الاحتفال بإطلاق كتاب “فدوى طوقان الرحلة الأبهى” لمحمود شقير

*يوسف الشايب

أطلقت وزارة الثقافة، في مقر المدرسة الفاطمية بمدينة نابلس، أمس، (وهي المدرسة التي احتضنت شيئاً من ذكريات فدوى الطالبة)، كتاب “فدوى طوقان .. الرحلة الأبهى” للكاتب والأديب محمود شقير، ضمن مشروع وزارة الثقافة للاحتفاء بمئويات رواد الثقافة والتنوير (مئوية ميلاد الشاعر فدوى طوقان)، بحضور محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب، ورئيس بلدية نابلس عدلي يعيش، وصادق الخضور مسؤول النشاطات والناطق باسم وزارة التربية والتعليم العالي، وشخصيات اعتبارية أُخرى، وممثلين عن آل طوقان .. والرواية للفتيات والفتيان، ونفذت بالتعاون مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، وباللغتين العربية والإنجليزية.

وتحدث الكاتب والأديب والروائي محمود شقير عن علاقته الشخصية بفدوى طوقان، وقال: حين عرض عليّ تنفيذ هذه الرواية للفتيات والفتيات، تحمست للفكرة وتهيّبت في ذات الوقت .. سعدت لأنني أعرف فدوى جيداً، خاصة حين التقيتها لأكثر من مرة في منفاي بالأردن، بعد إبعادي من قبل قوات الاحتلال، وكنت كتبت مسلسلاً طويلاً عن شقيقها الشاعر إبراهيم طوقان، ولمست كم هي مهذبة وخجولة ومثقفة ومحبة للحياة، وكنت أدون ما تقوله لي حول العائلة وعلاقتها بإبراهيم، وحينما التقيتها في أواسط تسعينيات القرن الماضي، وكنت أعمل في وزارة الثقافة تأكدت من هذه الصفات، وكان من دواعي سرورنا أن منحها الرئيس الشهيد ياسر عرفات جائزة فلسطين للآداب، أما سبب الحيرة فكان نابعاً من تهيّبي من الدخول إلى نص فدوى.

وأضاف شقير: شكل هذا لي مشكلة، فبداية قررت أن آخذ ما يروق للفتية والفتيات من كتابي فدوى، لكن هذا لقي اعتراضاً محموداً من وزارة الثقافة ومؤسسة تامر، لكونه حفزني في إعادة النظر بالمادة، وأن أدخل طرفاً فيها، مع بقائي أميناً على أفكار فدوى .. أشعر بالاعتزاز بهذا الإصدار، ولكوني ساهمت مع المساهمين في تخليد إبداعات فدوى ونقلها للأجيال الشابة.

وشدد د. إيهاب بسيسو وزير الثقافة على أهمية رموز ودلالات الاحتفاء بإصدار هذا الكتاب حول الشاعرة فدوى طوقان “سنديانة فلسطين” .. “فلسطين التي تجمع الرموز كما تجمع مفردات الثبات والصمود، ففي اليوم الذي تودع فيه محافظات الوطن الشهداء، ويرتقي فيه الشهداء باسم فلسطين، نصر على الثبات والحياة، في إشارة إلى أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يُهزم، مهما بلغت ماكينة الاحتلال الإسرائيلي من تعسف وقهر وظلم .. إنها الإرادة التي يعلمنا إياها الشهداء والأسرى، كما يعلمنا إياها الروّاد والرائدات في كل المجالات”.

ووصف بسيسو الرواية بأنها تعكس روح فدوى طوقان، كما تعكس فصولاً من حياتها لليافعين، مشدداً على أن استعادة الكثير من الدلالات والمعاني في حياة وإرث فدوى طوقان الإبداعي، وتعميمه في الحاضر ونقله إلى المستقبل، أمر واجب على الصعيدين الوطني والإبداعي، لافتاً إلى أهمية الشراكات مع المؤسسات الرسمية والأهلية والخاصة في إنجاح هذا المشروع، موجهاً الشكر لوزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة النقل والمواصلات، والعديد من المؤسسات الثقافية والأكاديمية وغيرها، موجهاً الشكر لفريق وزارة الثقافة ممن عمل بجد لإنجاح فعاليات مئوية فدوى طوقان.

ولفت بسيسو إلى اهتمام الوزارة بتعميم إرث فدوى طوقان للجيل الجديد، فكانت هذه الرواية للكاتب محمود شقير، قبل أن يختم كلمته بالقول: فدوى طوقان تستحق منا أكثر من ذلك، فهي من ناضلت لتحدي ظروفها الصعبة، وتحدت، لتنقل لنا جميعاً الدرس الذي مفاده بأن “الصعوبات تتحطم على صخرة الإرادة”.

واشتمل الحفل على كلمات عدة من بينها كلمة لمدير التربية والتعليم في محافظة نابلس د.عزمي بلاونة، وكلمة لصادق الخضور مدير النشاطات والناطق الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي ممثلاً عن الوزارة، ورناد القبج مديرة مؤسسة تامر، وغيرهم، إضافة إلى العديد من الفقرات الفنية والشعرية من وحي إبداعات فدوى طوقان، قبل أن يقوم شقير بتوقيع الكتاب للفتيات والفتيان، وغيرهم من الحضور.
________
*الأيام الفلسطينية

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *