خاص- ثقافات
رائد الحواري*
هناك العديد من الأعمال الأدبية تتجه نحو المرأة، فهي المخلص من ضغط الواقع، وهي من تمنحنا الهدوء في زمن “الصخب والعنف” والاتجاه إلى المرأة لا يقتصر على العلاقة الروحية فحسب، بل نجدها أيضاً من خلال العلاقة الجسدية، فمن خلال الجسد يمكن التخلص من الطاقة المكبوتة فيه، وإذا ما أخذنا الجمال والرقة التي تتميز بها المرأة، كل هذا يجعلنا نقول إن التعاطي مع المرأة في المنطقة العربية يأتي كتعبير عن حاجتنا إلى الحرية التي نفتقدها، لأننا من خلالها نعوّض على كل النواقص والخلل في حياتنا.
أعترف بأن رواية “يحيى القيسي” باب الحيرة قد فاجأتني إيجابياً، وهي بهذا المستوى من العمق، على كافة الأصعدة، فهناك لغة جميلة وتوازن بين دور المرأة والرجل، حتى إنّ الراوي يعطيها حرية سرد الاحداث بالطريقة واللغة التي تراها مناسبة، كما أن الاغتراب الذي يعاني منه كلا من “قيس حوران” و”سعيدة القابسي” يجعلنا ننحاز لهما ونتفهم طبيعة العلاقة التي أقاماها معاً، حتى لو كانت خارجة على المفهوم الاجتماعي والديني، فالدوافع التي جعلتهما يقومان بها يمثل تمرداً على الواقع، على العرف، على المجتمع، ورغم الثقافة الدينية التي يتمتعا بها إلا أنهما يقومان بعلاقة جسدية كتعبير عن رفضهما للواقع الاجتماعي، وكرد على حالة الهزيمة والانكسار المتواصلة والمتكرر التي يمران بها، هكذا نفهم تلك العلاقة، كما أن تركيز الراوي على الكتب التراثية التي تتحدث عن التراث الجنسي عند العرب والفكر تحديدا يعد تحديا للواقع الذي اختزل الإنسان بفكرة مبتورة.
قيس حوران
الشخصية الرئيسة في الرواية، التي تفكر وتتصرف بطريقة تتجاوز ما هو سائد، فهو يجد ضالته في: “إنني إذا جاءني الوجد، وهاجت بي الذكرى، وتناوشتني الأحزان، وضاقت عليّ الأرض بما رحبت، أحبّ أن أصعد جبلا منيفاً، فإذا وصلت قمته، رغبت أن أسمع موسيقى هندية لآلة الستار… وربما لا تصدقين أيضاً أنني أتمنّى سماع مدائح النقشبندي وسورة مريم بصوت عبد الباسط… يا “هاديا” أبدأ بالنشيج، فالبكاء، فالنواح بصوت عال تسمعه الخلائق فتبكي معي وعلي، حتى يرق لي الحجر والشجر والطير، وحين تنتهي النوبة أشعر بالهدوء والسكينة والتطهر، ويزول من صدري الغم والهم وقهر الزمان” ص12، الراوي يفضي بما فيه إلى امرأة “هاديا” وهذا يعطيه راحة تضاف إلى عملية افضاء ما في النفس من قهر، إذن الراوي يشعر بالراحة عندما يبكي، عندما يفضي ما فيه من ألم وقهر، خاصة عندما تكون المرأة بجانبه.
وإذا ما توقفنا عند ما جاء في عملية التفريغ “أصعد جبلا منيفا” يكون الراوي قد حصل على عناصر التخفيف المتمثلة في الطبيعة، والمرأة التي يخرج لها ما فيه من هم ووجع، ويبقى هناك الكتابة/القراءة والثورة/التمرد.
لكن ما سبب هذا الضيق والقهر الذي يمر به “قيس”؟ يجيبنا الراوي من خلال حديثه عن الجيش الذي كان من المفترض أن يحرر فلسطين من الاحتلال: “مرحى لمدرعاتنا …، دبابات الجنزير …، وين ع رام الله… ، وحنا للموت وحنا للسيف…، ربع الكفاف الحمر,,,ـ وهيه هيه يلا يا بو عبد الله بدنا نحارب” ص 14، هذا الأغاني والأهازيج التي كان يرددها في الجيش، والتي يبدو الجيش من خلالها مستعداً للقتال والتحرير.
يقدمنا الراوي أكثر من طبيعية الجيش فيحدثنا عن عملية التدريب قائلا: “صدقيني أنني كنت أمضي ساعات طويلة في تسويد وجهه، أنا أقصد البسطار …، حتى يبيض وجهي أمام الضابط، … كان الربط والضبط عالياً، والتدريب أيضا، لكنني لم أطلق رصاصة واحدة عليهم …، أقصد الإسرائيليين … انتظرنا الحرب طويلا ولم تأت، وحين أتت ذات مرة كنت طفلا,,, بالمناسبة فكرة القتل ترعبني، كيف يمكن للإنسان أن يقتل إنسانا آخر؟.
… قبل بزوغ الضوء، وصوت العريف “وحّد الله يا عسكري … انهض ” لا مجال بالتأكيد لمناداة أخرى، حتى لا يراق الماء البارد على الوجوه” ص14، هذا واقع العسكري العربي، فالضباط يهتمون بالتدريب النظري، أما التدريب على القتال فهو غير مهم، ورغم شدة وقسوة الظروف والاجراءات التي تفرض على الجندي العربي إلا أنه يتحملها فقط من أجل أن يستعيد ما سلب من الأرض العربية.
ويحاول “قيس” أن يبرر لهذا الجيش عدم خوض الحرب من خلال قوله: “بالمناسبة فكرة القتل ترعبني، كيف يمكن للإنسان أن يقتل إنسانا آخر؟.” وكأنّه اصبح جزءاً من حالة الانهزام التي يمرّ بها العرب، هكذا يبدو للوهلة الأولى، لكن إذا ما دخلنا إلى الدوافع التي جعلته ينخرط في العمل الفدائي، تجعلنا نتأكد بأن “قيس” أراد القول إنه يؤكد على أن الواقع العربي هم من أوصله إلى هذه الفكرة، ولم تأت من خلال قناعة، بل من خلال عملية ضغط متواصلة، وهذا ما جاء بشكل واضح عندما قال: “… لكن الحرب لم تأت أبدا، فقد وقعت الدولة اتفاقية سلام، وقالوا لنا “انتهى كل شيء.. وما فيش حرب ولا ضرب…” وأنا أحسست حينها أن كل شيء راح هباءً منثوراً، وكأنّهم ضحكوا علينا … وأراقوا ماء باردا فوق رؤوسنا، والحمد لله أن الحرب لم تقع.. أتدرين لماذا؟ لأنه كان سيحدث لنا بالضبط أو يزيد مثل ما جرى في عامين الشهرين 1948 وإلى 1967، ولا تظنيني متشائماً أو انهزاميا جبانا …! قتلتنا العواطف والخطب والأدعية المجترة …، والآن يا هاديا علينا أن نعترف بأننا أمة عربية مهزومة وذات رسالة خامدة” ص16و17،
من خلال ما سبق يمكننا التأكيد أن “قيس” بطبيعة الحال كأيّ إنسان يريد أن يكون له كرامة، ليس كفرد فحسب بل كأمّة أيضاً، لهذا نجد حسرته على عدم خوض الحرب، وما تفسيره للحروب السابقة إلا انعكاس لحالة القهر التي يمر بها، وإلا ما كان قال “وأنا أحسست حينها أن كل شيء راح هباء منثورا، وكأنّهم ضحكوا علينا” فهو كأي إنسان في حالة الحصار عليه أن يجد لنفسه مخرجاً يخفف من وطأة الأحداث عليه، فأوجد هذا المبرر، محاولاً أن يقنع نفسه بأن ما جرى يعد حالة طبيعية في مسار أمة تلاحقها الهزائم والانكسارات.
إذا كان هذا الاستنتاج غير كامل المعالم، فإن “قيس” يحدثنا بصراحة مفرطة، وبطريقة مباشرة عما يعانيه كمواطن عربي: ” أنا “قيس حوران”، ولدت في زمن الهزائم والانكسارت، والعلل والنكسات، كان عمري سبع سنوات حينما قرعت طبول حرب 1967، واحتل العبرانيون المدججون بالتوراة وأسلحة بريطانيا واميركيا ما تبقى من فلسطين، …واندحرت جيوش العرب العاربة والمستعربة في أوكارها، وشرّد الخلق إلى كلّ مفترق، ومرّ بسهل حوران آلاف النازحين من يافا وصفد وطبريا وعكا ورام الله وجنين.. ومن قرى كانت تفيض عسلا ولبنا” ص20،
إذن الهزائم العربية هي سبب القهر والألم الذي يعانيه “قيس” وليس أي سبب آخر، وإذا عرفنا أن أخاه العسكري “محمود” قد استشهد في معركة الكرامة التي حقق فيها العرب أول نصر على جيش الاحتلال، يمكننا التأكيد أن هناك جانب شخصي يضاف إلى المواقف الوطنية والقومية التي تدفع “قيس” ليتخذ موقفا حازما من خوض الحرب. ويضاف إلى هذا الأمر أن أخاه الثاني “ناصر” ذهب ليشارك في العمل الفدائي في بيروت.
يمكننا القول إننا امام أكثر من دافع ليكون “قيس” رجل حرب وصاحب مبادئ، فالحرب هي الوسيلة الوحيدة التي يمكنه بها أن يجد ذاته، كمواطن شعر بالعار من خلال الهزائم المتلاحقة، وكرجل يريد أن يثأر لاستشهاد أخيه “محمود”.
بعد كل هذا الوقائع يحاول “قيس” أن يجد منفذاً يخفف من وقع الأحداث عليه، فيقيم علاقة مع “سعيدة القابسي” لكنها تجد نفسها تموت في “تونس” فتهاجر إلى فرنسا، ويجد “هاديا” التي يحدثها محاولا أن يجد عندها شيئاً من السكينة، لكنّه يفشل في هذا الأمر وينتهي به الأمر بهذا الشكل: “نفسي هي أول من أنكرتني، بدأت بالرؤى والكوابيس، وانتهيت بطول التفكير، .. حتى ركنت إلى الجلوس في البيت، وترك الدروس في الجامعة، …لكني أصبحت رجلا لا يطاق، كنت مريضا أكثر الوقت، أو منحل الجسد، قد هاجمتني الكآبة، والرغبة بالعزلة” ص98.
هذه النهاية تؤكد على أن هناك حالة قاسية ومؤلمة عاشها “قيس” بحيث لم يستطع أن (يتكيف) مع واقع الهزائم والانكسارات المتلاحقة، فهو كإنسان يريد أن تكون له كرامه، إن كان كفرد أو كأمة، لكنه لم يجدها، فحاول أن يعوض فقدانه الكرامة من خلال إقامة علاقة مع “سعيدة” و”هاديا” لكن عقله الباطن استمر بالسيطرة عليه وعلى ماضيه، فالشعب الذي شاهده يهجر وطنه مكرها، وصورة “محمود” الشهيد الملفوف بالعلم، ثم صورة اتفاق السلام الذي انهى حلمه في خوض الحرب، الحرب التي من كان خلالها سيجد كرامته الوطنية والشخصية، ويحقق العدالة بانهزام الجيش الذي قتل أخية، لكن كل احلامه تبخرت، فكان من الطبيعي أن يصاب بحالة الكآبة والعزلة.
“سعيدة القابسي”
امرأة تونسية عربية تحاول أن تتجاوز واقعها، من خلال تمردها ورفضها كل الأفكار الاجتماعية السائد عن المرأة: ” مرة أتخيّلها من صنف المناضلات المسترجلات اللواتي ينسين أنوثتهن أو يسحقنها تحت وطأة الأفكار الكبرى والقضايا المصيرية، ومرة تبدو لي أنثى شهوانية الإيحاء، وأحيانا مثقفة أممية تناقش في الديالكتيك والنزعات المادية، والفلسفات الأوروبية، وربما تبدو في وقت آخر عروبية صرفة” ص39و40، إذن أول تمرد جاء من خلال اعتناقها لأفكار تعتبر متمردة على الواقع، كأنها من خلالها تريد أن تؤكد حضورها الاجتماعي والفكري والسياسي، فهي إذن ليست امرأة عادية.
بعد تمردها على الأفكار السائدة، تتمرد على واقعها كأنثى، متجاهلة مسألة “العذرية” التي يجب أن تلازم المرأة العربية حتى زواجها، فهي عنوان العفة والشرف: “…تسلمني جسداً جامحاً، وروحاً قلقة، وتركنين سعيدة المتوفزة خارج الباب، وفي عرصات المدينة، وتأتين وادعة، تتلوّين من فرط اللذة، وتعزفين بأناملك على أوكار الرغبات حتى تلين، وتنتفضين صاعدة إلى الأعالي، فمن يصدق أنك أنت هنا، غيرك هناك… وها انت تتمدين عارية من كل ما يعكر مزاجك، نصعد معا إلى مقامات اللذة، تعتذرين دون ندم عن عذريتك التي أطاح بها صديقك الأثير ذات ليلة بموافقتك” ص41.
هكذا وصفها لنا “قيس”، الذي يعاني من الهزائم والقهر، فهي بالنسبة إليه منفس، يخفف من وطأة الواقع الضاغط عليه. ونجدها تتحدث عن نفسها بكل جرأة فتقول: “صحوت على الحياة متمردة، رغم سطوة الذكور من حولي، لهذا رحت أتشبه بهم، .. تعلمت التدخين، وصار إدماناً عندي في لحظات اليأس، وكثيرا ما لجأت إلى الخمر، وعادة ما أدخل حانة وحدي لأشرب شيئاً من النبيذ أو البيرة دون أن أحسب لأحد حسابا، وقد يظنني بعض السكارى صيدا سهلا مثل أي بائعة جسد، لهذا كثيرا ما تعاركت معهم بالسباب، ..كنت اخرج من كل الحانة بنشوة هائلة، وأرغب بركل العالم كله بقدمي:ـ لماذا تعتبرون المرأة عاهرة إن تعددت علاقتها، ولا تطلقون على أمثالكم الرجال العواهر؟” ص43 -44.
بهذا السلوك كانت “سعيدة” تعبر عن رفضها وتمردها على واقعها، كما هو الحال بالأفكار التي تحملها، إذن كانت منسجمة بين أفكارها وسلوكها، وهذا ما جعلها تتقدم أكثر من ذاتها من خلال سفرها إلى فرنسا، على النقيض من “قيس” الذي كانت تصرفاته تعبر عن حالة (تنفيس) ليس أكثر، لهذا نجده يعود إلى حوران خائبا دون أن يقدر على خطبة “هاديا”.
“سعيدة وقيس”
يكتب “قيس” خلاصة فكرته عن “سعيدة” فيقول:
“كانت الضوء الذي
يضيء لي غربتي
وضيق الأمكنة علي
والهواء الذي ينفث
فيّ الحياة
حينما تفترسني
بأنيابها
قطعان الحنين” ص40
إذن هي بالنسبة له الحياة من خلال “الضوء والهواء” لهذا كان من الطبيعي أن يفشل مع “هاديا” لأنّ علاقته بها جاءت نتيجة ضغط سابق، ولأنّ هذه العلاقة كانت تمثل ردة فعل لهجر “سعيدة” له، وكانت تمثل التمرد والثورة الحقيقية والناجحة في ذات الوقت، وتمثل حالة الانسجام بين القول والفعل، فهي تعوضه عن الهزائم الحربية التي منيت بها الجيوش العربية، لأنه لم تكن منسجمة بين القول/التنظير والفعل، بينما “سعيدة” المرأة المفترض أن تخضع للمجتمع وللدولة والدين وجدها تنجح في ثورتها وتمردها وتحقق ذاتها، متجاوزة كافة العوائق والحواجز التي تحول دون وصلولها لهدفها.
بينما تقول سعيدة: “…ربما تعذر قسوتي على نفسي أولا ثم عليك، رغم أنه فات الأوان لذلك الغفران… والآن وأنا أودعك لا أملك غير تذكر تلك الأبيات التي كنت تقرأها علي لشاعركم المنتحر السبول:
أنا يا صديقي
أسير مع الوهم
أدري
أيمم نحو تخوم النهاية
نبيا غريب الملامح
أمضي
إلى غير غاية” ص47
“سعيدة” تتخذ موقفا حاسما من السفر إلى الخارج، تاركة حبيبها “قيس” في الجحيم، فهي وصلت إلى قناعة أن هذه الدول بمجملها تعد قبرا للإنسان، فكان لا بد أن تبحث عن حياة أخرى، وهذا ما كان.
التناص مع القرآن لكريم
سنحاول أن نتحدث عن حالات التناص مع القرآن الكريم التي جاءت في الرواية، فهي بمجملها جاءت على لسان قيس، إذا ما استثنينا “لن تستطيع معي صبرا” ص93، التي جاءت على لسان “دليلته” :” وضاقت علي الأرض بما رحبت” ص12، “زيتونة شرقية ولا غربية” ص15، “نداء خفيا” ص27، “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” ص28، “إلا من أكره وقلبة مطمئن بالإيمان” ص77، “حتى وصلت مغرب الشمس، فوجدتها تغطس في بحيرة حمئة” ص87، “فكل شأن يغنيه” ص92، “لن تستطيع معي صبرا” ص93، “بلى ولكن ليطمئن قلبي” ص97، يستوقفنا هذا التناص الذي يشير إلى ثقافة “قيس” الدينية، فهل أرادنا الراوي أن نربط بداية، بين فشل “قيس” في مشروعه الوطني والقومي في تحرير فلسطين، ومن ثمة فشله في استدامة العلاقة مع “سعيدة وهاديا”، وفشله في اكمل دراسته، وفشله في تحرير ذاته من الضغط كما فعلت “سعيدة، من جهة وبين الثقافة الدينية التي يحملها، بمعنى أن ثقافته الدينية هي احدى الأسباب التي حالت دون تحقيق أيا من أهدافه، وأوصلته إلى الحضيض على كافية المستويات، على النقيض من “سعيدة” المرأة المضطهدة والمقموعة، التي تحمل أفكار يسارية وتحررية و التي استطاعت أن تحقق ذاتها كما تريد؟.
اعتقد أن هذا ما أرادنا الراوي الوصول إليه، ربط فشل “قيس” من خلال اعتناقه وإيمانه بالأفكار الدينية التي حالت دون تقدمه بشكل ثوري، بشكل سوي نحو اهدافه، العامة والخاصة، وهذا ما وجدناه في كلام أبوه عندما أراد منع “ناصر” من الذهاب ليشارك الفدائيين عملهم:
“ـ أنت تريد أن تلتحق بالشيوعيين الكفار وتفضحني عند خلق الله وعند الدولة..!” ص22.
**الراوية من منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان، دار الفارس للنشر والتوزيع، عمان الأردن، الطبعة الأولى 2006
-
كاتب من فلسطين