعفت ولكنها لم تكن تتحدث اللغة العربية فتعلم الفرنسية من أجلها وكتب فيها أشعاره وظل يحب “عفت” في صمت دون أن يخبرها بحقيقة شعوره واقتصر حبه على النظرات والهمسات وعندما تزوجت “عفت” أصابته صدمة عاطفية حادة وظل مضربا عن الزواج وكتب قصيدة الأطلال يصف فيها حاله”.
أما الأستاذ حسن توفيق المختص بأدب ناجي فيقول: فى السنوات الأخيرة من حياة صالح جودت، صديق ناجى، كانت علاقتي به علاقة وثيقة، على الرغم من اختلاف الأهواء والثقافة والنشأة والأجيال، وفى جلسة حميمية معه سألته عن ملهمة «الأطلال»، فأكد لى أن ناجى لم يكتب رائعته من وحى أية ممثلة من اللواتي ادعين ذلك الادعاء، وقال لى إنها من وحى حبه الأول «ع. م»، فاستفسرت منه عنها، فأخبرني باسمها، ورجانى أن أحتفظ بالأمر سرًا، لأنها مازالت على قيد الحياة، ولأن «ناجى» كان يحبها من جانبه هو فحسب، وبعد رحيل «جودت» سألت الأخ الأصغر لـ«ناجى»، “حسن ناجى”، فأكد ما ذكره «جودت»، والآن وقد رحلتْ أجد أن من حقي أن أذكر اسمها، هى عنايات محمود الطوير”.
(3) الأغنية…! وماذا غيَّرت أم كلثوم في القصيدة:
كان ناجي شغوفاً بفن أم كلثوم ويتمنى أن تغني من كلماته، وعندما شُفيت من مرض في عينيها كتب لها قصيدة بهذه المناسبة، ولكن القصيدة لم تظهر في ديوانه، وهي من القصائد التي كانت مفقودة عند جمع ديوانه، واكتشفت فيما بعد، ويقول “صالح جودت” بأنه سمعه يبدي رغبته لأحمد رامي بذلك، ولكن أم كلثوم لم تحقق له هذه الرغبة إلا بعد رحيله عندما غنت له “الأطلال”؛ وهناك من يقول بأن “ناجي” كان يقصد فيلا “أم كلثوم” في الزمالك عارضاً عليها أن تغني من كلماته.
الثابت أن “أحمد رامي” حمل القصيدة لأم كلثوم، مطلع الستينيات، فأعجبت بها، ونظراً لطولها كلفت عدداً من الأدباء اختيار أبيات مناسبة لغنائها، وتكونت “اللجنة” من: كمال الملاخ وكامل الشناوي ومأمون الشناوي وصالح جودت وأحمد رامي وعبد الوهاب محمد، واختاروا (25) بيتاً من قصيدة الأطلال، وتم اختيار سبعة أبيات أخرى من قصيدة “الوداع”، تمت عملية تضمين هذه الأبيات على يد الشاعر أحمد رامي، وتم إجراء تعديلات طفيفة على بعض الكلمات:
-
حولت ضمير المخاطب المؤنث إلى ضمير مذكر.
-
في البيت الأول اعترضت على قول الشاعر” يا فؤادي رحم الله الهوى” وقالت: إنها لن تغنيها في سرادق أو على مقبرة ” فتمت صياغة البيت بصيغة “يا فؤادي لا تسل أين الهوى”.
-
اكتفت بثلاثة أبيات بدل أربعة من كل مقطوعة، ولم تلتزم بترتيب المقاطع المغناة كما في الأصل.
-
غيرت كلمة “الدلال” إلى “المذل”.
-
غيرت كلمة “أعظمي” إلى “أضلعي”.
-
في المقطع (17) تم مد حرف القافية “الياء” من: يديْ، شيءْ، عليْ، لديْ. إلى “يديا، شيَّا، عليَّا، لديا”.
-
في البيت (14) جاء في الأغنية كلمة “مَلَكَاً” (بفتح اللام) بدل كلمة “مَلِكَاً بكسرها؛ كما في ديوان “ليالي القاهرة”، وبالمناسبة جاءت الكلمة في “ديوان إبراهيم ناجي” هذه الكلمة بالفتح “”مَلَكَاً”.
-
في البيت (17) جرت صياغة البيت على النحو التالي “وأنا حب وقلب هائم *** وفراش حائر منك دنا” وكان في الأصل “وأنا حب وقلب ودمٌ *** وخيالٌ حائر منك دنا”.
-
تمت صياغته البيت الأخير كالتالي “لا تقل شئنا فإن الحظ شاء” بعد أن كان “لا تقل شئنا وقل لي الحظ شاء” ويبدو أن التغيير في هذا البيت كان لدواع موسيقية لحنية، ويُعتبر الشاعر عبد الوهاب محمد صاحب التعديل هنا.
-
جرى تغيير كلمة “الشاعر” إلى “الساهر” في البيت (26) والذي هو في الأصل: أيها الشاعر تغفو *** تذكر العهد وتصحو”.
-
ومما يؤسف له أنه جرى كسر للبيت الشعري (26) من القصيدة، ففي الأصل كان البيت على النحو التالي: “وإذا ما التام جرح …” بدون وضع همزة على الألف، وجاء في الأغنية ” التأم” بهمز الألف، مما أدى للكسر.
أما أبيات قصيدة “الوداع” فلم يحدث لها أي تغيير.
التلحين: جلسات طويلة جمعت كلاّ من أم كلثوم ورياض السنباطي؛ وكانا على انسجام تام فيما يخصّ اللحن والأداء، وبدأت الصحف تتناقل أخبار ومراحل تقدّم العمل الجديد. وكان العالم العربي ينتظر الحفل الذي حُدّد في أكتوبر/ تشرين الأول 1963، لكن وقع ما لم يكن في الحسبان، إذ اختلفت أم كلثوم مع السنباطي حول «القفلة الموسيقية» المصاحبة للبيت الأخير من القصيدة، “لا تقل شئنا فإن الحظ شاء!”. إذ فضلت أم كلثوم أن تكون طبقته منخفضة؛ ورفضت أن تغنيه في الطبقة العالية، ورفض السنباطي تدخلها في تفاصيل عمله كما كانت تفعل مع الآخرين. ورأى أن غناءها لـ«محمد عبد الوهاب» و«بليغ حمدي» عوداها النعومة في أغانيها، فضلاً عن أن «السنباطي» لم يكن يستسلم بسهولة لطلباتها بكثرة التبديل والتعديل، انعزل السنباطي في بيته شهوراً بعد هذا الخلاف، ورفض كل محاولات الصلح ولجأت أم كلثوم في النهاية إلى وساطة الموسيقي “عبده صالح”، فأعلمه السنباطي أنه لن يغيّر القفلة وإن أصرّت “الست” فهو سيعتذر عن تلحين القصيدة ولتجد لها ملحناً آخر، وأكّد له أنه خبير بصوتها وأنه متأكّد من مقدرتها على غناء أصعب من ذلك. لم تجد أم كلثوم خياراً غير الخضوع للموسيقي الخبير؛ وخرجت الأطلال إلى الوجود لتلقى ترحيبا غير مسبوق وخاصة تلك “القفلة” المتنازع بشأنها والتي كان الجمهور يطالبها بترديدها مرات ومرات.
رددت أم كلثوم الأغنية في ثلاثة وعشرين حفلا على مدار ثلاثة أعوام وأصبحت القصيدة رأس الهرم الكلثومي؛ ومن ثم رأس الغناء العربي كلِّه، ويُذكر أن أحد المعجبين قد اندفع نحوها بقوة في حفلتها في باريس وهي تغني الأطلال، فسقطت أرضاً نتيجة هذا الاندفاع.
اختارتها صحيفة “لوموند الفرنسية” ضمن قائمة أعظم مئة أغنية (في القرن العشرين)، وبسببها نال السنباطي المركز السابع في التلحين على العالم في ذلك القرن. لتعد واحدة من أشهر مئة أغنية عالمية، وأفضل ما غنت في حياتها، (وحسب الناقد السينمائي طارق الشناوي): لا تزال جمعية المؤلفين والملحنين والتي ترصد حركة انتشار الأغاني في العالم، تعتبر الأطلال هي التي تحقق الرقم الأعلى في معدل التداول، ويكفي أن نذكر أن رياض السنباطي من فرط اعتزازه بها، اقترح على أم كلثوم، أن يعلنا للجمهور معاً الاعتزال، رفضت أم كلثوم الفكرة، وظل الاثنان إلى نهاية عمريهما في عالم الفن، استغرقت الحفلة الاولى لـ “الأطلال” 1.28.40 دقيقة.
لماذا حَّول السنباطي الرباعيات في أطلال ناجي إلى ثلاثيات؟
يبلغ عدد أبيات القصيدة 134 بيتاً، وتتكون من (34) مقطعاً، يتكون كل مقطع من أربعة أبيات، وهناك مقطعان مكونان من بيتين اثنين، وهي على بحر الرَّمل، وهناك (6) مقاطع على مجزوء الرَّمَل. وحسب الشاعر فاروق شوشة فهذا “البحر الشعري الذي صاغ منه ناجي ملحمته الشعرية؛ ملائم كل الملاءمة لمثل هذه التجربة الشعرية العميقة التي عبّر عنها ناجي أجمل تعبير، وصوَّرها أروع تصوير”.
اختارت اللجنة المكلفة بانتقاء الأبيات المناسبة، ثمانية رباعيات من “الأطلال” واثنتين من “الوداع” وأسقطت بيتاً من كل رباعية، [باستثاء الرباعية الأخيرة في الأغنية فقد جاءت تامة، والرباعية الثانية المعتمدة من قصيدة الوداع]، حاول الدكتور “سعد الله آغا القلعه” الإجابة على هذا السؤال فقال: أعاد (السنباطي) ترتيب تلك الرباعيات ليرسم القصة التي أرادها، وليحقق ضرورات البناء اللحني الذي خطط له؛ ولكن السنباطي استبعد، في 8 رباعيات، أحد الأبيات، ليكتفي بثلاثة منها فقط، ويحول تلك الرباعيات إلى ثلاثيات! مبقياً على رباعيتين اثنتين كما وردتا؛ فلماذا كان ذلك؟ ثم يتساءل القلعة:
“هل كان ذلك لاستبعاد أبيات بدت له أضعف من غيرها (لغبار آدمي مسَّنا!)؟ أو لأنها ضمت مفردات لم يجدها ملائمة (آه يا قبلة أقدامي)؟ أو لأنها خالفت في تحريك قافيتها القافية البديلة التي تسمح له بإطلاق صوت أم كلثوم (ها أنا جفت دموعي)؟
هل كان ذلك بغرض تكثيف المعاني؟
هل كان ذلك بغرض تسريع إيقاع التطور الدرامي على مستوى الرباعية الواحدة؟
هل كان ذلك بغرض تسريع التناوب بين المشاهد الهادئة والحيوية
وهذا في إجماله يطرح سؤالاً مازال بحاجة إلى مزيد من البحث:
مبدأ اعتماد أبيات من قصيدة مطولة، لتُلحَّن، واستبعاد أبيات أخرى، مبدأ مطروق. ولكن هل سبق أن استبعد ملحنٌ أبياتاً من رباعيات، لتصبح ثلاثيات، كما فعل السنباطي؟
وأخيراً: في حال ثبُتَ أن أحداً لم يسبق السنباطي إلى ذلك. ألا يكون هذا من إبداعاته؟”
يقول الشاعر فاروق شوشة:” الطريف في الأمر، أن المقاطع التي لم يقع عليها الاختيار للغناء، هي أوفر حظاً من الشاعرية، وأكثرها اتقاناً من الناحية الفنية، وقيمة تعبيرية وتصويرية، وقد يكون إيثار الوضوح والبساطة والسلاسة وراء المقاطع التي لُحنت وغُنِّيت، حتى يسهل أداؤها وذيوعها”.
ستبقى هذه الأسئلة معلقة، أي إجابة ستبقى ظنية ما دام أن السنباطي أو اللجنة المختارة أو أم كلثوم لم تجب على هذا السؤال؟!!
زياد أحمد سلامة ــ عمان ــ الأردن
المراجع:
-
ديوان إبراهيم ناجي، دار العودة، بيروت، 1973، تذييل بقلم سامي الكيالي (ص 783 ـ 855)
-
شرح ديوان إبراهيم ناجي، شرحه وقدَّم له الأستاذ: مجيد طراد، دار الفكر العربي، بيروت لبنان، ط1 (2002).
-
ليالي القاهرة: إبراهيم ناجي (سلسلة أدباء القرن العشرين 11)، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2008، تقديم ومراجعة: بشير عياد.
-
ناجي شاعر الأطلال: محمد رضوان، كتاب الهلال، ع797 (2017).
-
إبراهيم ناجي: شاعر الأطلال وأحلى قصائده العاطفية، محمد رضوان، دار الكتاب العربي، ط1، 2004.
-
مجلة نصف الدنيا (عدد خاص عن أم كلثوم) شباط، فبراير 2000(مقال بعنوان: الأطلال. غنتها أم كلثوم في سن الثامنة والستين، بقلم بشير عياد) ص 98 ـ 101
-
مجلة “المنتدى”، فلسطين: الجمعة 15 تشرين الثاني 1946 ع 41 ص 8
-
مجلة العربي: ع 548، يوليو 2004 (مقال بعنوان: خمسون عاما على رحيل شاعر “الأطلال”، بقلم: فاروق شوشة) ص164ـ 167.
-
مجلة الهلال: يونية 1977 سنة 85 (مقال بعنوان: خمس قصائد مجهولة لشاعر الأطلال إبراهيم ناجي، بقلم: حسن توفيق) ص 88 ـ 99
-
مجلة الهلال: سبتمبر 1967، ع 9، س 75 (مقال بعنوان: إبراهيم ناجي: الشاعر والإنسان، بقلم محمود الشرقاوي) ص 60 ـ 85
-
جريدة الرأي (الأردنية) 11/4/2014(مقال بعنوان: ملهمة إبراهيم ناجي الحقيقية في قصيدة الأطلال، بقلم الدكتور يوسف بكار).
-
سعد الله آغا: موقع “كتاب الأغاني الثاني”.
-
عدة مواقع إلكترونية على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).