نبض أكثر عددا من الضوء

خاص- ثقافات

*زهير بهنام بردى

لماذا تصلُ اليَّ بشكلٍ متقطعٍ ؟أنقاضي كلماتٌ أكثر فتنةً  من الموت.لست نبضاً أخضر ناعسا .أنسابُ الى عناوين لا تعرفني بلون كومةِ ظل. لستُ الضوءَ أخمنُ أنَّ نظرتي أكثر عدداً من  الضوء .مياهي ترتطمُ بنظرةِ الطريق .أفسحُ الطريقَ لموتى يشمون لونَ الورد .ويمضونَ تحت الشمسِ برهةِ وقت لراحةِ قاماتهم البيضاء ,كغابةٍ ترمي الاوراق فوق التراب
…………..
مكانٌ يتذكّره النسيان.  أتابعَ ما أرسمُه من نزهة إنحناءِ الوردِعلى الكلمات. في لحظةِ إنكسارالضوء, يطولَ العمرَ.وبرغبةٍ طلّسم مكتوب في جريدةٍ عتيقة. يتصفّحها غبارٌ يبتسمُ بشغفٍ وهو يطوي صفحةً سوداءَ في عبّهِ الرماد .وبدون توقّفِ سردِ حياة ذكرى مرّت عيد ميلادها الالف قبل الهذيانِ الاخير, على جسد قامَ من تابوتٍ, لم تسنح له فرصةَ الدخول الى المقبرة

……………..
ألمَّ أيّاما من حياتي في حوضِ ماء, وألتقطُ أشياء تقفُ في طابورٍ قصيرٍ .أتذكّرُ حماقاتي, وأجلسُ أمامَ الكاهن فوق كرسي كسرته أنثى. تنوءُ برسائل غوغاءٍ و كلّما خلعتْ قبعتها, تلهثُ بشكلٍ رخيص وتنتفُ لحيةَ الهواء
……………
نهارٌ في يديك يدوخ من عطربريء ,أصابعك ضعيها في وردةٍ باردة. اطلقي فوقها حماقةَ الثلج. سيري تحت سماءِ ليل. الشمسُ مملّة والليلُ لا يطاق. تعالي نتعلّم الاستلقاءَ في حانة ,ونصطادُ عادات شخير الثملين .وننتظرُ فرصة أنْ نذهبَ الى حديقة. ونخلعَ أسمالنَا تباعا ونلوّح الى مؤخرةِ الهواء. ونثرثرَ مثل كهنة
………….
عادة ما أضعُ عنواناً لهذياني الاعمى. أتألّمُ كمخلوقٍ رقيق .وأتفرّج على سيرةِ أخطاءٍ. أمحو ما يربكُ مائي. جميلٌ حقاً أنْ أضحكَ على نسيانٍ. بسعادة ذاكرتي اشير الى عزلةَ التاريخ في المكان المنفى. الجمال يتنزّه في الطريقِ, أفكّر بصمتِ شخصي السرّي. وأحتفي بالمتاحِ من الكلام
…………
عجوزٍ إنكسرَ طاقمُ أسنانِها القديم. زهرةٌ باضت فوقها بجعةٌ عابرة .ملائكةٌ تنعس وشيطان ثمل أمامه يسيرُسواد يتبختر .الثلج يقفُ بطولِه الأبيض أمام مرايامكسورة. أيّامي تركض في أزقّة العمرحافية .أتسلّق شاهقا جنوني . بكلمات ساذجة صالحة للكتابةِ. أسمع نسياناً كثيفاً في ضجيجِ نصفي الآخر. وأجلسُ في إبتسامة أسمالي كحشائش ترقصُ في ممرّات ضوءٍ كئيب
………….
أتمدّدُ مقلوباً وأكسرُ عكّازي في طريقِه الى يدي.  اخشى عين فاتنة عوراء ,في يدي مياهٌ كثيرة. أفصحُ الطريقَ للعشبِ تحت بيضِ السحالى.  جئتُ بنهارٍ جديد. أدلقُ جسدي فيه كثعبان ٍ,وأصعدُ مبلّلا بالملحِ طيَ نعاسٍ لذيذ. أمضي الى رعشاتي خضراء. تغسلُ الغيمَ من أجلي أجلسُ جميلاً كسهمٍ في تاجِه ريشٌ ملوّنٌ تحت الشمس
…………..
أستلقي في غفلتي . لصقَ جرّة قديمة, تفكّر بأمطارٍ تسقط . ورماد من شمس سنوات سابقة, نيّةً تتفرّجُ الى طقسِ حماقتي المدهش .أطلقُ آلهةً مجهولة .تلبسُ قبّعة وتستلقي على ريش ,ينظر الى إمراةٍ تضعُ ساعتها العاطلة في شفتيها .وتبولُ على صلعةِ الماء
……………
أذهبُ  من بصري الى جسدي. ينتظري فمي . احبُّ الموسيقى وأقولُ ماذا أفعل بحياتي؟ تضجر منّي لأنّ أصابعي تهتزُّ ككرسي في نزهةٍ. النهارِ في مصحّةٍ جنب حياة.أقودُ نار دخاني أمامي وألمسُ وصولي بيدي . يقودني عكاز أعمى يعبثُ بماضٍ لم أعشه
…………….
أحفرُ في الغيبِ. أعثُر على ما هربَ منّي من الحياة، أخافُ الضوءَ ،وأرُكضُ في عمايَ بدهشةِ ليلٍ طويلٍ، وورائي معطفٌ أسود، نسيتُه ذاتَ ثلجِ وفروٍ ومنقلِ فحم، على كرسي خوصٍ وعكّازي يمشي أمامي كيدٍ مبتورةٍ وأنا أعبثُ بأزرارِشعرِصدري، وأكنسُ ظلّاً صغيراً متجّها الى بصيصِ ضوءٍ صغير،  خلف نافذةِ تنام طولَ النهار
……………..
أضع أصبعاً في صندوق بِريدي، وأضعُ الأرضَ أَملأُ  بفي ضجيجي، عمرُه الماء لم يثمل تحت الشبابيكِ القديمةِ .بيدي سأحضى بخدعةِ هذه الحياة وأضعَ موسيقى تحت عباءةِ قنديلٍ يضيءُ متحفا. أخرجُ من خيبتي، أمضي عاجلا الى طواويسَ قربَ حائطٍ . يصطادَ فراشةَ تائهةَ في الظلّ

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *