خاص- ثقافات
*مالكة حبرشيد
قوتنا اليومي متروك للصدف
وجود الأبالسة الكرام
أيامنا العجفاء قافلة يأس
تمد على الدروب حكايات
بشتى اللغات والألوان
في سحنة الكلمات تّشقّق العصور
مضارب العيش تكتسي حمرة الجمر
سواد السرائر
ودكنة النوايا
الليالي تكور قبضتها
في وجه الوطن تلقيها
حسرة وكمدا
الخوف أخرس ملة البلاد العجوز
في جوف الرماد تخبيء صغارها
قال المصابون في جوفها
بسرطان البقاء
: هي لنا سكن
مهما اغتصب سحر تأويلها
ومهما أرضعتنا النأي
على شطان ذلها !
أيها الوطن المسيجُ بالنار
والماء فيك زلال
بذور الرؤى اخترقت جسدي
فكيف أسافر فيك سيفا
يشق غلالة الوهن …
رخام الذل ؟
كيف بالكي تشم أبناءك
وفي سوق النخاسة
تبيعهم بالقسط
أعضاء متنافرة
وكيف أجعل الغضب المكتوم فيك
يصعد معارج الخوف المزمن
ليرجم شياطين البيعة الأخيرة ؟
أيها الوطن
متى أنشر فوق قبابك ذرة نور
وأستل بذرة الروح
من كوابيس الظلام ؟
في متاريسك
يقف السلام على حد الحسام
المدائن نائمة في أسرة الغزاة
اغتصب الرجال والنساء على حد سواء
اغتصب الحلم
في بؤبؤ العين
والغضب مازال يتهدهد
على مراجيح الوعي
المؤجل بالمرارة
بالجوع
بالجهل
ببقاء مرهون بالذل
يا أخي في الخيبة
أعطني نارا وقيثارة
سأهدي الصمت سكين أغان
وألقي شعراء التاج
في قعر جهنم
لربما هناك ينظمون أناشيد تليق
بدمعات طفل نائم
على صدر صخرة
وأم على شرفة انتظار
تقدم حلمة جافة قربانا
لآلهة ذبحت البلاد
وقدمتها شواء لذيذا
لسلاطين الاستعباد !!
—