فرح خفيف

خاص- ثقافات

*مرزوق الحلبي

 

يُمكنك أن تستظلّ فحسب،

أن تستأنس بالأوراق اليابسة،

أن تسهو،

أن تغفوَ قليلاً

أن تتناول زادَك وتتركَ منه للعصافير

التي تتتبّع رائحة الخُبز،

يُمكنك أن تنكشَ الأرضَ بغصنٍ يابسٍ،

أن ترسمَ هناكَ قلبيْن،

وتبتسم!

في المقهى،

يُمكنك أن تشرب شيئا باردا

أو ساخناً،

أن تنقر ما يخطرُ ببالكَ علَى لوحةِ مفاتيح

الحاسوب المضغوط في حقيبة،

أن تطلب من النادلة خفض صوت الموسيقى،

أو رفعه،

يُمكنك أن تفكّر بتدخين سيجارة على الشُرفة

وأن تبتسم للجالسةِ قُبالتك

فتشعرُ بوجودِها

وأنتَ أيضًا

في الحديقة،

يُمكنك أن تتمشّى

أن تركل الوقتَ أو كوز الصنوبرِ المُنهك

أن تشمّ الوردةَ القريبةَ

أن تُزيل غصنا يابسًا وترميه في الهواءِ

أن تروي نبتة عطشى

أن تقطف وردة صفراء وأخرى حمراء

وتحتار أيها لشادن

وأيّها لدالية.

على شاطئ البحرِ

يُمكنك أن تستسلم للشمسِ

أو للرمل الناعمِ

أن تُغمض عينيكَ وتحلم

أن تغطس في الماء

أن تركب موجةً عاليةً وتظلّ هناك

أن تحفر على الرملِ الرطبِ

اسمين اثنين وعبارة حبّ

فيُطالعكَ الحظّ

في غُرفةِ عملك

يُمكنك أن تجلس بين الكُتبِ ساعاتٍ

أو تُشغلَ نفسَكَ بكيِّ قميصِك

أن ترفع رجليكَ فوق الطاولةِ

أن تُغني لحنا يتفقُ مع مزاجِك

أن تكتبَ ما توحي به الحربُ

أو أن تمنح قلبَك التعِبَ ساعة كاملة

وترسمه على صفحة الـ”فيس”

فيتلقّفه مُحبُّوكَ بفرح زائدٍ

 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *