فكرة عظيمة في مكتب صغير

*زياد خدّاش

لا يمر يوم دون أن أفتح على صفحة (خزائن).
خزائن صفحة الكترونية فلسطينية يديرها مثقفون فلسطينيون وعرب متطوعون من مناطق مختلفة في فلسطين والمنفى، أبرزهم الأصيل فادي عاصلة.
خزائن مشروع فلسطيني لاسترداد وإعادة صياغة وتنظيف الرواية الفلسطينية من الأساطير والمبالغات العاطفية، روايتنا التي تم اختطافها وتغييبها على يد عدونا القومي وتم إهمالها على يدينا للأسف أيضا، خزائن ليست فقط موضوعا رياديا متحمسا وذا رؤية لقول رواية وجودنا بشكل أعمق وأصدق ولكنه أيضا محاولة ستنجح بالضرورة لتعريف أجيالنا بأبطالنا وأدبائنا ومعلمينا الذين صنعوا وألهموا وغيروا ووثقوا،  وسرد أحداث فلسطينية حاسمة برؤية علمية شكلت انعطافات خطيرة مفصلية في تاريخ الكفاح الفلسطيني لاسترداد الحقوق والتشبث بالهوية الفلسطينية.
خزائن مفاجأة فلسطينية طموحة تبعث على البهجة والأمل في الروح الوطنية الفلسطينية التي تتعرض باستمرار لمحاولات كسر وحصار من قبل  المتربصين.
إن الكفاح الفلسطيني المستمر ضد الاحتلال الصهيوني لن يكون بالفاعلية المطلوبة ما لم يرافقه بل ويسبقه معرفة قوية وعميقة بتفاصيل التاريخ الفلسطيني ودروس النضال وسيرة أبطال المعارك وتفاصيل الحياة الفلسطينية بكافة مراحلها ومستوياتها وجوانبها، ومعرفة وثيقة بالعدو من جوانب مختلفة، إن البندقية الفلسطينية التي يحملها فلسطيني لم يسمع بحكاية العملاق الفلسطيني الكبير خبير المتفجرات المقدسي فوزي القطب لن تكون بقوة وذكاء وصلابة البندقية التي يحملها مقاتل فلسطيني يعرف جيدا تلك الحكاية المشرفة.
إن المعركة التي تدور في مدينة مهما كانت شراسة مقاتليها وصلابة شعبها لا يوجد فيها مركز أبحاث عن العدو وحياته من مختلف الجوانب حتما ستفشل، وإن مظاهرة عارمة في مدينة تخلو من مدرسة يتعالى فيها صوت مدرس وهو يحكي عن سيرة البطل المقدسي سامي الأنصاري حتما ستكون مظاهرة بلا نتائج، وإن  دولة تحاول باستمرار شرح عدالة قضيتنا للعالم ستكون جداً مقصرة ما لم يتم فيها طباعة كتب رواد التغيير والنهضة جورج انطونيوس وخليل طوطح وكلثوم عودة وتوفيق كنعان ووديع البستاني وأحمد سامح الخالدي وعارف العارف وإميل الغوري وآخرين، وإن انتفاضة فلسطينية ثالثة فارغة من البعد المعرفي ومن دروس الذاكرة لن تنجح ما لم  يقرأ مشعلوها والمشاركون فيها كتبا وأبحاثا ودراسات وروايات لإسرائيليين يمينيين يمثلون الوجه الحقيقي للصهيونية.
(خزائن) فكرة ليست في وقتها بالطبع، فوقتها كان يجب أن يكون من زمان، ولكن وجودها الآن أفضل جدا جدا من لا وجودها.
________
*الأيام الفلسطينية

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *