احتفاء خاص بفدوى طوقان في العدد الأول من فصلية “القصيدة”

*يوسف الشايب

يصدر اليوم، العدد الأول من فصلية “القصيدة” عن بيت الشعر الفلسطيني، ويتبع وزارة الثقافة، لتشكل مولوداً إعلامياً ثقافياً متخصصاً جديداً، يضيف ويضاف إلى ما هو موجود على خريطة الإصدارات الفصلية الثقافية، على قلتها، مقدماً مقترحاً إبداعياً جديداً يساهم فيه متخصصون من أكاديميين وشعراء عرب وفلسطينيين من داخل فلسطين وخارجها.

وثمة في العدد احتفاء خاص بـ”سنديانة فلسطين” الشاعرة فدوى طوقان، لمناسبة مرور مائة عام على مولدها، حيث تدشن المشروع الاستراتيجي الذي أطلقته وزارة الثقافة بخصوص إحياء مئويات رواد الثقافة والتنوير في فلسطين، ويتواصل خمسة عشر عاماً.

وفي باب حمل عنوان “السنديانة، كتب د. سامي مسلّم دراسة بعنوان “رحلة فدوى الجبلية .. أكثر من اعتراف”، فيما كتب د. السيد نجم دراسة بعنوان “المقاومة في شعر فدوى طوقان بلا صوت زاعق”، فيما حملت دراسة د. مها بنسعيد عنوان “الذاتية والواقعية في شعر فدوى طوقان”، فيما كان العنوان “رحلة جبلية رحلة صعبة .. عذاب الطفولة وعزاء الشعر” هو عنوان دراسة عبد اللطيف الوراري، بينما قدم أشرف اللهاليه قراءة في سيرة طوقان الذاتية “الرحلة الأصعب”، وأمين دراوشة دراسة حول “الأنا والآخر في شعر فدوى طوقان”، وجميل السلحوت ورقة بحثية بعنوان “في مئوية الشاعرة فدوى طوقان: جبل ثالث في مدينة نابلس”، أما ما كتبته مريم شهاب الإدريسي فكان بعنوان “فدوى طوقان.. أيقونة الحزن المترفع عن الاستكانة والاستسلام”، ليختتم الملف الخاص بورقة لفرات إسبر بعنوان “فدوى طوقان والكوكب الأرضي”.

وحملت الفصلية التي تعنى بالشعر والشعراء، في طياتها، العديد من المحاور، أولها “دراسات”، واشتمل على ثلاث دراسات، كانت أولاها للدكتور عبد الله عيسى بعنوان “محمود درويش- شعرية الخلق الجمالي: مقدمة لقراءة تحولات قصيدته الجديدة رؤيويًّا وجماليًّا”، والثانية للدكتور طارق فتوح تحت عنوان “الشعر والتشكيل في القصيدة العربية المعاصرة” في حين كتب د. نور الدين الخديري ثالثها بعنوان “قلق القصيدة الحداثية بين الانتماء الوجودي والاستواء الحالم”.

وفي وقت كان فيه حوار “القصيدة” فكان مع الشاعر طاهر البكري وحاوره باسم النبريص، نشر شعراء عرب وفلسطينيون قصائد ونصوصاً مختارة تحت باب “إشراقات”، وهي: “استكشاف أول” لمحمد بنيس، و”كلانا لاعب” لحسن طالب، و”رسالة إلى الثقب الأسود” لأدهم حواط، و”مشاعر مضطهدة” لهشام الصباحي، و”تنفرط حباتها” لسمية السوسي، و”النقوش كنعانية” لبهاء رحال، و”تحت خط الشعر” لنجد القصير، و”وليمة لنصوص جائعة”، و”رؤى” لعدلي شما، و”يشق سمرتها الصبح” لوسام المدني”.

وفي باب “نظرات” قدمت مفيدة صالحي دراسة بعنوان “كوكو شانيل: البياض على السواد في النص الشعري”، بينما كتب إدريس الشعراني في باب “جدل” حول “نص ما بعد قصيدة النثر: المنابع والشرعية والملامح”، بينما ترجم محمد محمد السنباطي في باب حمل عنوان “الشاطئ الآخر” نصاً لهنري ميشيل بعنوان “شخص يدعى ريشة”، في حين قدم د. فيصل أبو الطفيل في باب “مداد الأجداد” دراسة بعنوان “المدخل الخلقي في الشعر الجاهلي: دراسة للمعاني الخلقية في شعر المعلقات.

وفي باب “قراءات/ مقاربات” قدم د. عبد الرحمن إكيدر قراءة في ديوان “الفروسية” للشاعر أحمد المجاطي، ود. خليل إبراهيم حسونة قراءة في “قصائد العشق المائة” لعلاء نعيم الغول، فيما قدم عِذاب الركابي قراءة في مجموعة “خرائط مملكة العين” للشاعر عبد الرزاق الربيعي، ونضال القاسم قراءة في “يدور الكلام تعالى” للشاعر صلاح أبو لاوي، لتختتم المشاركات في هذا الباب بقراءة لمجموعة “الرصيف الذي يحاذي البحر” للشاعر سمير درويش، قدمها محمد عطية محمود.

وكتب د. إيهاب بسيسو، وزير الثقافة في كلمته الافتتاحية بالعدد الأول من فصلية “القصيدة”، وهو المشرف العام عليها: تطل “القصيدة” في عددها الأول، عن بيت الشعر الفلسطينيّ- وزارة الثقافة، معلنة تأسيس مساحة جديدة تعنى بالشعر والشعراء؛ مساحة تلتقط مصادر الإبداع الشعريّ كي تطلقها في الفضاء أسراب معرفة وحريّة.. “القصيدة” عنوانٌ ارتأينا أن يتسع لفضاءات الشعر والشعرية ضمن رؤية تتخذ من الإبداع مُلهمًا ونصيرًا في مواجهة التَّحديات والعراقيل، مؤكداً: نريد أن تكون “القصيدة” مُساهِمة في حوارات الشعر المتعددة، تحمل نبض فلسطين إلى عمقها العربيّ والإنسانيّ، ومنحازةً إلى إرادة الفعل وفعل الإرادة في أن تكون الثقافة جسر تواصل ومقاومة، فمعَ “القصيدة” يطل الإبداع في سياقاته المتعددة من: شعرٍ، ونصوصٍ، وحواراتٍ، وترجماتٍ، ودراساتٍ، وقراءاتٍ، ليعزز من دور الفعل الثقافيّ كجزء أصيل من سيرة الشعوب في سعيها نحو صون هويّتها الثقافيّة.

وأضاف بسيسو في جزء آخر من افتتاحية “القصيدة”: إن إطلاق “القصيدة” في العام (2017)، جاء ليحمل دلالات البقاء على الرغم من كل سياساتِ العزل والإقصاء التي ينتهجها الاستعمار على أرض فلسطين؛ فمنذ “وعد بلفور” في العام (1917) والكلمة الفلسطينية تناضل من أجل أن يصل صوتُ الحقيقة إلى جهات الكون الأربع محمولًا على رواية الأرض والتَّاريخ؛ رواية الشعب الذي أسس ملامحه الثقافية من ثراء نتاجه الإبداعي في مختلف المجالات، وشكل بانفتاحه على ثقافات العالم جسرًا حضاريًّا ومعرفيًّا، كما شكل حراكه الثقافي جزءاً أصيلاً من مسيرته النضاليّة لصون حقوقه ومساعيه المشروعة نحو الحريّة.

أما الشاعر محمد حلمي الريشة، رئيس بيت الشعر الفلسطيني، رئيس تحرير “القصيدة”، فكتب: إنها “القصيدة”… نطل من شرفاتها بإِشراقاتها؛ اللغوية، والفكرية، والتفكرية، والتذوقية، المدركة منكم والمدرَكة منَّا، والنِّضالية الإنسانية، والفنية الجمالية البهية للشعر، لنرقى بها معاً إِلى ما يليق بها وبنا.

وأكد الريشة أنَّ انطلاقَ “القصيدة” بهذا الوقت الراهن، ليس من الترف في شيء، بل لضرورة ملحةٍ بكل تشكلاتها الثقافية الكبرى، وهمومها، وبدرجاتها المتقدمة المتقدة، وبكل ظواهرها؛ هي توثيق للإبداع بفسحة الحلم الواعي المتحقق كتابةً لاستحضار الطقس الإبداعي الصافي صفاء العقل ونورانيّة القلب، ولتمتد خيوطه تواصلًا فكريًّا بين المبدعين أنفسهم، والقراء المدركين أهميةَ الثقافة الشعرية بسحنتها الإنسانية، وملامحها العقلية الذهنية، ورؤاها.
___
*الأيام الفلسطينية

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *