سيرة امرأة تونسية في باريس

باريس – صدرت للكاتبة التونسية الفرنسية فاطمة بوفي مؤخرا رواية بعنوان “عربية في فرنسا.. حياة ما وراء الأحكام المسبقة”.

وتندرج هذه الرواية، التي كُتبت بالفرنسية، ضمن أدب السيرة الذاتية. إذ تسرد الكاتبة سيرتها كطبيبة نفسية عربية تلقت تعليمها في فرنسا.

وترى بوفي أن الهوية النفسية للفرد هي نتاج التنشئة التي يتلقاها من العائلة، ولكن التجربة الخاصة لها تأثيرها أيضا بحكم البيئة التي ينمو فيها الفرد، وخصوصية النظرة إلى الحياة.

وتوضح الكاتبة أنها تتناول صورة العرب من أصول مغاربية في فرنسا وما طرأ عليها من تشويه نتيجة ظروف معينة، مؤكدة أن العرب لهم حضارة عريقة وثقافة أصيلة لا يمكن أن تمحوها حملات التمييز العنصري التي يتعرضون لها في أوروبا.

وتثير بوفي، رغم جنسيتها المزدوجة، موضوع الحركة النسوية التونسية التي تعدّها من أعرق الحركات النسوية في العالم، ويمكن أن تكون مرجعا من خلال كتابات الطاهر الحداد وحبيبة منشاري خلال بدايات القرن الماضي.

ومن خلال عملها كطبيبة نفسية، تتناول الروائية أيضا قضية الانتماء الثقافي المزدوج، وتقول إنها تستطيع أن تجد في هذا الانتماء عاملَ قوة رغم أنها اكتشفت من خلال معالجتها لمرضى نفسانيين ينتمون إلى أجيال مختلفة من المهاجرين العرب، حجم المعاناة التي يلقونها نتيجة رفضهم من قطبي هذا الانتماء المزدوج.

هذه الرواية تمثل محاولة للدفاع عن العرب في وجه الأحكام المسبقة التي يصطدمون بها في فرنسا وبلاد المهجر عموما، إذ قدمت نصا سرديا ساهمت بنيته الفنية وحبكته في خلق التناسق والتكامل.
_______
*العرب

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *