*عبد الكبير الميناوي
يقترح الشاعر والكاتب المغربي محمد بنيس، في كتابه الجديد «أندلس الشعراء»، منتخبات أندلسية من الشعر والنثر، تجمع، كما جاء في تقديمه، «بين رؤية شعراء ورؤية كتاب للأندلس. شعراء مسلمون، من بينهم 4 شاعرات، وإلى جانبهم شاعران يهوديان، بالإضافة إلى كتاب، هم الذين انتقيت بعضاً من نصوصهم». فيما يعتمد الاختيار «تداخلات وتقاطعات بين نصوص شعرية ونثرية، من أزمنة مختلفة، كتبتْ أندلساً لا تزال تحتاج إلى الكشف، وقد أدمجتُ فيها نموذجاً شعرياً، يتبع طريقة بصرية هي التختيم، تكتبها العين من أجل أن تبني مسرحاً ذهنياً للقراءة، ووضعت للكتاب تبويباً مستوحى من سهرة أندلسية متخيلة».
وفضلاً عن مقدمته، تم تقسيم الكتاب، الذي صدر عن المركز الثقافي للكتاب للنشر والتوزيع (الدار البيضاء/ بيروت)، إلى 6 أبواب، حملت أسماء نوبات من الآلة الأندلسية، هي الاستهلال والماية وغريبة الحسين وعراق العجم ورصد الذيل والعشاق.
وتعكس مضامين الكتاب، كما جاء في تقديمه، «تنوع وثراء الحياة الأدبية في الأندلس، على مدى قرون من الحضارة العربية الإسلامية»، فيما يأتي اعتماد إخراجه لأقسام المنتخبات من أن «أندلس الشعراء هي بالأساس أندلس الموسيقى والغناء، مثلما هي أندلس الزخارف والنقوش»، حيث الاختيار، «شخصي يضيء الطرق المتعرجة نحو ما لا نبلغه من أندلس الشعراء، إلا بغبطة العاشق الذي جرب العطش، فلم يزده الشرب إلا عطشاً، سفراً لا يتوقف عن السفر».
وسبق لبنيس أن تقاطع، في كتابات سابقة، مع نصوص أندلسية، بينها «كتاب الحب» (1994)، الذي هو نصوص ورسوم متقاطعة تعيد كتابة «طوق الحمامة في الألفة والآلاف» لابن حزم الأندلسي، مقترحاً «رحلة تتصاحب فيها أشواق أعمال أخرى»، تتقدمها «مصارع العشاق» للشيخ السرّاج، و«الروض العاطر في نزهة الخاطر» للشيخ النفزاوي و«ديوان الصبابة» لابن أبي حجلة، و«الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني، فيما جاء في تقديم أدونيس: «هو ذا طوق آخر لطوق الحمامة. فيه تتآلف لحظة الحس وديمومة العشق، وفيه تتآلف نشوة الجسد ونعمة الحب. كتابٌ طوقٌ لا يودع لماضٍ، بل يستبقيه، فيما يستبق المستقبل ليجعله حاضراً».
ويعد بنيس، الذي ولد سنة 1948 بمدينة فاس، من أبرز الكتاب المغاربة المعاصرين، وعرف شاعراً منذ 1969، تاريخ صدور ديوانه الشعري الأول «ما قبل الكلام»، قبل أن تتواصل التجربة الشعرية، على مدى السنوات اللاحقة إلى اليوم.
وقد ترجم شعره إلى أكثر من لغة، نكون فيه مع عدد من الدواوين، بينها «شيء من الاضطهاد والفرح» (1972)، و«وجه متوهج عبر امتداد الزمن» (1974)، و«في اتجاه صوتك العمودي» (1980)، و«مواسم الشرق» (1986)، و«ورقة البهاء» (1988)، و«هبة الفراغ» (1992)، و«كتاب الحب» (1994)، و«المكان الوثني» (1996)، و«نهر بين جنازتين» (2000)، و«نبيذ» (2003)، و«هناك تبقى» (2006)، و«سبعة طيور» (2011)، و«هذا الأزرق» (2015). وصدرت له أيضاً أبحاث ونصوص وكتابات ودراسات نقدية ومذكرات ثقافية، تناول فيها عدداً من القضايا المرتبطة بالشعر العربي الحديث، بشكل خاص، مثل «ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب» (1979)، و«الشعر العربي الحديث… بنياته وإبدالاتها» من 4 أجزاء تناولت «التقليدية» و«الرومانسية العربية» و«الشعر المعاصر» و«مساءلة الحداثة» (1991)، و«حداثة السؤال» (1985)، و«كتابة المحو» (1994)، وغيرها.
______
*الشرق الأوسط
وفضلاً عن مقدمته، تم تقسيم الكتاب، الذي صدر عن المركز الثقافي للكتاب للنشر والتوزيع (الدار البيضاء/ بيروت)، إلى 6 أبواب، حملت أسماء نوبات من الآلة الأندلسية، هي الاستهلال والماية وغريبة الحسين وعراق العجم ورصد الذيل والعشاق.
وتعكس مضامين الكتاب، كما جاء في تقديمه، «تنوع وثراء الحياة الأدبية في الأندلس، على مدى قرون من الحضارة العربية الإسلامية»، فيما يأتي اعتماد إخراجه لأقسام المنتخبات من أن «أندلس الشعراء هي بالأساس أندلس الموسيقى والغناء، مثلما هي أندلس الزخارف والنقوش»، حيث الاختيار، «شخصي يضيء الطرق المتعرجة نحو ما لا نبلغه من أندلس الشعراء، إلا بغبطة العاشق الذي جرب العطش، فلم يزده الشرب إلا عطشاً، سفراً لا يتوقف عن السفر».
وسبق لبنيس أن تقاطع، في كتابات سابقة، مع نصوص أندلسية، بينها «كتاب الحب» (1994)، الذي هو نصوص ورسوم متقاطعة تعيد كتابة «طوق الحمامة في الألفة والآلاف» لابن حزم الأندلسي، مقترحاً «رحلة تتصاحب فيها أشواق أعمال أخرى»، تتقدمها «مصارع العشاق» للشيخ السرّاج، و«الروض العاطر في نزهة الخاطر» للشيخ النفزاوي و«ديوان الصبابة» لابن أبي حجلة، و«الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني، فيما جاء في تقديم أدونيس: «هو ذا طوق آخر لطوق الحمامة. فيه تتآلف لحظة الحس وديمومة العشق، وفيه تتآلف نشوة الجسد ونعمة الحب. كتابٌ طوقٌ لا يودع لماضٍ، بل يستبقيه، فيما يستبق المستقبل ليجعله حاضراً».
ويعد بنيس، الذي ولد سنة 1948 بمدينة فاس، من أبرز الكتاب المغاربة المعاصرين، وعرف شاعراً منذ 1969، تاريخ صدور ديوانه الشعري الأول «ما قبل الكلام»، قبل أن تتواصل التجربة الشعرية، على مدى السنوات اللاحقة إلى اليوم.
وقد ترجم شعره إلى أكثر من لغة، نكون فيه مع عدد من الدواوين، بينها «شيء من الاضطهاد والفرح» (1972)، و«وجه متوهج عبر امتداد الزمن» (1974)، و«في اتجاه صوتك العمودي» (1980)، و«مواسم الشرق» (1986)، و«ورقة البهاء» (1988)، و«هبة الفراغ» (1992)، و«كتاب الحب» (1994)، و«المكان الوثني» (1996)، و«نهر بين جنازتين» (2000)، و«نبيذ» (2003)، و«هناك تبقى» (2006)، و«سبعة طيور» (2011)، و«هذا الأزرق» (2015). وصدرت له أيضاً أبحاث ونصوص وكتابات ودراسات نقدية ومذكرات ثقافية، تناول فيها عدداً من القضايا المرتبطة بالشعر العربي الحديث، بشكل خاص، مثل «ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب» (1979)، و«الشعر العربي الحديث… بنياته وإبدالاتها» من 4 أجزاء تناولت «التقليدية» و«الرومانسية العربية» و«الشعر المعاصر» و«مساءلة الحداثة» (1991)، و«حداثة السؤال» (1985)، و«كتابة المحو» (1994)، وغيرها.
______
*الشرق الأوسط