( ثقافات )
رحلة إلى الهند – إ . م . فورستر
صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2021كتاب الروائي البريطاني إدوارد فورستر والكتاب من ترجمة عز الدين إسماعيل، ومراجعة لويس مرقس، وتقديم محمد شاهين .
تطرح رحلة إلى الهند سؤالاً بسيطاً في ظاهره عميقاً في باطنه: هل يمكن أن تتحقق صداقة بين طرف مستعمِر وآخر مستعمَر في الوقت الذي يجثم فيه الطرف الغالب على أرض الطرف المغلوب؟ يُخضع الراوي هذا السؤال إلى مناسبات عدة في الرواية ليتبين مدى القدرة العملية على تحقيق تصالح من نوع أو آخر بين الطرفين لكن هذه المحاولات المبذولة لهذا الغرض تبوء في الغالب بالفشل بل وأنها من قبيل المفارقة تعمّق الهوة وتزيد من اتساعها خصوصاً في حادثة الكهوف. وتأتي خاتمة الرواية تتويجاً للتعبير عن غياب أمر المصالحة جملة وتفصيلاً، إذ توجز القول أن العصمة في هذا الشأن هي بيد الهند نفسها التي ترفض سماؤها وأرضها وصخورها بل ومكوناتها الطبيعية سؤال المصالحة الذي يعرضه فيلدنج نيابة عن الطرف الغالب على عزيز الذي يمثل الطرف المغلوب؛ إذ توجز الهند قولها: “ليست المصالحة الآن ولا هي هنا…”.
ومن أهم الميزات التي تتمتع بها هذه الرواية هي أنها تستشف منظور التحرر من الاستعمار قبيل رحيله فعلاً عن الهند بعقدين من الزمن، وذلك من خلال تضامن بين مختلف الأصول والمنابت والمعتقدات الهندية. هذه كلمات عزيز، الشخصية المحورية في الرواية: الهندوس والمسلمين والسيخ والجميع وحدة واحدة في وجه الاستعمار… . تجسم هذه الكلمات الروح الغاندية التي كان غاندي يمارسها في حملته السلمية ضد الاستعمار إثر عودته من جنوب إفريقيا وهو يحمل رسالة التضامن بين المسلمين والهندوس عام 1915، والتي بلغت ذروتها بين عامي 1920-1923، في الوقت الذي كانت رحلة إلى الهند تتشكل على الورق في مخاضها الذي دام ما يقرب من اثني عشر عاماً (1912-1924).
تقع الرواية في 336صفحة من القطع الكبير .