خاص- ثقافات
محمد بتش”مسعود”
عندما تنتابني تيّارات الفشل أقرعُ جرسا للأمل فيأخذني لحنهُ عالياً
ليلةٌ من خريف الزمن تبدو فيها السماء ممطرةٌ بشكلٍ غير معهود,الريح لا زالت منذ الصباح تجري كأنّها تلاحق شيئا مافي هذه الظلمة التي أرختْ سُدولها على الكلّ, إلا على المصباح الخارجي الذي سيطر فيه شعاع الضوء على المكان.
كان واقفاً قُبالة النافذة يلحظ شجرة المشمش المبتلة المحاذية للنافذة والتي سلط عليها الضوء شعاعه فبدت كلوحة فنان موهوب. زادت سرعة الريح قليلا, أحسّ بذلك..كانت الأوراق الذابلة للشجرة تهوي ببطء..الأوراق لم تسلم هي الأخرى من الريح التي تحاول قلعها..إيه حاله شبيه تماما بها هو أيضا,حيث رياح الفشل تجتاحه دوما..فشل في الدراسة..في الحب..والحياة.
نظرهُ لا يزال مشدودا باهتمامٍ إلى الشجرة..لم يبق إلا القليل من الأوراق التي لازالت صامدة في وجه الريح تأبى السقوط..ورقة..اثنتان..ثلاثة..
تعالى للعشاء ياولدي, كان صوت أمه, لم يجبها,تقدمت منه,مابك يابني؟ بم تفكر؟
….لا شيء يا أمي, هكذا أجابها, طبعتْ قُـــبلة حنونا على وجهه وانصرفت,وقبل أن يتبع أمه ألقى نظرة أخيرة على الأوراق القليلة التي لم تزل صامدة في وجه الريح العاصف تأبى السقوط…استدار…تمتم مبتسما…أجل سأبقى…لن أهن.