في ذلك الدرب ..وهذا الطريق


مريم الكعبي *


* الى رضوان…


تطوين سجادتك الخضراء وتهجرين الوقت 
تاريخك بحر ومعرفتنا ضلال
كيف تستخرج اللؤلؤةَ الأصابعُ الضائعة

*** 

آلاف المراكب المذعورة تتوكأ على الساحل
وزورقك الصغير يشق الطريق الى البحر
بعدك من تقود المجاديف ومن تعرف عنوان البردي

*** 

نمد الجسور الضبابية إلى الفجر وتبددهن الشمس 
بين المرآة الدامسة والآمال البائدة
سواك من تعرف طعم الشفلح الممزوج بالندى في الصبح

*** 

في ذلك الدرب الوعر تقودين الأرض بقدميك الحافيتين
من التمر إلى القمح
وفي هذا الطريق المعبّد تجهلنا المرايا ونتعثّر في الأرض 

*** 

تغرقين في سباتك الأبدي ولم تنته قصة الطنطل 
والمرأة التي يغويها في آخر الليل 
ليتك تَرَيْن كيف يغتصبها النسر أمام مرأى عيوننا في أول النهار 

***

تفلتين من نهاية النص وتضيع منا قصة الطفل المشنوق بالرمال في الشاطئ
ومن يخمش العيون النائمة في جوف الأرض
سواك من يحفظ خارطة الدموع عن ظهر قلب

*** 

یا ملهمتي العظيمة تحلقين بعيدا عن سمائنا المغبرة
ورياحنا الضريرة تطفئ الشموع المتوهجة في يدي الفراشة
بعدك من ستشعل رضاض النجوم في السَهْل

*** 

تحملين تاريخنا الظامئ في نقوش يديك وتحضنين التراب 
لم تجتمعي بديمة تعدنا بليالي ممطرة
من يملأ هذه الفجوة في صيرورة الوطن

….


* شاعرة أهوازية من إيران

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *