فاطمة عطفة (أبوظبي)
رواية «دفاتر الوراق» للشاعر والروائي والإعلامي الأردني جلال برجس، إحدى الروايات التي وصلت القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، وحول التنوع في تجربته الإبداعية، وما الذي أضافه هذا التنوع إلى عمله الروائي، يتحدث برجس إلى (الاتحاد) قائلاً: «في كل جانب من هذه الجوانب الإبداعية، هناك ما يمكن للكاتب أن يرى من خلاله شيئاً مختلفاً في الحياة، ومن ثم في الكتابة؛ فمن الشعر جنيت تلك القدرة على اقتناص الفكرة الروائية، والانحياز إلى لغة قادرة على أن تصل إلى قلب القارئ وعقله على حد سواء، ومن الاشتغال الإعلامي وجدت الطرق المثلى لاكتساب المعلومة الطريفة».
ويضيف أن القصة منحته ضرورة التكثيف في بعض المفاصل الروائية، وأن هذا التنوع هو بمثابة زوايا مختلفة للتعاطي مع الحياة والكتابة «إنه يجعلني أطمئن إلى أني أعمل على رواية تشبه حياة مصغرة».
وحول تجربته الإعلامية والاهتمام بالحدث اليومي في كتابة الرواية، يقول: حين عملت في الصحافة كنت على مقربة من الناس، بحيث اطلعت على حكاياتهم، وهمومهم، وأحلامهم، وحتى خيباتهم وانكساراتهم. تلك المهنة أضاءت لي جوانب كانت معتمة فراكمت في ذاكرتي كثيرا من الأحداث الإنسانية التي كان لها أثر، إضافة إلى مسببات أخرى، في اجتراح أفكار رواياتي وكتابتها بوعي من يعيش الحدث ويخرج عليه بأدوات يشترك الواقع والخيال بوجودها، موضحاً أنه ليس من الذين يكتبون الواقع كما هو، بل لا بد من أبعاد جديدة لهذا الواقع، وهذه الأبعاد لا بد لها من التخييل.
وانطلاقاً من اختصاص الكاتب برجس بالهندسة ومدى تأثيرها في عمله الروائي، يؤكد أن الهندسة كان لها أثر لافت، قائلاً: لقد تعلمت من مهنتي الكيفية المناسبة للتخطيط إلى ما سأكتبه. العمل الهندسي مبني على استراتيجيات ونظريات وقوانين كل هذه العناصر جعلتني أجترح لنفسي طريقة خاصة في التحضير للكتابة، لكن هذه الطريقة لم تنتقص من حرية الكتابة، بل كنت متنبهاً جداً إلى ضرورة الابتعاد عن الصنعة والجمود في الكتابة الروائية. وأضاف أنه يضع مخططاً يكاد يكون تفصيلياً، موضحاً أنه أثناء الكتابة يجد أن الكثير مما خطط له ليس صالحاً للمضي فيه، وأن بعضاً مما لم يخطط له يفرض نفسه على النص الروائي.
وعن احتضان أبوظبي لجائزة البوكر العربية، وما قدمت لمشهد الثقافة العربية محلياً وعالمياً يقول: لقد أعادت هذه الخطوة الرواية العربية إلى دائرة الضوء، فأوجدت لها طريقاً مهماً نحو القارئ العربي والأجنبي، فالترجمة التي أوجدتها جائزة البوكر جعلت الرواية العربية تخلق لها حضوراً غربياً مهماً تمثل في العديد من الروايات التي وصلت إلى قوائم الجائزة ومنها من نالها، لافتاً أن البوكر أوجدت طيفاً عريضاً من قراءة الرواية العربية، وهذا الطيف باتت لديه القدرة على القراءة الجادة للروايات بل ونقدها بأدوات يعول عليها. ويختتم برجس حديثه بالقول: أحضر نفسي هذه الأيام للرواية التي عثرت على فكرتها في عزلة الكورونا، إنها رواية تعود بالقارئ إلى أزمان غابرة تختلط بزمننا هذا، رواية أحاول أن أكتبها عبر زاوية مختلفة وأنا أنظر إلى الإنسان ومكابداته.
-
عن الاتحاد