خاص- ثقافات
*طلال حمّاد
أحبّك
آهِ كم أحبّك
أحبّك يا صديقي
أحبّك
لكن..
لو تبتعد قليلاً
بظلك
عنّي
سقف ظلك
عالٍ
سقف ظلك
يشبه سماء كأنّها سحابة واحدة ممتدة
كأنّها غطاء طنجرة
أشعر أنك تمسك به
فارفعه
ارفعه
لأرى ما في الطنجرة
أخشى أن يكون ما في الطنجرة
ماءً يغلي
ماءً من بعض ما صبّته سحابتك الطاغية
في كأسي
أحبّك
كم أحبّك يا صديقي
لكنّي أخشى من ظلك
فلكم غطّى ظلك رأسي
فابْتَعَدَت عنّي
شمسي
***
سأختلف معك
ربّما كاختلاف الفلاسفة حول اتّساع رُقعة الفلك
لكنّني لن أقتلك
لأنّني مقتنعٌ بأنّ كلانا
لا يملك العلاج الشافي
لانحدار أحياء بلا حياة
إلى مثل هذا الدرك
وإنّما نَزيدُ في الوَجَع
من سيوقف الوَجَعَ
في الخاصرة
الليل في أوجه وقد حلك
والنعاسُ ما أثقله
وأنت خلف الباب تترصّدني
لتقتلني
وأنا عليّ أن أمنعك
وأسألك:
ما الذي يوجِعك
فقد أسْعِفك؟
****
“حينَ يَموتُ القَمَرُ”..
هلْ حقّاً يَموتُ القَمَرُ؟
وحينَ يُغَنّي العَنْدَليبُ
لِمَنْ يُغَنّي العَنْدَليبُ؟
وحينَ يُثْمِرُ المِشْمِشُ
هلْ يَتَحَقَّقُ الوَعْدُ؟
وحينَ يَطْلُع الحِمارُ عَلى المِئْذَنَةِ
ما الذي سَيَقولُهُ الحِمارُ
وهْوَ طالِعٌ عَلى المِئْذَنَةِ؟
وحينَ يَحينُ الحينُ
هلْ سَنَرْكُلُ الدُنْيا
كما نَرْكُلُ حَجَراً في الطَريقِ؟
وأنْتَ يا صَديقي
ما حِكْمَتُكَ اليَوْمَ
وَقَدْ أضَعْتَني في السوقِ
وَألْقَوا القَبْضَ عَلَيْكَ
بِتُهْمَةِ العُقوقِ
والبَحْثِ في الرُتوقِ
عَنْ مَوْطِئِ القَدَمْ
في العَدمْ؟
هَلْ يَنْفَعُ الآنَ النَدَمْ
أمْ يُنْقِذُ الحَياءُ
ما جاءَ في لِسانِ القَلَمْ
مِنْ جَرَّةٍ
أوْ زَلَّةٍ
أوْ عَطْفَةٍ
عَلى ما سَبَقْ؟
أمْ يُدْرِكُ الحَبَقْ
بِأنّ ماءَهُ
تَسيلُ
مِنْ دُموعِ الزَعْتَرِ الذي
إذا حَكَكْتَهُ
فاحَتْ دُموعُهُ
كَأنَّ فَوْحَها
عَبَقْ؟