صدر حديثا.. نظرات بعض مؤرخي الفلسفة العرب المعاصرين في فلسفة أفلاطون
أغسطس 25, 2018
خاص- ثقافات
تقول مؤلفة الكتاب الدكتورة خلود الحلاحلة عن كتابها الصادر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر :
نحاول التأمل في هذا العالم الواسع بخطوطه المتشعبة؛ فنقف حائرين إزاء هذا الإبداع الرائع، نتساءل ونتحاور فيما بيننا، وداخل أنفسنا، ونصنع في أذهاننا أفكارا نصرح ببعضها ونخفي بعضها الآخر تحت مسميات شتّى. تسير بنا أرواحنا إلى متناقضات قد نحسمها وقد لا نحسمها؛ لأننا لا نستطيع إثباتها، مما يضطرنا الى الوقوف عند حدود من التفكير تطبيقا لواقع الحال.
خرج أفلاطون منذ آلاف السنين فأجاد في فلسفته في نظريات المعرفة والوجود والسياسة والأخلاق،في الوقت الذي كانت أمامه وجهتا نظر في نظرية المعرفة، وحاول التوفيق بينهما: أولاهما: النظرية الحسيّة، التي ترى أنّ المعرفة هي ما يحصل، من انطباعات حسيّة. وثانيتهما: النظرية العقلية. وما أراد أن يوصله لنا أفلاطون، هو أنّ المعرفة ليست معرفة حسيّة خالصة، وليست معرفة عقليّة خالصة.أمّا الوجود، فتمثّل بالنفس الإنسانية، ومصيرها، وخلودها؛ ثمّ نشأة الكون وتكوينه ووجوده، وأخيراً، الوجود الإلهي.
أما السياسة؛ فأبرز ما فيها المدينة الفاضلة، التي أراد أفلاطون من تأسيسها إسعاد البشرية، والوصول إلى مثال الخير. أما في الأخلاق: فقد انطلق أفلاطون من: أولاً: علاقة النفس بالجسد؛ إذ إنّ النفس، تحيا حياة سابقة في عالم المعقول، وهو ما يسميه أفلاطون عالم المُثل، ولكن هذه الحياة لم تدم؛ فلقد عوقبت النفس فحلّت في جسد في عالم المحسوس، العالم المرئي، وبالتالي أصبحت النفس صورة عن عالم المثل؛ حينها أصبح هذا الجسد عائقاً بين النفس وفضيلتها. ثانياً: ينطلق هذا الأمر أيضاً، من نظرية المثل؛ إذ يقوم على أساس أنّ الفضيلة، هي المعرفة، والمعرفة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بنظرية المثل، التي أدّت إلى صنع القرار الأخلاقي.