*العربي الحميدي
هل العيش تحت تأثير اللامبالاة والتوافق مع الجهل، هو الذي جعل الفكر العربي يغط في نومه العميق، هل هذا الفكر المتهجس لا زال في حاجة إلى الاسترخاء. أم هي المورثات التي تجعله ثقيل الفهم والاستيعاب. آم متاهته بين السياسة والدين لم تترك له الفسحة الواسعة لقراءة التاريخ الإنساني ليجدد نفسه. أم هذا الفكر ولد ميتا… ولا أعتقد ذلك.
في اعتقادي المتواضع هو نتيجة نظام مجتمعي وثقافي شارك فيه الجميع بدرجات متفاوتة في صنع العبثية والعشوائية. وعلى رأس هذا الوضع مجموعة من المفكرين الذين ساهموا بقسط كبير في صناعة هذا النظام. إن كتاباتهم و مقالاتهم وندواتهم الغوغائية كثيرا ما كانت بلغة الإقصاء والمزايدات والعنصرية.
تحضرني هنا قولة ( إن البذرة لا تنبت في أرض إلا إذا كان مزاج البذرة مما يتغدى من عناصر الأرض ويتنفس بهوائها . وإلا ماتت البذرة بدون عيب في طبقة الأرض وجودتها، ولا في البذرة وصحتها وإنما العيب في الباذر.)
وفي هذا الصدد هذا مثالا واقعيا من باذر عاشه أحد الطلبة حائز على الإجازة من إحدى الجامعات المغربية بالرباط في أواخر السبعينيات أراد الالتحاق بالسلك الثالث .
كان رد أحد الأساتذة الجامعيين عند تقديم الطلب والتقدم للاختبار. باللغة الدرجة
)كنعطيوكوم الديبلوم باش تآكلوا طرف ديال الخبز مشي باش تدخلوا السلك الثالت).
أعتقد إذا كانت لبعض الكتاب تراكمات عناصر الإبداع القصصي والروائي والشعري. وكثيرا من الأجناس الإبداعية الاخرى تعطي القراء أو المشاهد إضافة نوعية من التكوين الثقافي. فهناك ثلة من المفكرين ورجال الدين والإعلاميين إما يحاربون كل انتفاضة للخروج من تحت عباءة الجهل، أو هم صامتون عن هذا العبث الجاثم على فكر النفاق والذي يتخذ من الشعبوية والقومية خطابا للطبقة الضعيفة، و مستنقعا ترتبط به اللامبالاة والمحسوبية في ظل ضحالة التفكير وضآلة العمل الجاد. و في غلق باب التنوير والإبداع في وجه الأجيال الصاعدة.
ان العلم والفكر لا وطن له، و ان الاستقرار في أي بيئة، الفكر يتواصل معها ويتأثر بها.
ربما في قدوم المتنورين إلى أوطانهم أو اعمالهم قد يساعد على تغيير نمط التفكير.
___________
*كاتب من المغرب