«صيف مع العدو» لشهلا العجيلي

تأخذنا الروائية السورية شهلا العجيلي في روايتها «صيف مع العدو» (ضفاف/ مجاز/ الاختلاف) 2018، من تحت قبة كاتدرائية كولونيا الشهيرة إلى قصص الحرب العالمية الثانية المليئة بالمصادفات الغريــــــبة في كل من ألمانيا وبولنــــدا، عبر كارمن التي تحكي حكاية عائلتها، لكن الرحلة السردية هذه ستحط بنا في الشرق الأوسط، حيث سنتعرف إلى الجدة كرمة التي كانت راقصة في فرقة بديعة مصابني، وستنقل إليــــنا روح عشرينيات القرن العشرين إلى ثمانينياته.
وبعدها سنسمع صوت الأجيال المتعاقبة برؤية نجوى الابنة، ثم لميس الحفيدة التي ستنجو من خراب (الرقة) في اللحظة الأخيرة، وتلجأ إلى ألمانيا، وتقف أمام رفات المجوس الثلاثة في الكاتدرائية، وتستعيد تاريخ العائلة، الذي سيبدو تاريخاً شخصياً لكل منا.
في «صيف مع العدو» سنتعرف إلى التحولات الكبرى التي رسمت شكل المنطقة العربية وما حولها منذ اواخر القرن التاسع عشر، لكن بأصوات النساء ورؤيتهن، وعلاقاتهن بذواتهن وأجسادهن، وبالطبيعة، وعالم الخيل وبالخيانة.
سنتعرف أيضاً إلى (البتاني) الفلكي العربي الذي عاش في الرقة في القرن الثالث الهجري، ورصد السماء فيها أربعين سنة. من (البتاني) سنذهب مع رائد الفضاء السوري محمد فارس في رحلته مع السوفييت إلى المحطة الفضائية مير عام 1987. تكشف لنا الرواية أوهاماً إنسانية تكبلنا عبر حبكة بوليسية رشيقة ومضحكة.
من الرواية: «حين أسأله يقول: الخيل تختار عشاقها، وهذا الشغف لا حل له. نعم أنا أعرف. ذقت هذا الشغف، أخذني من غياب أبي، ومــــن غياب عبود المتوقع في أي لحظة، والأهم أنه سلاني قليلاً عن مــــراقبــــة أمـــي وتوقع احتمالات غيابها هي الأخرى. لمن ستتركني أمي إذا رحلت مع نيكولاس؟ هل يمكنها أن تقترف ذلك فعلاً! هل سأذهب معها؟ هل سأذهب إلى أبي؟ أخاف أن أسألها.
لقد قالت لي العمة مارية مرة إننا إذا قلنا الفكرة السيئة فإنها ستحدث، وإذا قلنا الفكرة الجيدة لن تحدث! لا يمكن لأمي أن تتركني. تلك حقيقة راسخة مثل شروق الشمس».
___________
*القدس العربي

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *