خاص- ثقافات
*عبد اللطيف رعري
تتعبني ….
الحكايات القديمة
من البدء حتى النهاية
تتعبني ليلات العراء من ظَلماتِها …..
حتى موعدي مع القدف والشتيمة
والاستغفار حالة فراغ الشيطان من تأليف النميمة
تتعبني ….
تلك الحالماتُ بالطيور النادرة
ومقاسات ظلالهم زهيدة لا تتملكها حواس البشر
يسقطن على المحراب الصدئ بلا حياء
فتنطفئ حولهما الشموع
تتعبني…
بقايا الأضواء وهي تحترف لجفاء همسنا
تذرف شرارة وهجها على يقين بارد
شارد…
أقوى من الحلم في متاهات سوداء
لتصنع من وهننا مزهريات للعشق
لنطفوا جمعًا سطح الأمان
تتعبني….
لكمْ تتعبني تلك الزهيرات
وهي تنمو بين كفوف عاريةٍ
تقتات من أرقٍ
تترفق خانات العرق
تتحاشى رائحة الخرق
يعقبها الحزن غيرة على غدٍ شرق
أجتث أصلها من صلصال
حين اجتمعَ ما تفرقَ
يصحَبها الرّيحُ في خلوةٍ أسّرتها
صباحاتُ الانفاقِ
وذاك البحر يقفُ محتشمًا
يرسم لله ألفَ الصُّور
يتعبني….
وتلك البيارقُ البيضاء تُهدأ الجبال عن صخبها
مرورًا بساعات حجرية
تقف على فوضى المنسياتِ
تتعبني….
وجمود ثالوث المعتقداتِ وتصلبِ الصّوامع
وخدعة الانوار الكنائسية
وسقوط المعابد في زمن الخرافة ِ
واحتضار الأنا
يتعبني….
الظلال باكيةٌ
يستقر بصلبها ماء مالح ٌ
لا يربُو على سطحِ عاصِفة …
ولا تراه عينٌ ناصِفة…
يتعبني….
الزهيرات باكيةٌ…
تتلو أياتها المُوجعة
على نغمة حزيران الشّريد
ليقاسمها حيرة الضّياء
وكأن للأيادي عينٌ كاشفةٌ لعصمةِ الشّهادة
وتلويناتِ الشّفق قبل أن يُحمرَّ
تتعبني…..
فحين ترشقُ شرجًا في السّماء
فلها الفيضُ عمرًا…
لتسْوية البياضِ …..
وحين تسعَى للبصم في الطُرقاتِ
فقليلٌ هو ماء النهرِ
يُغريها بِسقوطِ شهْدة النّحل
منْ شجرةٍ تُزهر آخرَ الشُهور …
وهي عاقرة
حين افترقنا على حرقة واحدة …
أمدنا الريح ظهره الشائك …
جمعنا دموعنا في عيوننا ذات ليلة…
فأقسمنا أن نموت على عهدنا
اليد في اليد ….
من مستهل الحزن
لباب الضيافة…..
وحين أصابنا عقم الكلام ورمينا ما بأيدينا ..
نمنا جنبا لهول الفاجعة فكان حلمنا واحد ….
بثر الايادي الغادرة …
اتلاف الآيات العقيمة …
وألا نُولي ظهُورنا للجلاد
فقاماتنا بوسعها تقبيل السماء ….
وأمهاتنا تمسح عن الجبين آثار السنين…
ووطأة أقدامنا عنوان للوجود
صامدون …قادمون…
تتعبني ….
الحكايات القديمة
من البدء حتى النهاية .