العتبات النصّية في رواية “الطريق الى سحماتا” لإبراهيم السعافين

  • ( ثقافات )

 

  • عمر الردّاد

تشكل العتبات احد ابرز المفاتيح الفاعلة للدخول في فضاءات النصوص، والكشف عن مستويات التأثير في التلقي، فمن خلال تحليلها والإبانة عن مدلولاتها، تنكشف مساحات جديدة من المعاني التي لم يتم الكشف عنها من قبل الكاتب وربما بوصفها تقنية تكشف التفاوت في مدى وعمق استثمارها من قبل المبدعين بخدمة اتجاهات الرواية ورسائلها من جهة، ودورها في التشكل كونها عنصرا جماليا أسهم في جذب المتلقي  ودفعه للولوج في فضاءات الرواية، والتوقف عن مدلولاتها وفهمها، في إطار تأويلي، يسهم في خلق مناخات جديدة للتفاعل مع محطاتها.

   ولعل المنهج السيميائي، بما يوفره من إمكانات الكشف عن دلالات العتبات، بوصفها نصوصا موازية وعلامات، يمكن أن تكشف عن تلك العلامات المضمرة وتبين عنها أمام القارئ، وتجيب عن اسئلة العتبات وكيفية تشكلها بوابات للدخول الى متون الرواية وحدود العلاقة بين تلك العتبات وافق التوقع عند المتلقي .

      وتتفق المدارس النقدية وخاصة المنتمية للنقد الحداثي منها والمرتبطة بدراسة السرديات،على أن العتبات تعد مداخل تؤطر النصوص الروائية وترتبط بمفاهيم أخرى من بينها تداولينها وتواصليتها وقدرتها على “تخليق” علاقة بين النصوص ومستويات التلقي، بما تضمره من دلالات تشكل مفاتيح كبرى لفهم النصوص، تكشفها العناوين الرئيسية والفرعية والتصديرات والاهداءات وسيميائية الغلاف، وتمارس جميعها تأثيرا عند المتلقي وتجعل منه “قبطانا يمضي مع الرواية وصولا إلى مراسيها”.إبراهيم السعافين

        ورغم أن مفهوم العتبات من المفاهيم التي تم التنبه لها في النقد الأدبي العربي القديم وتمت الإشارة إليه بألفاظ “الاستهلال وحسن الابتداء “الا انه جاء في  إطار شذرات تمت الإشارة إليها هنا او هناك، دون أن تشكل موضوعا مستقلا للدرس والبحث،خلافا لما هي عليه في الاتجاهات النقدية الحداثية حيث جاءت العتبات مفهوما وموضوعا متكاملا ،عبرت عنه مدارس النقد الحديثة، ومقاربات مؤسسي علم السرد “جيرار جينيت، وتودوروف وغيرهم”.

    بيد ان حسن الاستهلال والابتداء في النقد العربي القديم  ارتبط بالشعر بالدرجة الأولى والخطابة بدرجة اقل،ففي الشعر اعتمدوا الابتداء بتشبيب النساء والغزل والوقوف على الأطلال مقدمات بها يقاس حسن استهلال القصيدة، وعدت عند البلاغيين من المحسنات البديعية، كما يقول أبو هلال العسكري: “الابتداء أول ما  يقع في السمع من النفس من قولك، والمقطع آخر ما يبقى في النفس من قولك فينبغي أن يكونا جميعا موقننين”.

      لقد عدت العتبات النصية هاجساً ملحاً في الأعمال والأبحاث السردية، نظراً لما لها من دور ووظيفة إغوائية للدخول إلى النص، لا يمكن الولوج إلى عالم النص دون اجتياز هذه العتبة، كما تعد الحاجز الذي يفصل بين النص و العنوان للدخول إلى أغواره واكتشافها، وقد قسم جيرار جينيت العتبات الى قسمين: الأول: النص المحيط ،وهو كل ما يتعلق بالمظهر الخارجي،ويشمل المحيط التاليفي” ويندرج تحته العنوان والعناوين الرئيسية والفرعية الداخلية والاستهلال والمقدمة والإهداء والتصدير والملاحظات والحواشي والهوامش، أما القسم الثاني: فهو النص الفوقي وغالبا لا يوجد ماديا ملحقا بالنص ضمن الرواية ولكن ينتشر في فضاء فيزيائي  واجتماعي غير محدد بالقوة.

ان الكتابة عن انتاجات إبداعية جديدة في اطار السرد لناقد كبير كالدكتور السعافين مهمة ليست باليسيرة كما يقول الروائي الجزائري واسيني الاعرج “وجدتني فجأة أمام شخص آخر، أمام روائي كبير يعرف المزالق الفنية، فتفاداها في مجملها، بحنكة الكاتب، فاتحا الطريق ذاتها، تظهر وتغيب، وأمام شخصيات روائية لتقول ما يشغلها في سياق اسمه النشاط السردي، متساوقة مع الاعتباري وشرطياتها الإنسانية، من دون أن يكبلها بثقل خطاباته هو ككاتب، كما فعل الكثير من النقاد،هناك كان المقتل، لأنهم لم ينفصلوا عن جنس يتقنونه بامتياز (النقد) لكنه ليس كافيا للحماية من الخسارات الروائية

الطريق الى سحماتا نستالوجيا مختلفة حافلة بتجاذبات يختلط فيها حاضر الفلسطيني مع ماضيه الذي يأبى المغادرة وبينهما ترسم صورة ملامح الفلسطيني القلقة بين الاقتلاع من الأرض، وفضاءات المنافي فتمتد فضاءات المكان فيها بين أمريكا وكندا ولبنان، وبلدان اللجوء.

تبدا عتبات السعافين في الطريق الى سحماتا مع العنوان، الذي يشكل مفهوما تركيبيا على صعيد المصطلح المعرفي، ويعتبر رمزا  للدلالات لما يتحقق فيه، على صعيد الأفكار ورؤية المبدع لكيفية تشكيل عالمه ، فالعنوان ، او كما يصفه رولان بارت: ” أنظمة دلالية سيميولوجية تحمل في طياتها  قيما أيدولوجية واجتماعية وأخلاقية… وهو المصطلح الإجرائي الناجع في مقاربة النص الأدبي والمفتاح الأساسي الذي  يتسلح به النقاد للولوج إلى أغوار النص العميقة قصد استنطاقها وتأويلها، ويستطيع العنوان أن يفكك النص من أجل تركيبه عبر استكناه بنياته الدلالية والرمزية. إن عنوان الرواية تضمن العديد من المحمولات التي تفتح آفاقا لتأويلها وتقديم نصوص موازية،فمن حيث التركيب اللغوي الدلالي جاء التركيب:

     الطريق+ الى+ سحماتا

الطريق: فكما جاء في لسان العرب فهو السبيل والممر،ويذكر ويؤنث، وهو الممر الذي يسلكه ويطرقه الناس ويشتق منها الطارق والطريقة والطريق هي المنهج، وتستدعي لفظة الطريق في عنوان الرواية سيميائية عند المتلقي تذهب به الى تحديده بجملة من التصورات تفضي الى معان عدة ستكشف عنها الرواية ،تتحدث عن”مشوار” أو رحلة باتجاه ما ستكشف عنه الرواية لاحقا، وبما تتضمنه الطريق من سيناريوهات مفتوحة ربما تكون ايجابية أو سلبية، وقد تكون طريقا افتراضية متخيلة في الرواية.

إلى: يفيد حرف الجر ” إلى ” من بينها انتهاء الغاية المكانية” أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى” وانتهاء الغاية الزمانية” أتموا الصيام إلى الليل” والمعية”من أنصاري إلى الله؟” ويبدو أن معناها في عنوان الرواية مرتبط بانتهاء الغاية المكانية، إذ أن الطريق مكان، ودون إغفال بعد الزمان فيها.

سحماتا: قرية في الجليل الأعلى بفلسطين شمال عكا،وهي قرية زراعية،وفيها بركتان وينابيع، ومسجد وكنيسة، وبقايا قلعة رومانية، وخاض أهلها معارك ضد اليهود عام، وأقامت إسرائيل فيها لاحقا مستوطنة  أسمتها “خوسن” وأسكنت فيها يهودا من أصول رومانية، وهي القرية التي تنطلق منها إحداث الرواية.

بيد أن العنوان يتضمن تناصا جاهزا وثابتا في الرواية الفلسطينية، عبرت عنه العديد من الروايات مثل رواية جمال ناجي الطريق إلى بلحارث،وغسان كنفاني، إذ شكلت الطريق مفهوما ثابتا في الأدب الفلسطيني، لكن الطريق الى سحماتا تقدم مفهوما معاكسا لعنونة أخرى ثابتة في الرواية الفلسطينية، شكلت نسقا ثقافيا، كما عبرت عنه رائعة وليد سيف” التغريبة الفلسطينية”،وبهذا المفهوم فان الرواية تنحاز لمفهوم “العودة” مقابل مفهوم اللجوء، وعلى أهمية المفهومين في الأدب الفلسطيني بوصفه أدب مقاومة، فان مقاربة العودة بكل ما فيها من معاني وتجليات ترسل رسالة عنوانيه مفادها إشاعة الأمل بالعودة، بديلا عن ” الهجرة والتهجير واللجوء” مع كل ما يعترض ذلك في طريق اللجوء او طريق العودة.

      إن الوظيفة الاغوائيىة غير النصية تحققت في عنوان الرواية، بإنتاج هذا الجسر التواصلي بين القارئ والرواية، بخلق هذا الفضول لديه ودفعه للإقبال على اكتشاف متون الرواية وأحداثها وعناصر السرد فيها،ذلك ان العنوان يمثل العالم المصغر لعالم الرواية الواسع، اذ ان سحماتا تمثل بالنسبة للكاتب نموذجا للحلم الفلسطيني الذي يمكن إسقاطه على كل قرية ومدينة فلسطينية.

       وتمثل صورة الغلاف العتبة الأولى التي تصافح بصر المتلقي وصورة الغلاف محفز بصري، وتوصف بأنها علامة أيقونة لخطاب متشكل كمتتالية غير قابلة للتقطيع ، تسعى إلى تحريك الدواخل و الانفعالات  لدى القارئ، كما أنها  تعتبر رسالة بصرية، لا يمكن أن تنفلت من تورطها في لعبة المعنى.والصورة في غلاف رواية الطريق إلى سحماتا عبارة عن فضاء ازرق داكن وبه حمامتان الأولى تحمل طائرة ورقية بيضاء فيما تنتظرها قريبا منها على الأرض حمامة أخرى تقف فوق قاعدة اسطوانية بلون احمر تمثل نقاط الإطفاء التي تستخدمها أجهزة الدفاع المدني لإطفاء الحرائق، والألوان والحمامة برمزيتها في السلام وما بين الوضوح في الإضاءة وتدرج العتمة والظلام كلما شاهدنا الصورة من أعلى تعبر عن مضامين الرواية في إيمان الراوي بالأمل ان يكون هناك سلام .

      اما اسم المؤلف “إبراهيم السعافين” فوق العنوان بلون ابيض،و«في الثقافة العربية يرتبط اللون الأبيض بالطهر، وهو لون مشاكل للنور والصفاء، لذلك فقد اشتمل على معان كثيرة، منها الطهارة والنقاء، فيما الوظيفة الدلالية من وراء كتابة(اسم المؤلف) باللون الأبيض يعني أن الكاتب أو الروائي يريد أن يظهر بمظهر الطهر و البريء ( الظهور المعنوي) و الإنسان الذي يبحث عن السلم و الأمن و المحبة لا عن العداوة، فهي رسالة من وراءها دلالة بصرية للفن الإخراجي في كتابة “اسم المؤلف” ويمثل عن حسن نية في تبليغ رسالة سلمية .

      وفي الوقت الذي يذهب فيه الكثير من الكتاب لاختيار مقطع من الرواية،يشكل اختصارا ورسالة من قبل الروائي لروايته معبرا عنها بكلمات من احد مقاطعها، يشكل قناعات بانه من خلاله يمكن ان يحفز المتلقي الذي لم يقرا الرواية بعد، وتذكيرا لمن قراها بان رسالته تكمن فيما هذا المقطع المختار.

بيد أن السعافين اختار طريقا آخر ، يعتمده بعض الكتاب وهو كلمات موجزة يكتبها ناقد تقدم إيجازا ورؤية توضيحية للعمل الروائي، وهو ما فعله السعافين باختيار تقييم موجز للرواية أعده الناقد والشاعر زهير ابو شايب الذي قال “يرصد هذا العمل النستالوجي حركة الجسد الفلسطيني……والفلسطيني هنا يتعين لا بوصفه قادما من فلسطين بل بوصفه الذاهب إليها في طريق تتعرج وتتلوى….لا وجود لليأس ولا للشخصيات المهزومة….لكان الطريق إلى سحماتا يجب أن تمر من كل الأمكنة وان تتعالق مع  كل أسئلة الوجود”. ويبدو ان السعافين كان أمام رزمة من الخيارات لتكون في صورة غلاف الرواية، إلا انه اختار ما كتبه ابو شايب، لكونه الأكثر تعبيرا عن رسائل الرواية.

       وجاء في الإهداء “إلى أخي عبدالمجيد وهو يروي الحكاية” وهو إهداء يتضمن أولا حميمية لتثبيت اسم الأخ ،الذي يشكل بالنسبة للكاتب شخصية ذات دلالية مهمة وملهمة له، ثم أن جملة وهو يروي الحكاية تشير إلى موثوقية في الرواية وأحداثها وكشف عن مصدر معلوماته وكيفية تشكل الرواية.

       وفي الشكر والعرفان فجاء لصديقات الكاتب وأصدقائه ، الذين اطلعوا على الرواية وهي في مرحلة المخطوطة،وتم ذكرهم بالاسم من بينهم اساتذه جامعيون ونقاد وابنتي الكاتب، فيريد منها الكاتب الكشف عن شركائه في الرواية بما في ذلك الم الكتابة،مبرزا الشعور الجمعي وهو ما يتناسب ويعكس انسجاما نصيا ودلاليا مع عنوان الرواية”الطريق”التي حملت الكاتب وشركاؤه وأبطاله إلى سحماتا.

       يقول الناقد الفرنسي “دي لونج” عن الفاتحة السردية “إن الفاتحة النصية قطعة نصية تبدأ من العتبة المفضية إلى التخييل وتفترض إسناد الكلام إلى سارد خيالي يوازيه متقبل سردي يصغي إليه، وهو الآخر متخيل وتنتهي بحدوث أول قطيعة هامة في مستوى النص” ووفقا لبعض النقاد فان الفاتحة السردية تمر بمخاضات ولادة عسيرة عند الكاتب؛ إذ هي اللحظة الأولى التي ينهض فيها السرد وتستيقظ فيها نوابع الكتابة عند صاحبها، “فلحظة البدايات هي من أعسر وأشق لحظات الإبداع الفنية، لأنها لحظة الاعتباط القصوى التي يخرج فيها النص من طور الإمكان إلى طور الإنجاز، أنها لحظة خروج الكاتب من العالم الفيزيائي إلى العالم الذي يريد تشكيله في الرواية.

      بدات الفاتحة السردية في الطريق الى سحماتا بالفقرة التالية” لماذا يراودك إحساس دائم بالرحيل؟ تحاول الهرب من وجع اللحظة الحاضرة، حتى إذا انقضت، ملاك الشوق إليها، كأنك لا تعيش الحاضر، إلا لذكرى تمتاح من تفاصيل يومية تسري في عروق المكان، كان لا مساحة للمستقبل في تفكيرك الا للهرب من الحاضر فإذا أصبح حاضرا ضقت به، فلا تحن إليه ألا حين يصبح وديعة عند ماض تجاوزته الأيام المؤلمة”.

      إن الفاتحة السردية بتبئيرها فكرة ومفهوم الرحيل تفتح فضاءات ومفاتيح الرواية بهذ السؤال الاستنكاري والوجودي، بما يتضمنه مفهوم الرحيل من دلالات فلسفية تشمل الدلالات الفيزيائية والنفسية والوجودية للرحيل، غير أن الكتابة عن فلسطين والرحيل والعودة، وفضاءات المكان التي جاءت في الرواية عبر حركة أبطالها تجسد ديمومة السؤال وتقدم مشروعية لإعادة إنتاجه وتدويره في ظل رحلة العذاب الفلسطينية الحاضرة لدى المؤلف والتي بدأت بالنكبة عام 1948 ثم نكسة عام 1967، وما تلاها من نكبات ليس آخرها بعد دخول العراق للكويت عام 1990.

      والفاتحة السردية تتضمن تساؤلات مفتوحة تعد إشكاليات ليس من السهل لأي كان الإجابة عليها والكاتب لا يريد تقديم إجابة عليها، بقدر ما يريد فتح أبواب أمام المتلقي، يختلط فيها الذاتي بالموضوعي، وبثنائيات ضدية تطرح مفهوم المكان الثابت والزمان بين الماضي والحاضر تجسيدا لمفهوم “الثابت وهو المكان والمتحول وهو الزمان”.

        أما الخاتمة، فقد جاءت متوافقة مع الفاتحة ،ربما أراد الكاتب اجتراح الإجابة على التساؤلات التي طرحها في الفاتحة السردية ،اذ جاء في خاتمة الرواية النص التالي” ابتسم عدنان وهو يرى رشا وخليل يداعبان الطفل الذي سيرى النور عن قريب ،لم تهرب الأحلام، حضر كل شيء فاختلطت الصور، عالم جديد يتشكل والمقاتلون يجوبون المنافي من جديد”

فهذه الخاتمة، تستبطن كل المتخيل لدى الكاتب ،تنضح بالأمل بمداعبة الطفل الذي سيرى النور عن قريب، بما فيها لفظة الطفل من إقبال على الحياة وربما بداية ،تضمر الأمل بانتهاء مأساة الفلسطيني، فيما تختلط الصور دون أن تهرب الأحلام ،ويبدو أن الأحلام مرتبطة رحلة الشقاء ، في عالم يعاد تشكيله من جديد، يشمل المقاتل الفلسطيني الذي يواصل رحلته بالمنافي.

      وفي العتبات التقدمية فقسم الكاتب الرواية الى ما يمكن تسميته بأربعين مشهدا، اختار لكل مشهد منها اقتباسا لمفكرين وفلاسفة عربا وغير عرب،بدأت بمقولة لابن خلدون” الماضي أشبه بالاتي من الماء بالماء” وانتهت باقتباس لم يتم توثيقه وهو للكاتب نفسه من احد دواوين شعره يقول فيها:

تغادرنا الأمنيات

ونبقى على حافة الرغبات

نمشط أحلامنا

ثم نعود إلى أول الشوط

في الريح،لا نستريح.

      ويلاحظ أن الكاتب اختار أن تكون عتباته التقدمية اقتباسات بهذا المستوى وليس عناوين فرعية،ورغم أنها أدت دورا استشرافا محدودا داخل النص الروائي ،تمثل بإسقاطات دلالية،إلا أنها جاءت بهذه الصورة لترسل رسالة للمتلقي تظهر ثقافة الكاتب، في إطار الوقت المستقطع الذي يعمل على تقسيم زمن القراءة عند المتلقي.

وعلى اهمية العتبات النصية بوصفها مفاتيح لبوابات الرواية ،الا ان كل تلك العتبات لا تغني عن الغوص في تفاصيلها لاكتشاف جمالياتها وتذوقها، فالوقوف عند الشاطئ لا يغني عن الغوص في الماء، فكيف اذا كان الماء من منهل عذب كثير الزحام.؟

 * كاتب ومحلل إستراتيجي أردني

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *