خاص-ثقافات
*سيومي خليل
سَمعت أنّك خرَجت منْ تلكَ المّخطوطة القَديمة التي كتِبَت بلغَة نُوبية. من علَى ضفَاف النّيل الذي نَام دَاخل المَّخطوطة خرَجت . منْ صحَاري أَوغَلت رمَالُها في ورَق البّردي خرجت . قَطعت مفازَات عَديدة ، طَويت القفَار طويَا ،كي تَنَامي هنَا علَى شّط المّحيط الأطلسي ، هنَا بالمَدينة الأمَازِيغية مَصّب النهر ، والفينيقية منَارَةُ الضّوء ، والعَرَبية آسفي . ارْتَحلت كَي تَحُطي هنَا
بقلْعَة القشلَة
كمِدْفع بُرتغالي
أو
سيف ذَاد بِه صُوفي
عن الأَغوار
خرجَ منْ نُسكه
إلى تَمَرده .
ارتحلت بَعد أنْ شَربَت عروقك
من النّيل
لتَشرب جَيوب قَلبك من الأَطْلسي .
أنت ..
عاصفَةٌ
طويلاً امتَدت
قطعةٌ من الوَقت
حملت فِي رَحمك
جنينَا يُرَبيه التّاريخ.
سمعت أنّك خرَجت منْ مُعْجم البلدَان ليَاقوت الحموي ، هنَاك بين أسطره سَحبت اسم المدينة آسفي ،وعرَجت ثَائرة إلى مُذَكرات ابن بطوطة
كنت فتَاة بِلون دبْلُوماسي
والآن
بين شوَاهد من غَير أسْمَاء
لست فتاة
ولا
دبلومَاسية
مُجَرد رئة تَنْفت الدخان
مات شريَانها الوَريدي
وظل
، يحييها ،
شريَانٌ خَفي
يربطهَا إلى تَاريخ قَديم .
الربَاطات القديمة التي وَصَلت بَينك وبين المشرِق ، طُرق الحَجِيج التي مَا انْتَهت إلى أن خلق الله كائنَا طَائرَا يَربط بينَ الكعبَة والمطَارات ، انثَالَت حبّات عقدهَا ، فمَا تحوّلت إلى طُرق واصلَة للغَرب ، وما تماسكت كي لا تنحَلْ
فصرت بِشَكل
ممنُوعٍ عنْ قَواعد اللغة ؛
مكسورةٌ في مَوضِع رَفع
مجرُورة ورَاء
حُروف جَمَال قَديم .