خاص-ثقافات
*سيومي خليل
ضَحَينا قبْل أن يُطلب منا ذلك
حين كنا نَنمو سريعا
مثل لبلاب على جدَار مَشقوق
كنا نضَحي بما لا يجب التضحية به
كجنود كنّا
تَخَلوا في المعركة
عن السلاح
وقَاوموا بأجسادهم
لم تكنْ لعْنَتنا حينها هي الحياة
مشاغلنَا كَانت بسيطة
وكل الأحزان العَابرَة كَانت ساعات
للبكاء المريح
حينهَا ، ونَحْن نُضحي دون أن ندري ،
كنا نَعيش
لا نَحيا
الآن ، حين صارت جَماجمنا
بجحم سقف العالم
وباتتْ أحلامنَا حبة بازولاء
خضراء وصَغيرة
نحيا
لاَ نَعيش
نحيا كفقاعات المَاء التي تشكلها
خياشيم سَمكة
لا مساحات حلم تفصلنا
لا دوائر أخرَى يُمكن الانتقَال إليها
نتنفس بنفس الطريقة التي تَتنفس بها
حشرات لحاء الشجر
ومع ذلك لاَ بد أنْ تَظل سماء
ما فوقنا
نطالبها بعمر طَويل …
قبل أن يطلب منا ذلك
لم نَكنْ نَدري أننا نَهب
الأجمل
والأرق
والأخف
لم نكن نَعرف أنّنا نُهيلُ
ركامَا من اللبس
علَى عُشبة
الوضوح القَانية
وأن مَا سَنحتاجه
حين نَعي مَكاننا
نَُقدمهُ الآن دون أن نَعي
لم يخُبرونَا
أنَّا في زمن قادم
سَتكون مهمتنا البحث
عما ضحينا به الآنْ
كانُوا أجبن من الذين لا مَوقف لهم
والذين يُدَافعون عن مواقهم لغوا
وحين تَحضر يَصطفون مع الحاشية
كانُوا ، وهُم يُمسكون
أضَاحينا قُربانا
يبتسمون ابتسامَات غامضة
كتلك التي يُكررهَا البلهاء
ويقولون لظلالهم المُّزيفة :
هؤلاء هُمْ الموجة التالية.