*مودي بيطار
يعود دان براون إلى أوروبا والدين والخطر على وجود الإنسان في روايته الأخيرة «أصول» ومصيرها. بطله مخترع بليونير ملحد يجتمع بمطران وإمام وحاخام ليخبرهم أنه سيعلن عن اكتشاف ثوري سيقوّض الدين لمصلحة العلم. يدعو إدمند كيرش أستاذه السابق في هارفرد البروفسور روبرت لانغدن إلى مؤتمر في متحف غوغنهايم في بلباو، إسبانيا، ينوي الإجابة فيه عن أهم سؤالين للبشر: من أين جئنا، وإلى أين نذهب؟ لكن الأميرال السابق لويس أفيلا يقتله قبل أن يفعل، ويُتّهم لانغدن بالتواطؤ في الجريمة فيفرّ إلى برشلونة مع مديرة المتحف الجميلة أمبرا فيدال.
كان أفيلا تلقّى دعوة إلى المؤتمر في اللحظة الأخيرة بطلب من القصر، فشكّ لانغدن بولي العهد الأمير جوليان، خطيب أمبرا. اغتال أفيلا الإمام سيّد الفضل والحاخام كوفيز قبل أن يقتل كيرش، فأثارت وسائل الإعلام والميديا الاجتماعية الشك في المطران سبالدينو الذي كان الناجي الوحيد بين المجتمعين. لكن دافع أفيلا كان شخصياً، إذ إنه سعى إلى الانتقام من كيرش بعد مقتل أسرته في تفجير قيل إن القائم به من أنصاره. يلقي لانغدن مسؤولية الجريمة على الكنيسة الكاثوليكية كالعادة، على أنه يكتشف أن كيرش كان مصاباً بسرطان لا شفاء منه، ويظن أنه دبّر اغتياله ووقّته لينال اكتشافه أكبر تغطية ممكنة. يعثر لانغدن على السوبر كومبيوتر الذي اخترعه طالبه السابق المؤمن بأن البشر وُجدوا بفعل أحداث طبيعية، وأنهم سيتّحدون مع الآلات بعد نصف قرن علّهم يبنون مستقبلاً طوباوياً حراً من الصراع الديني. تتّضح براءة وليّ العهد الذي يكشف له والده الملك أنه مثلي وأحبّ أفيلا الذي اختار العفة مع جنسه على رغم ميله له.
الرواية من 480 صفحة تفيض عن حاجتها. يكرّر براون الطرح القديم حول خطر الذكاء الاصطناعي على الإنسان الذي كان الكاتبان آيزاك أسيموف وفردريك براون حذّرا منه في أربعينات وخمسينات القرن الماضي باختصار مشكور. قد يكون براون ممن يعتقدون الرواية الطويلة دليلاً على قدرة «أدبية» غير عادية، لكنه يُلزم نفسه والقارئ بما لا يَلزم. يعتمد ما دعاه نورمن ميلر «لغة زائدة» ويزوّد القارئ معلومات وافرة عن المعالم السياحية في برشلونة وبلباو ونصب الموتى في وادي الواقعين. يعشق أيضاً ذكر المشاهير من فردريك نيتشه إلى ونستن تشرشل والجنرال فرنسيسكو فرانكو، ويحدّه نثر عادي لا ينفعه كونه مدرّس إنكليزية سابقاً.
_________
*الحياة
مرتبط