خاص- ثقافات
*حسن حجازي
1 – حديقة سرية
لم يكن لي يوماً حديقة سرية
وليس في نيتي أن أتخذها
في القادم من الأيام،
لكن هذا لن يمنعني أن أتوسل
لبتلات الورد كي تعلمني كيف
يتضوع سر العطر
من خلال شوكات يانعات،
ليس لي من تلك الحديقة
المسورة بخبايا طفولة
بعيدة ومبهمة
سوى بعض من هسيس حديث
سيظل في طي الكتمان
هناك خلف أسوار تلك الحديقة
التي لم تشأ أن تبوح لي
بما تنضح به براعمها من أسرار!
2- لم يكن الفقر رجلا
لم يكن الفقر رجلا
حتى نرديه قتيلاً،
بل كان بالأحرى طفلاً
يتهجى أبجدية البؤس
المحفور على أخاديدنا الغويطة،
من أجل ذلك ألفناه
وصار واحدا منا
وأنزلناه بين ظهرانينا
أبد شظف العيش،
حين نجوع يلقمنا من
أثداء ناضبة،
أما حين نعطش
فإنه يسقينا من وحل العدم،
لم يكن الفقر على الأرجح سوى
امرأة داستها جزمات وطن صلف
أمام مرأى من سنابل هفهافة
انتهت في أكياس الفجيعة!
-3 نسيت أن. ….
الآن. .أرى جدتي تغزل مقامات العزلة
من وراء حجاب الصمت
الموغل في رطوبة التراب،
للأسف الشديد، نسيت أن أسألها
كيف كانت تعد وجبة الحب اللذيذة
حتى من دون أن تستعين
بمنكهات وتوابل،
نسيت أن أسألها من أي منوال
كانت تنسج حكايا الملائكة والنور
والكواكب والمجرات
وعصافير الجنة،
نسيت أن أقول لها:
آسف لأنني لم أرم فوق القبر وردة
ولم أكتب على الشاهد:
كيف كنت تعدين وجبة الحب اللذيذة
ياجدتي. .كيف. .؟