محاكاة البنية الصورية للخط العربي

خاص- ثقافات

*د. محمد البندوري

لقد قام شعراء العراق باقتراح الفضاء الشكلي المفتوح للمخطوطة العربية، من محاكاة البنية الصورية للخط العربي إلى الإشارة والعلامة والحليات والطغراءات وغيرها، ونلمس هذا جليا في تجربة الشاعر العراقي رعد عبد القادر من خلال: جوائز السنة الكبيسة، وقد قام بكتابتها خطيا حكمة الحاج. وهي تجربة قال عنها النقاد أنها تكاد تكون تجربة فريدة في الشعر العراقي المعاصر. ومن أبرز شعراء القصيدة البصرية من العرب المعاصرين هناك أدونيس، وعبد القادر أرناؤوط ونذير نبعه في قصيدتيهما: ” الموت طفل أعمى”، و”بكت المرآة”، وصادق الصائغ في قصيدته: ” هذا قبر المرحوم”:
إن أعمال هؤلاء تدخل ضمن الشكل الجديد للقصيدة العربية البصرية التي تستثمر الشكل الكتابي لإنتاج صورة شعرية تمثل دفق العناصر الجمالية والمعرفية، وتتجاوز البعد الوظيفي إلى نصوص جمالية تتألف من تراكيب تكون أحيانا مفردة وأحيانا ثقيلة ومدججة بتكوينات أيقونية، وترتبط بصيرورة من الإيقاعات يفرزها التكوين الخطي وحركة الألوان، ومن خلال مختلف التمثُلات في التكوينات الخطية التي يتحقق من خلالها تضافر عناصر عدة مكونّة للبنية الخطية، وهي تنتج عن عوامل جمالية و بنائية فنية مستقاة من التقنيات الحديثة حيث أن تحققها في التكوين الخطي ناتج عن البنية المتكاملة التي تعكس غالبا الوحدة العضوية للتكوين في ضوء العلاقات التي تستند عليها التداخلات اللونية والعلاقات الفضائية البنائية الداخلية من خلال الوحدات المكونة لها كالحروف والكلمات والجمل التي تنتج عنها تلك النصوص التي يوظفها أصحابها وفق الشكل الإبداعي الجديد، لكن باستناد حقيقي لمرجعيات ونظريات سلف ذكرها انطلقت منذ البدء في تقدير الجماليات عن طريق القيمة التي تسترعي انتباه القارئ، وقد سارع المبدعون وفق ذلك إلى مواكبة التجديد الذي ينتظره القارئ المتفاعل والمتواصل في بناء المعنى الجديد الذي رسمه الإبداع الجديد.

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *