مِن أغَانيّ الشّتَاءِ

خاص- ثقافات

*أسامة غالي

(كيفَ لي..

كيفَ للعينِ أنْ تتذكرَ

ما أبصرتْ منذُ عشرٍ وخمسٍ،

وعشرينَ عاماً؟)

عبد العزيز المقالح

 

 

1

 

إلى: كزار حنتوش شاعراً وإنساناً

نخبٌ لا يكفي

كي أنسى…

أحتاجُ لحانةِ خمرٍ

و نديماً

يشبهُ (أسعدَ إنسانٍ في العالمِ(*

نتسكعُ كالشحاذين

نولولُ

نضحكُ

نشتمُ مَن يسرقُ نشوتَنا

نرمي في النهرِ قصائدَ حبٍ كاذبةٍ

لا أحدٌ يسمعُ ما نقرأُ

ليصفقَ حقداً،

أو يأسفَ …

آهٍ …يا ليلُ (الديوانيةِ)*

كمْ يبدو العمرُ سخيفاً !

كمْ يبدو العمرُ طويلاً !

أي حياةٍ ستكونُ

إذا ما جاءَ الموتُ،

وأيةُ أمنيةٍ تبقى…

آهٍ يا ليلُ الديوانيةِ

ثانيةً لا أتَمنى

غير الموتِ نديماً

والحانةَ قبّراً

يا ليلُ.. يا أوسعُ سجنٍ في العالِم

أتسمي هذا البؤسَ حياةً أم تَمزحْ!

*عنوان مجموعة شعرية للراحل كزار حنتوش

* الديوانية مدينة عراقية

2

إلى: علي غازي صديقاً في زمنٍ صعب

تمرُّ السنون

ونَكبرُ..

والأرضُ تَكبرُ

والنّهرُ يَكبرُ،

لكنّنا نتذكرُ

ما كانَ بالأمسِ

……..

………

تذكرُ كم مرّة

طاردَتكَ الظنونُ..

وكم مرّة خَانَكَ الصَحْبُ

كم مرّة أَوْقَدُواْ النَّارَ،

 نَارَ الأسى

ومضوا…!!

3

ليسَ ثمةَ ما يواسي القلب

غير عويلَ نبضيّ،

وارتعاشاتِ الدّمِ المَخْبُوءِ

في الجسدِ النحيفِ،

ونَوْحَ أرملةٍ أضاعتْ زوجها

في غَمْرَةِ الماشين نحو معاركِ الخبزِ المُقَدّسِ،

كيف ننجو مِنْ مآسِينا التي كبّرتْ،

وشاخَ العَمْرُ معْها؟!

لا تجيء نبوءةٌ بالمعجزاتِ

لكي تبرهنَ أنْ ثمة جنة في الأرضِ نرقبُها،

ولا تأتي السِنُون بمثل يوسفَ

كي يَسُودَ القمحُ في مدنِ الجياعِ

ولا عصا موسى تُكرّرُ

كي نهشَ بها عن الوجعِ العميق..

4

(حينَ أموتُ فلتدعوا الشُّرفةَ مفتوحة)

                                        لوركا

إذا مُتُّ لا تخبري أحداً

واحملّي جُثّتي بُهدُوءٍ ..

أجلْ، كلّ شيءٍ يموتُ

و لكنّ (تسنيمَ) لا تعرِفُ المَوْتَ

لم تدرِ أنّ الحَياةَ تَمرُّ كما الغَيْمِ،

واقتصدي فِي البكاءِ ..

لأنّ الدُمُوعَ تَعِزُ على المَرْءِ

حيُن يَرى نفسه حَفْنَةً مِنْ تُرابْ.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *