ديانات العرب قبل الإسلام … في معجم

بيروت- للمرّة الأولى في الدراسات والأبحاث التي صدرت عن الحياة الدينية للعرب القدماء ما قبل الإسلام، يصدر معجم بالعربية يرتّب معبوداتهم وآلهتهم على حروف الهجاء، أنجزه الكاتب والباحث جورج كدر. وتأتي أهمّية «معجم آلهة العرب قبل الإسلام «(دار الساقي- الطبعة الثانية) من كون الحياة الدينية للإنسان لم تعرف تنوّعاً وتعدّداً كما عليه الحال في «جزيرة العرب». وكان لهذه البقعة الجغرافية من العالم تجارياً وسياسياً ما مكّنها من أن تصهر معتقدات الشعوب والحضارات التي زارتها تجارةً أو غزواً منذ مراحل مبكرة من التاريخ البشري.

في دين العرب القدماء نجد آلهة كوكبية ونجد آلهة الخصب وآلهة الموت وآلهة الحرب وآلهة التجارة والقوافل وآلهة السلام. كلّها وردت في تنوّع مدهش أضفى بعداَ جديداً على نظرتنا إلى مجتمعهم قبل مئات، وربما آلاف، السنين. ويأتي هذا التنوَّع كصيرورة طبيعية لتطوّر الفكر الديني العربي الذي شكّل الإسلام آخر حلقاته، وامتدّ من جزيرة العرب إلى العالم بأسره.

في هذا المعجم استطاع المؤلّف أن يجمع أسماء مئات الأصنام والمعبودات، منها ما هو متداول بحكم تركيز الباحثين عليه، لكنّ كثيراً منها ظلّ مجهولاً. وعن كتابه يقول كدر: «اتبعت في معجمي هذا منهج التنقيب الأثري، ولكن بدلاً من الحفر في باطن الأرض والتنقيب في مساحات شاسعة عن قطعة أثرية، ربما تكون هنا أو هناك، قمت بالتنقيب معرفياً ولغوياً في بطون كتب التراث، وفي فضاءات اللغة العربية الساحرة والذاخرة بالكنوز القيّمة. ما قادني إلى هذا النهج هو الاستعاضة عن إهمال المكتشفات الأثرية في جزيرة العرب، لا سيما أنّ أغلب المواقع القيّمة دفنتها رمال الصحراء، عدا عن تعرّض الكثير منها للسرقة والتخريب وعدم الاهتمام». يُعدّ هذا المعجم من كونه تتويجاً لأعمال السابقين من أهل الأخبار والسير، القدماء منهم والمعاصرون، وقد تمكنت من إحصاء أكثر من ثلاثمئة وثلاثين صنماً عبدتها العرب في مراحل مختلفة من حياتهم قبل الإسلام، ومنها ما استمرت عبادتها إلى ما بعد ظهور الإسلام.

جورج كدر كاتب وباحث وإعلامي سوري، من مواليد حمص 1978. خريج جامعة دمشق، كلية الصحافة. صدرت له دراسات ومقالات في العديد من وسائل الإعلام العربية منها: مركز الجزيرة للدراسات، مجلة فكر، مجلّة الآداب.
________
*الحياة

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *