عز الدين جلاوجي : شجرة أقلام ؛ 1+1 = 0

خاص- ثقافات

 

* نورة عبيد

ما من أديب ترحّل نصّه إلاّ وقد أقام بين الرؤية والرؤيا يوقد زناد الذي نرى.

ذاك عزالدين جلاوجي الأديب والأكادميّ الجزائريّ من مواليد 1962 بسطيف .

خاطب بالأدب الأطفال والكبار. تنقّل بين الأجناس الأدبيّة،فكتب الأقاصيص والرّوايات

والمسرديّات والدّراسات النّقديّة . اعتلى خشبة المسرح طفلا يرنّم الكلمات وانتهى إليها يهبها الكلمات.

لا يُسأل لم تكتب ؟ ولمن تكتب؟ اسأله عن العنوان الجديد فيمدّك بالغصن الوليد. شجرة أقلام تتنفّس الحكي نقيّا وغير نقيّ. خُلِق ليكتبَ بصدق خيالا خصيبا. أقام بين الأجناس الأدبيّة إقامة مريد فشقّ حدودها بترتيب وتركيب إلى أن ابتدع مسرديّات اللّحظة ضاربا آفاق التّجريب ضرب العارض بكلّ تشديد.

 انتخب الرّواية جنسا أدبيّا ديمقراطيّا يهبه العبور إلى صدق الخيال وصفاء التّجلّي . لغة صفويّة  تماهي الرّوح بمقدار، وحزيزة  تقرع العقل بمقدار، ولطيفة ترشّ الحواس بمقدار، فيسلم المعنى ويجيء طريّا عطرا يغذّي الآكلين.

 يستلهم عنفوان الواقع سياسيّا واجتماعيّا فترى الجزائر الثّائرة أوتكاد.

يريد الجلاوجي استيعاب فنون الدّنيا فيضيء بالفنّ وعلاماته غياهب الفناء .

 يقتبس ويمزج ويجرّب .يحاذي ولا يحاكي .يبتدع بالتّجريب كلّ تركيب مريد فالعشق مقدنس

والرّماد يغسل الماء وملح وفرات…

يشكّل بحسّ وشعور كونا إبداعيّا مخصوصا .فيه غرابة واقعيّة ومصداقيّة تخييليّة .

ديوانه شعر وشعاره “من لم يكن هندسيّا فلا يدخلنّ علينا.” الشّخصيّة المحكيّة تخلّص الشّخصيّات من أغلفتها وأثقالها فتذرها للإيقاع والحركات، شخوص لا شرقيّة ولا غربيّة، نماذج بشريّة تحبك الأوزان ..صور من صور تبيت سورا من الأدب العجيب منجّما بميقات. شجرة أقلام من بستان ذاكرة الأجيال القادمة تحدّث عن الاوزان. ولا حائط للمبكى غير الافتراضيّ! أنّى للزّمن الغريب وماعونه أن يمنع “رأس المحنة 1+1=0 ” ؟

أديب تجريبيّ يهوى المغامرة  . يشكّل هويّة بماهيّة فالتة.
__________

كاتبة وشاعرة تونسيّة

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *