تُحبُّ الريحُ منْ يُعانِدُها

خاص- ثقافات

*طلال حمّاد

ما لون البحر؟
أأزرقٌ هو أم أخضر؟
وما هذا الأحمر الذي يطفو على سطحه؟
ولماذا يذهب الناس إلى البحر..
ولا يأتي البحر إليهم؟
ما لون البحر؟
وهل له لونٌ واحدٌ يتلوّن بأكثر من لون؟
وهل يعرف أحدٌ
أن يصف الطريق إلى البحر
بلغة واضحة ومفهومة
وأسلوب مبسّطٍ
ولا بأسَ أنْ يُضيفَ
إلى وصفه
صورةً
بلون البحر
زرقاء خضراء
لكن حمراء
فالدَمُ يطغى
على
كلّ الألوان؟
ما لون البحر إذن؟
هل هو لوني..
أم انا الآن
مصاب
بطغيان الألوان
التي يطغى عليها الدم؟

بمن سأفكّر بعد الآن، وقد غرق الجميع؟
بمن، وثمّة طارقٌ على رأسي؟
أهو حقّاً طارقٌ يريد أن يزعجني
ويخرجني
عن أطواري
أم هي أسنان الحوت وهو يقضم جمجمتي
في إبحاري؟
بمن سأفكّر بعد الآن ولم يفكّر بي أحدٌ قبل الآن
وقد غرق الجميع
تحت أمطاري؟
ها هي كأسي امتلأت
ها هي فاضت
فليجتنبوا
إن رغبوا
في الفوز
بأفكاري
إعصاري

كم قالت الريح للجبل اهتز
وكم ضحك الجبل وقال أنا هنا ثابت في مكاني فاهتزي أنت إن شئت
وأنا سأصفِّقُ لك
لم تضحك الريح
ولم تهزأ
وعندما فتت النملُ الجبل
بكت
فلكم تمنت
لو صمد الجبل
كي تظلّ تهتزّ من حوله
ولا يهتز!

تُحبُّ الريحُ منْ يُعانِدُها
تُحبُّ الريحُ منْ يَقولُ لها
كفى.. قفي عنْدَ هذا الحدّْ
كأنَّهُ يَلُمُّها
في قبْضَةِ يَدْ
ليرمي بِها
في وجه طاغِيَةٍ مُعْتَدّْ

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *