بيروت ـ فايز رشيد
صدرت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية مجموعة قصصية بعنوان «11 حكاية من اللجوء الفلسطيني»، قدّم لها كلّ من حسن داوود، وبيرلا عيسى، ومما جاء في مقدمة داود «هم الأحد عشر، الذين كانوا يجيؤوننا من المخيمات المتفرقة، أو من سكن مجاور لها، بدوا في تلك اللقاءات، وكأنهم نسجوا صداقة جمعت بينهم من قبل.
لا شيء كان يعكّر ذلك الإجماع العاطفي، وها هم الآن، بعد انتهاء اللقاءات بأسابيع، يزدادون قرباً من بعضهم بعضا». أما بيرلا عيسى، فقد جاء في مقدمتها: «أما السبب الآخر إلى تنظيم ورشة العمل هذه، فهو الرغبة في التفاعل مع المجتمع الفلسطيني في لبنان بطريقة مغايرة لما هو سائد».
القصص الواردة في هذه المجموعة، لم ترد في خيال روائي أو قاص، بل هي وصف دقيق لـظروف 11 فلسطينيا و فلسطينية، من المخيمات في لبنان (ومعظمهم من مخيم عين الحلوة بالقرب من صيدا) سجّلها وصحح صياغتها الروائي داوود، بطريقة تعكس ألم التهجير من الوطن، والتعرض لظروف اللجوء القاسية، في إطار قاسم مشترك بين المشاركين، عنوانه الرئيسي: هذا الانتماء الفلسطيني الخالد للوطن الأصيل، بتفرعاته إلى أسماء قراه وبلداته ومدنه، بأرضه وسهوله وجباله، ببحره وسمائه وتاريخه اليبوسي الكنعاني العربي الأصيل، هذا الوطن الساكن في عقول أبنائه، حتى الذين ولدوا بعد النكبة، الوطن مطبوع كوشم أبدي على مكان قلب كل واحد فيهم حتى على قلب الطفل المولود من شعبنا، وفي جوفه.
شارك في الحكايات، كلّ من سالم ياسين «غرافيتي … زمن مضى»، ميرا صيداوي «لم أمت بعد»، طه يونس «قرقرة لاجئ»، نادية فهد «مذ أصبحت أمّا كرهت الشتاء». يوسف نعنع «الداعوق… تربة… مقبرة»، يافا طلال المصري «أقصر وأطول من مربعانية»، حنين محمد رشيد «حنين»، وداد طه «قلبي معلّق بتوتة»، انتصار حجاج «خديجة أم أمي»، رنا رحمة «وللحلم بقية»، محمود محمد زيدان «نزوح في غربتين… يوميات من الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982»، 11 حكاية من اللجوء الفلسطيني، توثيق لذكرى النكبة التي ما زلنا نعيش مآسيها في ذكراها السبعين. وهي حكايات تضاف إلى حكايات أخرى من قصص اللجوء والشتات الفلسطيني.
________
*القدس العربي