في روحي جراح كثيرة
تولد من رحم الزمن
كلما كبرت
كبرت جراحي معي
الزمان أنثى غيورة
لا تترك ملكها دون ذكرى مريرة
تذكره بأنه كان يوما ما
من ضمن ممتلكاتها
نحن من خسر الحاضر
وحدنا
نرى الماضي جميلا
((و نعيب زماننا
و العيب فينا
و ما لزماننا عيب سوانا))
يتجلل الماضي بقدسية المستحيل
ما لا يُنال
و لا يطال
يبدو جميلا لنا
لا مكان لـ(الآن) في وعينا
فقد سلب الماضي عقلنا
نحمل في رؤسنا فكرة
-الشيطان يعلم من أين جئنا بها-
نركض حاملين كنزنا
مغلقين عقولنا كي لا تسرق الفكرة
نبحث جاهدين
عن زمن صالح لفكرتنا
و لكن من دون جدوى
نحن مهزلة الحاضر
و مسرحيته المضحكة
لا يحزن التأريخ على خروج أحد منه
فهناك دائما من يشغل الفراغ
و لا يبدو أننا حزانى كذلك
بما أن كنزنا في أمان
و عقولنا لم تزل مقفلة
و أنا أنصح بتركها هكذا
لتنقذوا الحاضر من عفونتها