خاص- ثقافات
*د.فراس ميهوب
ورقة بيضاء
أخرج ورقةً بيضاء، كأيامه السعيدة الخالية، فكَّر بكتابة قصةٍ جديدةٍ، تحكي الفرح هذه المرَّة، وليست كئيبةً كسابقاتها، أنهى عمله، بقيت الورقة بيضاء، ونسي أن يوقَّع أسفلها.
مسرحية
انتهتِ المسرحيَّة، صفَّق المشاهدون طويلا، خلع الممثلون أقنعتَهم.
بطلٌ تقمَّص شريرا; نزع وجهَه الحقيقيَّ في الكواليس; وضع قناعَه القديم، مشى بين النَّاس; أنكروه.
فرق توقيت
تأخَّرَ خمسَ دقائق، فشغل أبدا مقعد الزاوية الهامشي.
لم تحتملْ حبيبتُه الانتظارَ، فظلَّ طولَ العمر وحيدا.
ذهب أخيرا لمقابلة عمل، وصل مبكرا، انتظر لساعات طويلة، لم يأتِ المدير، قُبِلَ بالوظيفة، كُلِّف بمهمة وحيدة، انتظار المدير المتأخر دائما.
عاش على يمين الخطِّ الأحمر.
قصَّة غير مكتملة
تأخر القطار، تلاقيا بالصدفة في المحطَّة، كانت أجمل من زهر اللَّوز، وحديثه أنقى من صوت الماء، افترقا على وعد اللقاء.
بعد عام، فاض قلبه بكلمات الحُبِّ، جاء القطار قبل موعده، لكنَّها لم تعد.
ومذَّاك، مازال يرجع إلى نفس المكان، على موعد قطار الشِّمال، وفي عينيه رجاءٌ لا يخبو، لكنًّ وجهاً أجمل من الرَّبيع لم يُشْرِقْ أبداً.
هرمنا
خرج الشباب، تظاهروا، سقط النِّظام ، جاء حكم جديد، رحبوا به، انتظروا ثلاثين عاما، هرموا، ولم يتغيَّرْ أيّ شيء.
حاكم
الحياة في ظلِّ نظام ديمقراطيٍّ أفضل بمرتين على الأقل من بلد يعاني من الديكتاتوريَّة، لأنَّ المواطن في الأول لديه زوجي أحذية، واحد للشتاء، وآخر للصيف، أمَّا في الثاني فليس لديه إلّا زوج واحد لكل الفصول.
فتوى
غضب الرِّعاع مِنِّي، لأنِّي رفضت الفتوى بقتل الآخر، قلت لهم لا أرى الآخر إلَّا أنا ينظر إليه شخصٌ آخر.
قاتل متخفٍ
أثار المحقِّقُ النَّاجح فضول رفاقه، كان يكتشف القاتل بسرعة مذهلة، أعترفَ لهم بالسِّرِّ” :أحضرُ جنازةَ المقتول، القاتل غالبا هو أكثرهم بكاءً عليه”.
23/05/2018