خاص- ثقافات
*الحسن العابدي
قراءة عاشقة في مجموعة خبز ومقام انصراف- للشاعر محمد ابن يعقوب-2016
أن يصدر المبدع عملا ما من الاعمال الأدبية يعتبر حدثا فنيا مستقلا، خرج من افق الافتراض إلى أرض الواقع/ وأصبح كائنا فنيا يعلنه جنس المكتوب الذي ينتمي اليه هذا العمل مؤشرا عليه بشتى وسائل التدليل مثل العتبات والمصاحبات والعلامات والأيقونات، وبذلك يلج العمل سوق القراءة والتلقي ،عبر آفاق انتظار مختلفة ،تطابق افق الكتابة او تُدابره…
وما من عمل ادبي جديد إلا ويراهن على ان يقول كلمته داخل دائرة نفوذ جنسه الادبي ما استطاع إلى ذلك سبيلا. وكون هذا العمل مرتهنا بدائرة التجنيس وأصول الانتماء الفني-الشعري مثلا-هو ميثاق مهم يفتح الكتابة على آفاق تمتاح من الإبداع وتنتصر له، يفترض أن تطول اللغة وتطبع زاوية النظر بطوابع تستمد خلقتها من سلالة المكتوب عامة كما من ثقافة المبدع وحساسيته الفنية بشكل ما من الاشكال ،يفترض فيه هو كذلك ان ينعكس على الكتابة قلبا وقالبا ويلابسها حضورا وغيابا، والتي بانتفائها/انتفاء حضور الخلقة المركبة، تنتفي كل العلائق المفترضة جدلا بين الفن والواقع ،كما بين المبدع وعملية الإبداع من أصلها حالا بحالِ وهذا ما لا يمكن القبول به كمبدإ، وإلا أصبحت الكتابة محكومة بالآلية أو الانعكاس المقيت.
يجدر بنا منذ البداية أن نعلن هنا والآن أن الذي يعنينا في هذا المقترب هو استجلاء معالم المحتوى المعرفي الذي حاولت الرؤية الشعرية تصريفه عبر نصوص المجموعة الشعرية-خبز ومقام انصراف، للشاعر المغربي محمد ابن يعقوب- من خلال البرنامج الدلالي الذي تقترحه النصوص البانية لمعمار الديوان، بما هي نسق لغوي، شعري بالتعريف، يقوم على الانزياح اساسا وعلى عناصر أخرى مخصبة/لوحة الغلاف، انطلاقا من عتبة العنوان كميثاق للقراءة شديد الامعان في التنافر وخلق التوتر وإقامة الفجوات بين مكوناته على نحو ما سنتبين لاحقا.
ياتي هذا المنجز قيد المقاربة سادسا من حيث تاريخ الميلاد، بعد إصدارات سابقة للمؤلف وهذا معطى كرونولوجي دال لأنه يصب في حساب التراكم الابداعي كما في مجرى المستوى الفني لتجربة الشاعر وقد تدرجت على مراحل، سمحت لها، ولا شك، بالتأمل والانصات والنقد والمساءلة، وهذه الاصدارات هي :
-1- لم ينطفئ الثلج سنة 2000
-2- قليلا .. ويستيقظ القمر سنة 2004
-3- ملح في عيون وعيون 2008
-4- عندما يكذب السكون سنة 2013
-5- يوميات من كتاب أبيض سنة 2014
تجمع تركيبة العنوان الاسمية بواسطة لاصق الواو بين كلمة الخبز كرديف للعيش والمعيش وأحوال الحياة وملابساتها وبين مركب إضافي-مقام انصراف-يحيل إلى سجل الموسيقى الاندلسية تحديدا بما هي نمط تراثي ثقافي وفني قابل للاستثمار على اكثر من وجه، ومن ذلك المقامات الموسيقية التي من ابرز سماتها[مقام الانصراف تحديدا ].
يطلق الانصراف على مجموع الصنعات، علما بأن (الصنعة هي الوحدة الأساسية للميزان والتي تخضع لطبعه. والصنعة تتكون من لحن وشعر. والشعر ك قراءة عاشقة في مجموعة خبز ومقام انصراف-للشاعر محمد ابن يعقوب-2016
يجدر بنا منذ البداية أن نعلن هنا والآن أن الذي يعنينا في هذا المقترب هو استجلاء معالم المحتوى المعرفي الذي حاولت الرؤية الشعرية تصريفه عبر نصوص المجموعة الشعرية-خبز ومقام انصراف، للشاعر المغربي محمد ابن يعقوب- من خلال البرنامج الدلالي االذي تقترحه النصوص البانية لمعمار الديوان، بما هي نسق لغوي، شعري بالتعريف، يقوم على الانزياح اساسا وعلى عناصر أخرى مخصبة/لوحة الغلاف، انطلاقا من عتبة العنوان كميثاق للقراءة شديد الامعان في التنافر وخلق التوتر وإقامة الفجوات بين مكوناته على نحو ما سنتبين لاحقا.
يأتي هذا المنجز قيد المقاربة سادسا من حيث تاريخ الميلاد، بعد إصدارات سابقة للمؤلف وهذا معطى كرونولوجي دال لأنه يصب في حساب التراكم الابداعي كما في مجرى المستوى الفني لتجربة الشاعر وقد تدرجت على مراحل، سمحت لها، ولا شك، بالتأمل والانصات والنقد والمساءلة، وهذه الاصدارات هي :
-1- لم ينطفئ الثلج سنة 2000
-2- قليلا .. ويستيقظ القمر سنة 2004
-3- ملح في عيون وعيون 2008
-4- عندما يكذب السكون سنة 2013
-5- يوميات من كتاب أبيض سنة 2014
تجمع تركيبة العنوان الاسمية بواسطة لا صق الواو بين كلمة الخبزكرديف للعيش والمعيش وأحوال الحياة وملابساتها،وبين مركب إضافي-مقام انصراف-يحيل إلى سجل الموسيقى الاندلسية تحديدا بما هي نمط تراثي ثقافي وفني قابل للاستثمار على اكثر من وجه،ومن ذلك المقامات الموسيقية التي من ابرز سماتها[مقام الانصراف تحديدا ].
يطلق الانصراف على مجموع الصنعات ،علما بأن(الصنعة هي الوحدة الأساسية للميزان والتي تخضع لطبعه. والصنعة تتكون من لحن وشعر. والشعر كما هو معلوم في ال ما هو معلوم في الصنعة الأندلسية إما قصيدة أو موشح أو زجل أو ملحون. )
وعليه يعني الانصراف مجموع الصنعات التي تلي القنطرة. وهي تعزف في إيقاع حثيث وتتضاعف سرعتها كلما اقترب الجوق من النهاية.
تستفتح المجموعة الشعرية برنامجها باستهلال/قصيدة قصيرة عنوانها هو{على قارب المتقارب}ومعلوم أن المتقارب بحر شعري خفيف تؤطره صيغة (فعولن) تنتظم هيكل القصيدة وتتحكم خارجيا في ايقاعها بحمولة دلالية مكثقةقائمة على رؤية تفيض بالإصرار والتخطي، ورغبة ملحة في تجاوز العقبات من قبل انا شعرية تقيم في منطقة برزخ بين ثنائيات ضدية-الصباح والعشي ثم الداء والدواء، وكذا البدء والختم ،مدلول عبارة = وكنت انا بين هذا وذاك(وها انذا لم ازل سائرا شاعرا/لا يبالي بحر ولا زمهرير ).
-
هكذا تصر الانا الشعرية على ان تحيك سرديتها الدلالية من خيوط كثيفة متراوحة على مناول الاسترجاع والاستذكار أساسا وهي تتحرك بين فضاءات متعددة يتعلق بعضها بالطفولة المتماهية مع امكنة مختلفة بعضها خاص-الشاون مثلا – كمدينة تحضر من خلال أبعاد متراكبة بعضها طبيعي والآخر سطوري اوفني(وتموج في خفقانه /لتباركه شفشاون/في إيوانه/في كل دواوينه/شعرا ورغيفا)ص7.بهذا النفس الحزين و الخاطف ترسم الانا الشعرية فضاءاتها المسترجعة سعيا منها في القبض على الهارب والممتنع من اللحظات الخاصة والمشتركة فيها مع الغير وبتوالي المشاهد المقترنة باللحظات المذكورة ترتسم لوحات فنية انطباعية خاطفة تؤطر مساحة المكتوب.
الشكر موصول للطاقم المشرف على المجلة، ولكافة الأقلام المساهمة.يسعدني ربط صلات قربى ادبية وفنية مع الجميع.
مودتي العريضة