خاص- ثقافات
*محيي الدين كانون
السمكة الصغيرة المسكينة..!
لا تعرف أنها سمكةُ زينةُ…
لكنَّها سعيدةُ بالماء …
بمثْلِ براءة هذه السمكة..
أودعتُ لؤلؤةَ قلبي في بحر عينيكِ..!
2
مهما تعبنا و حلقت طائرتنا بِنَا ….
لابُدَّ وأن نرتاحَ قليلا..
وننام على ًفراش الصباح..
قبل أن يصيحَ الديك بِنَا..
ويدركنا النهار….!
3
الحمائم البيضاء المكتنزات يتمالين بين أصابع العشب الأخضر..
يتأبيّنَ لسي ” السيد الحمام”…
بنْفِشُ ريشاته ونْفِخ صدره ..
ويقرْقِرْ بإسْتماتةٍ في حركة لولبية مجنونة حولهن ..
بينما هُن يتهادين..
وعلى وشك الضحك من مجونه
4
وداعا لكتابي…
ولأطروحة ” سليڤا بلات” المعذبة …
ووداعاً أنت يا أميري الأبيض الصعلوك البائس ..
فخلف انسحاب الغسق وانسحاقي..
حيث لا ظَلْمةّ ولا نورَ …
كظِلِّ كلبٍ عربيٍّ شريدٍ….
5
ما عاد لقلْبِي أنْ يحطَّ فوق أغْصانكِ…
ويرفرفُ لبهرةِ الشُّروق المشع من عينيكِ…
ولم يعد يطربه نداء الكروان..
بمثل ما كان يُنادينا أيامَ السُّكرِ …
أيام هوانا الجميل …
6
فقد تغيّرَ اتجاه بوْصلتكِ صديقتي..!
والّتَوَتْ عقاربُ ساعتِنا من زَمان..!
اتّخذَ كلُّ مِنّا سَمْته..وراح كُلُّ لحال سبيله..
يُجذّفُ ضد الرِّيحَِ ..ضد التيارِ ..
ماعُدْنَا نلْتقي اًبدا..!
7
قُبيل ان يُسجى جثمانه الطاهر بالغرفة الرطبة…
وحتى حين تحلّق الاطباء حوله بالعناية المركزة…
وعند إلامضاء على شهادة الوفاة…
عجزوا جميعاً عن تشخيص الدّاء …
لكنهم وجدوا بين مقتناياته قصاصة …
كذُبالةِ نارٍ زرقاءَ تشْتعل … :
نموت قهرا مع الوطن المقهور ..
8
يرْتعشُ خاطري لكِ بكلمةٍ عذبةٍ..
فيشّتعِلُ اشتياقي وحنيني..
وحينَ يكبرُ المساءُ..
أبقى انتظرُ الليلَ بطولهِ حتى مطلع شمسكِ البهية..
حينها تغفو كلماتي!!!
*شاعر وروائي من ليبيا .