-1-
كنتُ وَوَالدي نَعرفُ لِمَ الطَّريق إلى الشّاطئ مقْطوعة
ولمَ كانَ لزامَا علينَا أن نّنْشد شطآنا آخرى
عرفنَا معَا أينَ تَسْكن كل علاَمَات التَّشوير والبوصلة ل
كننا لمْ نَجدْ طريقَا إليها
خمَّننَا فَقط
وحددنَا جهاتنا الأربع
ووضعنَا علاَمَات خَاصة
وحين كنَّا نُفَكر في شَاطئ جَديد
نَتَذكر بسرْعَة فَائقَة الجمَارك على كُلِّ بَواباته
نتذكر كلاَبَ الحرَاسة جيرمن شبرد
وأضواء ديجونكتورات الضَّخمَة جدا
فنُقَرر فِي الأخير :
علينَا قضَاء وهمنا في جبل
أو غَابة
بدل الشواطئ المَحجوزة.
-2-
كانت والدتي تعرفُ أكثَر منّي
أنَّ الشَواطئ جميعا
-حتى تلك التي يهجرها السمك –
ليست أبْعدَ من الضَّاية التي مَازالت تَسْكُنني
تُقول بحكمَة :
أنتَ في الأخير لن تَسْبح
-ولو في بحر عظيم-
أكثر منْ مَسافة ضَاية صغيرَة جدّ
-إذن-
هي بحرُك
وشاطئكَ.
–3-
إخوتي الذين يَنْقصهم واحدٌ ليشكلوا فَريق غَطس
عرفُوا دائما أنَّ الطُّرق أمَامهم خَادعة
وأنَّ كل مَا يرَونه من علامَات التَّشوير
ومَا تُشير إليه عقَاربُ البوصلة
هو في الأصل كنَاية علَى مُّزْحة القَدر
لكنَّهم كَانوا رغمَ ذَلك يحملُون صورَا
عَديدة عنْ شَاطئ قريب جدَّا
يُمْكنهم فِيه أنْ يُمْسكوا نَورستهم
المَّفقودَة .
كان لي إخوة لمْ يَدخلوهَا منْ أبوابَ مختلفة
فهم لمْ يَرموا يَوسف في الجب
إنما رموا أحلاَمَهمْ على الطَّريق
ليزهر
ويُزْهروا أكثر مثلْ نبات الأترج .
-4-
كانت وَالدتي تعرفُ
أنَّ ما نلتقطه من نوراسات
سينجَحْ في جعْلنَا نضعها معَ الدَّجاج
فإمَّا نَنجح في تحويل الدَّجَاجَات إلى نَورسَة
وإمَّا لا نَنْجح في تَحويلها إلى دَجاجة ؛
ليس هناك احتمال فَشَل
المَّجيء بشَاطئ إلى أقدَامنَا .
كانت والدَتي تعْرف أكثَر منَّا
أنّنا حينَ نُرَصف الطَّريق
لا نعْلم إنْ كانَ آخره شَاطئ
فقد آمَنَت أنَّ مَكان وقوفنَا شاطئ .
انتظرت زمنَا لتقول لنَا ذَلكَ
لكن لغتهَا كانت شَفَّافة ومبهرة
اشتغلنا عنْ مَعنَاها بجمَالهَا .