خاص- ثقافات
*كريم ناصر
إلى الشاعر حميد العقابي
ليتنا ننعى القواقعَ حين ينقص الماء،
ليتنا نرفع الأعلامَ على التلالِ لنساير النغم،
أ هكذا تنتفُ النسورُ أرياشَ الطيورِ في البريّة؟
لماذا تخرُّ الجبالُ وأرواحنا كواكب في السماء؟
فلنعبر القساطلَ فلنرقشْ أغصانَ الذكرى، فلنقتفِ أثرَ كوكبٍ فتيّ،
فلم يبق لنا وطنٌ كي نبحثَ عن فُرسان،
لم تبرحِ التنانينُ مرافئنا
عندما طوينا النسيانَ وطيورَ الظلام،
فالبنت المهلّلة تهشّمُ كبرياءَها مثل جبل
كان الأولى بها ألّا تنسلخ من العفّة،
ولا تطوي ماضياً لتئد جذوره،
ومثل خيالٍ اندثرَ في الرمالِ مضى النجمُ مسافراً تقذفهُ الأعاصير،
أمّا البحر ففاضَ بغتةً ولا نعرفُ لماذا كنسَ قواقعه،
وأعطى الساحلَ الحقَّ لتجرفنا أمواجُ زُنوج،
النمور وشومُ الصخورِ عن رؤى في الميثولوجيا..
هذا الطيف السكران يسكبُ زئبقه،
كتمثالٍ ينهبهُ إعصار،
فلو تشرق الشمسُ ولا تغرب مثلاً
فينقص قطيعُ الضباب
وتنقضّ الصواعقُ على حُصونِ الأعداء،
وتنفق الكواسجُ في خضمِّ اليم،
لو نغرس أشجاراً في الصحراء فنردم الكوّات،
لو نرتق جروحاً نكأتها ريحٌ قويّة
فنزجر وحشاً يغوصُ في وحلٍ من زهرٍ مرّ،
لا يزال الشتاءُ يعزفُ عن أمطاره،
كسحابةٍ تتدفّأ في السهل،
ستهبُّ العواصفُ تحت الجبال،
ويعلّق ثورُ الأعماقِ على التلالِ أرديةَ مصارعين.