جمال ناجي*
يومها وجد نفسه بعيداً متوارياً في عالم رمادي يستمطر الماضي الذي اختلط في معين ذاكرته الزاخر، وأوصلته عزلته تلك إلى أن الرفاق هم الذين تآمروا عليه ودسوا له السم في طعامه وشرابه، من أجل شلّ فاعليته والاستفراد بالقرار، بعيداً عن إزعاجاته وتدخلاته التي تحرف مسارات قرارات لجان الحزب، حتى إن ذهنه الذي توقد في تلك اللحظة متضافراً مع ذاكرته، تمكن من تحديد اليوم الذي تم فيه دس السم في طعامه، إنه الأول من أيار/ مايو من العام الذي اجتاح فيه الأميركيون مدينة بغداد، وهو اليوم الذي احتفل فيه الحزب بعيد العمال العالمي في قاعة مقره الكئيب، المليء بالملصقات والمطويات التي لا يقرؤها أحد، تلك القاعة ذات الأضواء الشاحبة المثيرة للسأم والضجر، والمقاعد الأربعين التي تصدر صكيكاً معذباً للأحشاء كلما حركها أحد على البلاط المحلي المنمّش، والطاولات مستطيلة السطوح، التي يتم ترتيبها إلى جانب بعضها بعضاً وتغطيتها بشراشف حمراء لامعة يتم تثبيتها بالدبابيس، فتبدو على هيئة طاولة ستالينية واحدة ممتدة في المناسبات التي يقيمها الحزب في مقره.
يومها قدموا له نوعاً من الحلوى ذا نكهة دوائية، أيقظ لديه حاسة الشم أكثر من التذوق، كان جائعاً حد الارتجاف، ذلك أنه غادر منزله صباحاً من دون أن يتناول إفطاره، بسبب اشتباكه المبكر مع زوجته «روان» ذات الملامح الحسية الفاضحة، التي لا تكف عن التذمر من سعاله الليلي، ومن مكالماته الهاتفية التي تطول فتطول معها تنهداتها، ليس بسبب رغبتها في أن يتفرغ لها ويجالسها، إنما لأنه لا يعرف الحديث إلا بصوت عال، كما لو أنه يعتصر المسافات بينه وبين من يحادثهم.
غادر منزله صباحاً بعد اشتباكه مع زوجته، ولم يظفر بعدها بما يكفي من الوقت لتناول طعامه طوال ذلك اليوم، بسبب انشغاله الاستشهادي بتحضيرات الحفل واستعدادات أعضاء اللجان وتفاصيل الأدوار التي عادة ما يتم ترتيبها في اللحظات الأخيرة، والتي، عادة ما تؤدي إلى توتر الأجواء بسب تداخل الأدوار وارتباك أصحابها.
كان طعم الحلوى الباردة التي قُدمت له دوائياً نفاذاً، وحين سأل رفيقه المجاور له عما إذا كان الطعم عادياً أم إنه يحس بما يحس، أجابه: «إنها حلوى بين نارين النابلسية، طعمها عادي».
وكان يجلس بين رفيقتين من الحزب، إحداهما متوهجة متوردة الوجنتين على رغم نحول جسدها، والثانية متصابية ذات نظرات تلغي مسافات حميمة من الزمن، لكنه الآن يتذكر أن رفيقه نظر في وجه المرأة النحيلة نظرة تشي بإخفاء أمر ما:
– كيف لم أنتبه إلى تلك المؤامرة الدنيئة حينئذ؟ لماذا؟!
قال وهو يصفع جبهته بكف يده اليمنى، كعادته كلما أراد الاقتصاص من نفسه جراء أخطائه وسهواته التي صارت تتكرر في أعوامه الأخيرة، ثم أدار رأسه الثقيل الذي لا يتناسب مع حجم جسمه ولا رقبته النحيلة، أداره نحو زوجته «روان» وصاح مغيظاً، فيما تناثرت ذرات لعابه في حزمة الأشعة الساطعة لشمس نيسان، الكذابة العابرة من النافذة الزجاجية إلى حيث يجلس:
– اطلبي لي مقر الحزب.
قال لها فاشفقت على حاله، ولوت وجهها الذي يوحي بلؤم نسوي متأصل، ثم هاتفت المقر بصوت رقيق متزن، طلبت أمينه العام فأجابها موظف البدالة أنه مشغول مع بعض الضيوف، طلبت أحد أعضاء اللجنة المركزية الذين لا يغادرون المقر في مثل ذلك اليوم من كل أسبوع، طلبت آخر وآخر وآخر، وكان موظف البدالة يتنهد في كل مرة ويدعوها للانتظار، ليعود إليها بعد ثوان قائلاً إن الشخص المطلوب غير موجود، وكان هو يتقرى في وجها ما تسمعه أذناها، فيكاد يسمع عبارات الصد التي تتلقاها بمجرد نظره في عينيها الخضراوين، فيزداد حزناً، ويمسح وجهه بكف يده كي لا ترى ما يطرأ على ملامحه من تبدلات عنيفة تعكس ما يمور في نفسه من تفاعلات، وحين طرقت سماعة الهاتف بغيظ، انهار تماسكه، فصار يشتم ويضرب بيده أكواب الماء والشاي والأعشاب، المصفوفة على الطاولة أمامه منذ يومين، ولقد أصيبت زوجته بمزيج من الذعر والخيبة، فانسحبت خارجة من الغرفة مغلقة بابها وراءها بقوة، وتركته وحيداً مع نوبة سخطه المدمر، التي أحس معها بأن تلك ستكون المرة الأخيرة التي يقوى خلالها على السخط، فقذف كل ما طالته يده المتعرقة من محتويات مكتبته ورفوفها، الكتب وأوراق البيانات والدفاتر والتحف التي تجمعت لديه جراء أسفاره الكثيرة في أصقاع الأرض، ألقاها على بلاط الغرفة الأملس الذي اكتظ بحطامها، إلى حد أنه لم يعد قادراً على إدارة عجلات عربة كساحة في ركام تلك الأنقاض، فمسح العرق الذي تجمع على جبهته المحمرة، وصار يتلو النشيد البلشفي بصوت متهدج، ثم نشيد «موطني»، مترحماً على إبراهيم طوقان، الشاعر الذي ألف النشيد، ظل ينشد بوجد وحنين، لكن نبرات صوته اتخذت عمقاً يشي بالعظمة، ولقد ترافق نشيده مع أصوات انبعثت من أعماقه، أصوات غير تلك التي خرجت من بين شفتيه، بينما انسابت دموعه على خديه لتتخذ لها مسارب عبر الخطين الغائرين حول أنفه، ثم بدأ يتلو على نفسه تراتيل غضب لم يعهده في حياته الزاخرة، كما لم تعهده زوجته ولا رفاقه ولا حتى رفاق سهراته الليلية التي تحولت إلى ذكريات صاخبة بلا قعر، كان أشبه بمن ينعى نفسه ويقرّع الزمن، بعد أن غدا بعيداً متنائياً عن ذاته التي عايشها طيلة تسعة وستين عاماً هي عمره:
– أهكذا تكون النهاية؟ أهكذا تتعاملون مع واحد ممن أخلصوا للحزب يا أولاد الكلبات؟
قال بصوت مسموع، ثم أدار وجهه نحو الباب الخشبي قائلاً بعد أن خرجت زوجته:
– وأنت يا روان، أيتها المتنكرة الجاحدة، ألم تعرفي بعد أين اختفى ابننا صلاح الذي لم يحظ بقطرة من حنانك بسبب انشغالك بتفاهات عالمك المتهافت وصديقاتك الأكثر تفاهة من تفل القهوة؟ ثم، أنسيت أيامي معك؟ نسيت حبي لك وهوى ذكورتي اللافح، الذي كنت تحدثينني عنه بغناج يعيدني في كل مرة إلى نقطة البداية في ليالينا الحميمة الباذخة، إلى حد أنك لم تتنازلي، ولا مرة، عن قطرة من متعك من أجل الالتفات إلى بكاء رضيعك، رضيعنا صلاح في قماطه حينئذ؟ أنا؟ أنا لم أعد راغباً في الجلوس معك في غفلة الصباحات التي اعتدتِ مغافلتها بادعاء وجود ما هو جديد في حياتنا، مع أن الأخبار هي الأخبار نفسها، الأحاديث هي الأحاديث نفسها: لقد سئمتُ ولم يعد بمقدوري الاستمرار في مسرحية الأحاديث الثنائية بيننا بعد أن تكشفت لي حقيقتك المراوغة.
ثم، نسيتِ حين اصطحبتك معي إلى رومانيا وموسكو وباريس وبغداد وأثينا وبرلين وتونس وهافانا وكل الأماكن الأخرى التي لم يحلم جد جدك برؤيتها، من أجل مرافقتي في المؤتمرات التي دُعيت للمشاركة فيها؟
نسيتِ دلالي لك واستجاباتي لشهواتك اللامحدودة في شراء ما يحلو لك؟ نسيت ذلك الفستان المرمري النقوش الذي أرغمتني على ابتياعه لك من الشانزليزيه بثمن زاد عن قدرتي على الاحتمال، ثلاثين ألف فرنك فرنسي، حين كان الفرنسيون ما زالوا يبيعون ويشترون بعملتهم الوطنية قبل اليورو، ما يكفي لإعالة عشر عائلات من البروليتاريا الوطنية مدة شهر كامل، كل هذا من أجل ارتداء ذلك الفستان في حفل زفاف ابنة أختك ذات الرقبة الثخينة الغاطسة بين كتفيها، التي ازدادت سمنة بعد عودتها وعروسها من شهر العسل، حيث تسكّعا في الريف الإسباني مدة عشرين يوماً على نفقة أمها، أختك المتصابية التي لم يطق زوجها الحياة معها، فأسعفته جلطة مفاجئة أودت بحياته، محققة له حلم الخلاص من تلك المرأة اللجوج المضجرة.
نسيتِ صبري ومسايراتي لرغباتك الصباحية في التعرف على مستقبلك، عن طريق العرافات العاهرات في المتروبولوس اليوناني، اللواتي لم تلتفت أي من ثلاثتهن إلى انكشاف عمق فخذيها أثناء استماعهن إلى شكواك، تينك القابعات أمام نيرانيهن الشيطانية وتمائمهن الملعونة تحت سماء مزورة مرشومة بنجوم ومجرات ضوئية خادعة، تينك اللواتي صرن يخترعن بلا حياء، من أجل إرضائك، مستقبلاً يستخرجنه حياً أمام عينيك من دخان أوانيهن النحاسية المسودة، ويداعبن غرورك بأكاذيبهن عن زوجك الذي لا يعبد الله بمقدار ما يعبدك، وعن طائر الجنة الذي سيزورك في منامك، حاملاً بشرى وليدك الثاني الذي لم يأت على الرغم من مرور ثلاثة عقود على تلك النبوءة الكاذبة، وسواها من قراءاتهن الملفقة، التي كن ينطقنها بلغة الإغريق في حضرة مترجمة من فصيلهن، ناحلة الصدر ذات وجه حاد شديد الشحوب. ثم، نسيتِ ذكريات أيامي معك التي كررناها غير مرة وزدنا عليها من مخيلتينا دون أن نخجل من تكاذبنا، وماهية الطبق الذي سنتناوله في اليوم التالي، ومحبتك الزائفة لأخواتي، واحترامي الكاذب لإخوتك تجار السجائر والمشروبات المهربة، وتنازلي القسري عن حزني المشروع على الكتب التي قمت أنت بالتخلص منها بطريقة مشينة، ومن دون الرجوع إلي، لأنك قررت من تلقاء نفسك، بأن ما تبقى من عمري لم يعد كافياً لقراءة تلك الآلاف من الكتب المكدسة على رفوف مكتبتي، عدا المجلدات التي أعرتِها لصديقاتك اللواتي، لم يقرأنها، بحسب اعترافك لي، إنما وضعنها على رفوف البوفيهات كأجزاء مكملة لديكورات صالونات سرايا بيوتهن الآثمة.. المجلدات التي شكلت دليل عمل لعقلي ووجداني ولحياتي كلها، ومراجع لخلاصات أفكاري، تحولت، على يديك، إلى مكملات للديكورات الباذخة في بيوت صديقاتك الجاهلات، زوجات المتنفذين الفاسدين والتجار الأثرياء بمن فيهم أقاربك الذين نهبوا اثنتين من المؤسسات المستقلة تحت عناوين إعادة الهيكلة، تلك الحجة التي تحولت إلى كلمة حق يراد بها السرقة.
ثم، ما الذي سنتحدث عنه وفيه؟ أخبار ابننا الوحيد صلاح؟ الذي عاش في أوكرانيا مع زوجته الشقراء ماريا التي لم أرها إلا في الصور؟
لكن هذه الأخبار مضغناها كثيراً في فراغ جلساتنا الصباحية الكئيبة، حتى صارت بلا طعم ولا معنى، حتى ذلك التعليق الذي بدر عني حين رأيت صورة ماريا لأول مرة، من أنها تذكّر بجمال نساء القياصرة في أفلام ما قبل موجة الديجتال التي أتلفت أعصابي. ذلك التعليق لم يعد مقنعاً لي بعد أن رأيت صورة أخرى لها أرسلها زوجها صلاح قبل عام من عودته الميمونة إلى الوطن، حيث بدت فيها نحيلة شاحبة مثل سنجاب مصاب بذات الرئة.
حتى أخبار الدنيا ومستجدات عالمنا وفضاءاته التي تجوبها سحائب الرعب من مجازر الأعوام الأخيرة التي خلفت جداول من دماء الأبرياء التي لم تجف، فإنها لم تعد مثار حديث بيننا، لأنني،= لم أعد قادراً على احتمال تفسيراتك الساذجة واجتهاداتك السخيفة حول تلك المستجدات التي تتطلب خبرات ومعارف وقدرات لا تتوافر في عقلك المنشغل بتفاهات عالمك الذي أفرطت في تأثيثه، أثناء انشغالي المحموم بمهامي الحزبية الثقيلة.
لقد لبيت كل رغباتك المعقولة والحمقاء والمجنونة، لبيتها مرغماً، لا لأنني أخافك مثلما قد يتسلل إلى عقلك المتكاسل، إنما لأنني، ككل الرجال، أريد تجنب شرورك بالاستجابة لطلباتك العجيبة الغريبة، محتملاً كل التبعات، بما في ذلك، إحراجك لمضيفينا، الرفاق القرغيزيين الذين استقبلونا بالورود والتحيات الآسيوية المهذبة لدى وصولنا مطار بشكيك من أجل المشاركة في مؤتمر التعاونيات والتنمية، وأسمعونا معزوفة «كاتيوشا» التي لم تتمكني من تجرعها بحسب ما قلت لي عند عودتنا إلى الفندق، تلك التي عزفها فريق من متدربي معهد بوشكين، ذوي الملابس المتجانسة الحمراء والبيضاء بعد أن اصطفوا بانتظام على طول الجدار أمامنا احتراماً لنا، مع أنك أعجبت بفكرة سيارات الشرطة التي رافقت موكب انتقالنا من مطار بشكيك إلى الفندق، حيث سارت اثنتان منها أمامنا والأخريان خلفنا،كما لو أننا انتصرنا في حروبنا المزمنة ضد الإمبريالية والرجعية، وثبتنا دعائم الأممية التي يقودها الاتحاد السوفياتي حينئذ، ولم أدرِ حينها، ما إذا كانوا يعرفون أننا، نحن المشاركين المحتفى بهم، لم نكن سوى شراذم من سياسيي ومعارضي أنظمة العالم الثالث، المضطهدين المنبوذين حتى من أقاربهم وأصدقائهم، خوفاً من أن تطال أولئك الأقارب والأصدقاء تهم المشاركة في التآمر على استقرار الأوطان.
أتذكرين، كيف أن أولئك القرغيزيين الطيبين احتملوا عبوسك الأفعواني، يوم وقفنا تحت منصة رخامية يعتليها نصب معدني لرجل مدبب اللحية ذي عينين آسيويتين مذنبتين؟ وكيف أنهم احتملوا شهقة الفزع والاستنكار التي رافقت استماعك لإجابة المترجم الودود على سؤالي له حول من يكون صاحب التمثال؟ ذلك أنه قال بفخر واعتداد: إنه نصب بطلنا القومي، جنكيز خان.
حينها شهقتِ ونظرتِ إليه بعداء، لأن كتب التاريخ التي قرأتِها في المدارس تصف جنكيز خان بالمغولي الدموي الذي غزا بغداد حاضرة بقايا دولتنا العباسية حينئذ. ومع ذلك احتملت، واحتمل الآخرون معي جهالتك، بمن فيهم القرغيزيون الذين وجدوا أنفسهم، تحت ضغط تعليمات رؤسائهم بضرورة فعل كل شيء من أجل استقطاب طلائع وسياسيي البلدان النامية، مضطرين لطرق باب غرفتنا في الفندق كل صباح، من أجل تزويدنا بقارورة زجاجية ثقيلة ملأى بلبن الفرس، على مدار أيام ورشة التعاونيات والتنمية التي عقدت في أحد كولخوزات الريف بحضور مشرف علاقات الحزب الخارجية مع البلدان الأفروآسيوية، ليس هذا وحسب، إنما اضطروا -يا لصبرهم الذي لا يجاريه صبر الأنبياء- إلى تثليج عشرة كيلوغرامات من ذلك اللبن الذي يكفي شرب كوب واحد منه لتحويل الإنسان إلى حصان بشري على مدى اثنتي عشرة ساعة، ثم تغليف تلك المثلجات في علب من الفلين العازل، وتحميلها إلى طائرة عودتنا، لضمان وصولها إلى عمّان من دون أن تفسد، وبالتأكيد فإنهم لم يعرفوا، وربما لم يخطر لهم أنك ستوزعين نصف الكمية على صديقاتك المتأنقات اللواتي حضرن لتهنئتك بالسلامة، أولئك اللواتي قمت بحشرهن في بيتنا أربع ساعات كاملات من أجل التباهي والاستمتاع بالحديث عن جولتنا تلك، وتقديم النصائح لهن بتجريع أزواجهن أكواباً من ذلك اللبن قبل ثلاثين دقيقة من مواعيد النوايا وخلع الملابس في غرف النوم، كي تستيقظ شهواتهم المسترخية، ويتحولون إلى فحول في فراشهن.
يا للكسوف..
ما كان يجب أن ينهار الاتحاد السوفياتي، فهو على الأقل، احترمنا أكثر بكثير من أنظمة بلادنا التي، بدلاً من أن تحترمنا، اضطهدتنا وسجنتنا وعذبتنا، وبدلاً من أن تخدمنا، قدمتنا لقمة سائغة إلى الرأسمالية الوطنية وغير الوطنية فنهشتنا واستفردت بنا، وبدلا من أن تقدم لنا خدماتها العلاجية مجاناً مثل سائر الأمم، نشرت الأمراض في أبداننا، بلحوم تجارها الفاسدة، ودواجنها المصابة بالرعاش وبالإنفلونزا القاتلة، وأسماكها المجمدة التي تعشعش الديدان فيها، ومياهها الملوثة ومستورداتها من المواد المدورة الممنوعة دولياً، ومنتجاتها الزراعية المتورمة التي دأبت على بيعها لنا بلا رأفة، على رغم رفض البلدان المستوردة لها في الخليج العربي، وإرجاعها من الحدود.
• فصل من رواية قيد الكتابة
* الرأي الثقافي