إطلاق أسطوانة ريم بنا الجديدة “صوت المقاومة”.. كان من المفترض ولكن!

رام الله -يوسف الشايب

احتضنت قاعة معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في مدينة رام الله، مساء الجمعة الماضي، الأسطوانة الجديدة للفنانة الفلسطينية الراحلة ريم بنا، بعنوان “صوت المقاومة” في خمس عشرة مقطوعة من إنتاج شركة “سي سي في” لصاحبها النرويجي أريك هليستاد، منتج غالبية أسطوانات بنا، وبحضوره ووالدتها الشاعرة زهيرة صباغ والقائمين على المعهد ونخبة من المهتمين.
الشاعرة زهيرة صباغ والدة ريم بنا، كشفت في حفل الإطلاق عن أن بنا توجهت على كرسي متحرك إلى النرويج برفقة ابنها الذي كان مساعدها في هذه الرحلة من كانون الثاني 2018 إلى أوسلو لتسجيل الأسطوانة.
ولفتت صباغ إلى أن أشعار الأسطوانة كتبتها ريم بعد أن أصيب وتر في حنجرتها بعطب أدى إلى اختفاء شبه كلي لصوتها.. وقالت: في ذلك الوقت قاطعت أنا وريم أغنياتها كافة، كوننا لم نكن قادرتين على سماع صوت ريم الذي لم تعد قادرة على الخروج بمثله، كان ذلك من باب الاحترام لصوتها وغناها.
وأضافت صباغ: كانت تقول لي: إن ثمة رنيناً في رأسي الذي يضج بأفكار لمشاريع فنية، ولا بد أن تخرج إلى العلن، وكنت أشجعها على استعادة صوتها، وفعلاً حدث ذلك في ألمانيا، واستعادت صوتها قبل عامين، لكنها لم تنجح في استعادة قدرتها على الغناء، بسبب نكسات صحية متتالية.
وختمت صباغ: خلال فترة شلل الوتر الصوتي كانت تكتب نصوصاً عن وجعها، والألم الذي يعتصرها لفقدانها صوتها، حتى أنني لم أكن قادرة على قراءتها كلها من فرط الوجع، وهذه الكتابات لفتت انتباه “حاجز 303” في كندا، وطالبها بإرسال كل صور الفحوصات المصورة لها كأشعة ورنين وغيرها إضافة إلى نصوصها، فحاكى النصوص والفحوصات إلى موسيقى إلكترونية، وكانت الأسطوانة، التي اشتملت أيضاً على ثلاث أغنيات لحنتهن ريم وغنتهن بصوتها، بينما بقية الأغنيات عبارة عن إلقاء يلامس الغناء.
أريك هليستاد، المنتج القادم خصيصاً من النرويج لحضور حفل الإطلاق، كشف عن أن انطلاقة المشروع بدأت من مقر معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، حيث تم تسجيل الأولى في أستوديوهات المعهد، مشيراً إلى أن ريم سبق وأن عملت مع “حاجز 303″، وهم موسيقيون تونسيون مقيمون في كندا ويحملون جنسيتها في أسطوانة “ملفات إقرث”، لافتاً إلى أنه كان من المقرر أن تطلق ريم الأسطوانة من أوسلو في نيسان الجاري، ولكن…!
وكان من اللافت ذلك التسجيل الصوتي مع ريم بنا من أوسلو عقب تسجيل الأسطوانة، وتتحدث فيه مع الأغنية، حيث قالت: ذات مرة أخبرني طبيب عن شلل في أحد الأوتار الصوتية، وأنني لم أعد قادرة على الغناء، وبالفعل بات صوتي خافتاً للغاية، ولا يسمعني أحد، وكانت صدمة صعبة، انهرت أكثر بكثير من وقت ما عرفت بإصابتي بمرض السرطان، لأنني شعرت بأن حياتي كلها تتوقف.. كان ذلك في العام 2015، لكني استعدته بعد عام، وبحثت عن طريقة لأكمل مشواري، وكان ذلك بمساعدة المنتج الصديق أريك هليستاد، فدخلنا في مشروع جديد دون غناء، لكنه يدمج ما بين كتاباتي، والموسيقى التي تحاكيها لمجموعة “حاجر 303″، وفيه الكثير من التحدي والمقاومة بأشكالها المختلفة، وفيه قوة أيضاً.
وفي وقت شبّه فيه مستشار وزير الثقافة محمد صالح خليل، ريم بنا ببيكاسو، في صمودها ضد الاحتلال، وتشبثهما بالأرض، أشار سهيل خوري مدير المعهد إلى أنه وزوجته رانيا إلياس مديرة مؤسسة يبوس في القدس، وخلال زيارة ريم في المستشفى قبل رحيلها بأسبوع، حيث كانت متفائلة كعادتها، تم الاتفاق بينهم على إطلاق الأسطوانة في الصيف، وتقديم حفل خاص لها في مهرجان القدس الذي تنظمه “يبوس” في شهر آب.. ولكن…!
وتتوزع الأسطوانة على خمس عشرة مقطوعة هي: لغة الصمت، ووردة في المعركة، وابنة الصحراء، وانعتاق، وموسيقاتله، وهذا صوتي، ولا أبالي، والوتر الأخير، وريم، وأحلم بورد الطريق، والصعود إلى الشمس، وغنائي يصدح في المساحات، وصعب عليّ، وأحبك، ومريم.

__________
*الأيام الالكترونية

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *