سبعة أرواح للقصـة

خاص- ثقافات

*محمد فائق البرغوثي

الشبكة ،،

” ما حاجتي لكل هذا الهراء “

قال الروائي المشهور ثم ألقى السمكة الكبيرة في النهر .

ردد كلاما مشابها ، وألقى في النهر سمكة أصغر

إنه يكتفي الآن بسمكة (بحجم الكف) يلتقطها من سنارته

ويعود مطمئنا إلى كوخه الصغير . وجبة خفيفة ستعينه  في عزلته

وبحثه الدؤوب عن فكرة جامحة لرواية جديدة .

إذا افترضنا أنّ تقشف الروائي على هذا النحو و زهده الواضح ، هو ميْلٌ لاشعوري إلى نمط كتابي جديد، يجنحُ إلى الاقتصاد و التكثيف ، فما الذي يجعل الروائي إذن، يحتفظ بهذه السمكة حتى هذا الوقت المتأخر من الليل . يجلس منكفئا في غرفته المعتمة  ويحدق بها كما لو أنها تسبح في حوض ماء ، يحدق بها وهالة من الوحشة تجتاحه ..

ويشعر أنه في بطن حوت .

تسعة أرواح للقطة ،،

ثمة عجوز تستدرج قطة بيضاء في الشارع، ربما لتؤنس وحدتها وليلها الثقيل البارد، مرة تضع علبة تونة عند عتبة البيت، ومرة تغدقها بالحليب، لكن القطة تنهي طعامها في كل مرة وتغادر. المطر غزير، والفرصة مواتية لاغوائها : ستترك هذه المرة باب البيت مفتوحا وتضع الطعام قرب الباب، من الداخل، فماذا تتوقع أن يحدث ؟ :

1 – لن تأتي القطة لأن سيارة مسرعة ستدهسها وهي في طريقها إلى العجوز.

2- ستنجو القطة بأعجوبة من الحادث، وكما في كل مرة ستأكل طعامها وتغادر.

3- سيأتي قط أسود مخيف وغليظ، يصيب العجوز بالذعر، يأكل الطعام، يعجبه الدفء ولايغادر.

4- ستصرخ العجوز صرخة مدوية قبل أن يتوقف قلبها فجأة ، ربما لأن جرذا ضخما كان يبتسم لها وهو يكرع حليبها الدافئ.

5- نجحت الخطة، وهاهي القطة البيضاء تتناول الطعام وتحظى بفراش وثير على سرير العجوز، قبل أن تجد نفسها صباحا على سيخ شواء فاخر.

6- في الحقيقة هذا اختبار نفسي لقياس الميول الاجرامية ومستوياتها ، وتلك الخيارات المرقمة كانت إجابات نزلاء عنبر (3) المصنفين (خطر جدا) أولائك المجانين الذين يكتبون قصصا قصيرة جدا.

7- ستصحو العجوز بعد قليل، بعد غفوة أخذتها قرب الباب وهي تنتظرقدوم القطة ، ولن تتذكر أي من أحلامها المزعجة السابقة.

8 –  استيقظت العجوز فعلا، لكنها لم تجد نفسها قرب الباب، كانت على السرير في غرفة نومها. صوت زوجها كان صاخبا وهو يناغي طفلتها الرضيعة، وهذا ما أيقظها، لكنّ صوت الزوج انقلب إلى قهقهات عالية وهو يصغي إلى حلمها المضحك؛ رأيت نفسي : عجوزا وحيدة تستدرج عطف قطة بيضاء في الشارع ، كنتُ عجوزا قبيحة يا أحمد ، قبيحة جدا، عِدْني أن لا تتركني طيلة عمرك .

9 – ثمة قطة تموء خلف الباب !!

نظرية النشوء ،،

يَحْدُث أن تمتد يدٌ إلهيةٌ إليك وتنـتـشلك مما أنت فيه، وأنت تعلم يقيناً حجم تورطك، وعظم ما أنت فيه .

ويحدث أنك تحاول أن تسد الدين أن ترد الجميل ؛ إلى فقير ..إلى ملهوف .. إلى صاحب دين . ستكون أنت اليد التي تنتشله من أزمته تلك .

وستخبرهم حتما أنك لا تريد شيئا وأنّ همك الوحيد أن ينتشر الخير بين الناس ويعم، وستدلهم على الطريقة : ساعد ثلاثة أشخاص واطلب منهم أن يساعدوا ثلاثة غيرهم. ستتعاظم الفكرة لديهم وتنتش بشكل سريع .

ورويدا رويد ا، وإذا ما احتكمنا للمخططات الإدارية، سيتشكل لديك بيانيّـاً ما يشبه (التنظيم) الهرمي، ستتـسـع ( قاعدته ) وتتشعب علاقاته بشكل عجيب، سيكون ولاؤها بالتبعية لك،

أنت رأس الهرم ..

أنت (داعش ) الجديد .

 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *