حميد سعيد*
في المدينة ” س”
أخطأَ الشُرُطيُّ المدجَجُ بالشكِّ..
باسمِ الفقيرِ إلى الله ..
في .. مَنْ يكون..
وظنَّ بهِ . . . . .
والفقيرُ إلى الله مُذْ كانَ..
وهو على موعدٍ والظنونْ
ويسألهُ الشُرُطيُّ المُدَجَجُ بالشكِّ ..
هلاّ رأيتكَ من قبل..
يبدو الفقيرُ إلى الله.. مُرتبِكاً
يستعيرُ ملامِحَ أُخرى
وينأى عن الشُرُطيِّ المُدَججِ بالشكِ
يغدو سعيداً بما هو فيهِ..
لا أحَدٌ في المدينةِ يَعرِفُ ما هو فيهْ
ولا يعرفُ الناسَ فيها
تَخيَّلَ بيتاً يعودُ إليهِ قُبيلَ حلول الظلامِ
رأى في الطريقِ إلى البيتِ بائعةَ اللبنِ الرائبِ..
والعائدين إلى ترف الليل بعدَ نَهارٍ طويلْ
قريباً من البيتِ ..
كانتْ مُغنيّة الحيِّ .. تُطرِبُهُ
يَتَخيَّلُ خلفَ الشبابيكِ ليلاً .. هو الليلُ
تبدو حرائِقهُ في البيوت الحييَّةِ ..
بعدَ صلاة العشاءِ..
ليسَ سوى الليل في مدن الفقراءْ
. . . . . .
. . . . . .
في المدينة ” س”
أضاع الفقيرُ إلى الله أوراقَهُ
ورأى . . . . .
لم يكن وجههُ ..
مَنْ يكونُ هو الآن؟
كانَ يرى النسوةَ الفَرِهات ..
يغسلنَ رائحةَ الليلِ..
يوقِدن جمرَ التشهّي.. إلى ليلةٍ آتيةْ
ويرى.. فِتيَةً حالمينْ
يكتبون على جُدُرِ الحيِّ ما يحلمونَ بهِ..
سعداء بما حسبوه اليفينْ
يَتَذكَّرُ بغدادَ..
بينَ الرصافةِ والجسرِ..
يَحتفِلُ الشعراءُ بما كتبوا
يقرأون قصائدهم في المقاهي..
وينتشرونْ
. . . . . .
. . . . . .
في الطريق إلى الأعظميَّةِ ..
رافقني أحمدُ العربيُّ..
وكنّا على موعدٍ
سأحاولُ أن أتذكَّر
مَن كان ثالثنا..
وافترقنا ..
ولم نلتقِ
وسأبحثُ عن أحمد العربيِّ
وقد نلتقي بعدَ حينْ
للريحِ قاموسها..
تتغيَّرُ فيه المواقفُ أو تتغيَّرُ فيه المعاني
وتعتصِمُ الريحُ بالريحِ ..
تعتصِمُ المفرداتُ بأضدادِها
هلْ أكونُ الذي كنتُ..
ما زلتُ أسألُ..
لكنني..
ما وجدتُ التي تفتحُ الباب..
لمْ أجِدُ البابَ..
والمدُن التي أبوابها مغلقةْ
لحظةٌ قَلِقةْ
تتناسى القرون التي سبقتها ..
وتَطوي مَداها على فُسحَةٍ ضَيّقةْ
يتخيَّلها الطارئون بلاداً..
ويمنعُهُ الطارئون دخول البلادْ
. . . . . .
. . . . . .
كما تستفيق الحجارةُ بين يديها
سيجعلُ منها رسولاً إليها
يَخُطُّ عليها..
وصايا الينابيع..
حيّا على الحبِّ
حيّا على الحُبِّ
لا تستجيب.. وتَدخُلُ في عتمةِ الظلِّ ..
مَنْ أنتَ ؟
لا يتذكَّرُ ..
عادَ إلى ما تراءى له.. مُفرداً
يَستعيدُ مدينتَهُ ..
نهرَها وبساتينَها والغناءْ
تتشظى إذا أقبل الليلُ..
أحلامهُ
بينَ ما ظلَّ منها..
وما غيّبته الأعاصيرُ..
وهي تعدُّ عليهْ السنينْ
أيعودُ إلى زمن الماء..
أمْ سيظلُّ بعيداً..
يَرى . . . . .
في المدينةِ ” س “
- عن مجلة نزوى