خاص- ثقافات
*محيي الدين كانون
بسْمتُكِ الغامضةِ تَأخُذْني وراءَ أمواجكِ العاليةِ
أما صوتك فهو الماء ..
فصِرْتُ غريقا بين الموْجِ والماءِ …
وأمْسيْتُ أنه ليس في الحُبِّ من طوَّق للنَّجاةِ…
***
يحركون خيوطك يا سيدي الضُفْدَعِ في داخل طَبَقِهم …
ذاك لأنها ” قصَّةُ عظيمةُ ”
والباقي مُجرّدُ ديباجةِ و سيناريوهاتِ …
أو فبْرَكة وإتكاءاً على وسائدٍ من ثقةِ وارفةٍ…
و عند نهاية العرض قبيل الخاتمة …
يمْضون في قتلكَ
من الداخل و وحرقك في الخارج …
***
أُحِبُّها …
ولا يُهِمُّنيِ أنْ تُحِبَّنِي أو ألاَّ تححبُّني ….
فكفاني أنْ أُحِبَّها….
سحابةٌ تمشي على الماء ….
تتبختر على مهل بين السحب البيضاء …
ويكفيني أن أُحِبَّها …
ولو كانت رجاءاً يسافر بِغَيْرِ جناحين كل مساء …
أو وَهْماً فوق رأسه إكليل أمبراطور….
أو سرابا يبْرقُ ماءاً أجّاجاً في عيون عطشي …
يكفي أنَّها تَسْكُن روحي ….
وأن أُحْشرَ معها …
والمرء يُحْشر مع الحبيب… .
***
قال لي العصفور الأبيض :
أنت لم تخلقْ الهواء …!
و لم تخلقْ أجنحتي أو حتى تعلمني الطيران ..!
ومع ذلك أنت سجّاني … !!
***
وعلى حين غِفْلةٍ من المتربصين و كلاب السوق ..
ينهض وطني ضاحكاً مقهقهاً …
يمشى حافيا حاسراً الرأس…
يغني للعصافير والتلال ..
أنا العنقاء من رماديِّ أصنعُ الحياةَ المجنّحةِ…
ولا يكفيني موتٌ واحدٌ …
***
عذراً رفيقتي قد ذُبلتْ زهرةُ …
هناك غرسْتُها بِيَدِي بالحقل ….
تحت تلكَ الشجرة الحكيمة …
أترينَ تمْةَ وقتٍ…. !
لنُبَرْعَمها و نورقْها من جديد !؟
***
قبل أن يسقط وطني من الأعياء ….
وتمتد الملاعق الوحشية لقصعته …
وقبل أن يتحلق الإطباء حول جثته …
يمضمضون شفاهم بتوقيع شهادة وفاة رسمية…
قبل كل ذلك …
كان قد قرر ألا يموت …
***
الأعْمى لا يرى الشمس …
لكنّ يحسُّ توهجها …
و يبصر حقيقتها عَيَاناً …..
***
أُحْبَبْتها بنبْض الروح …
قلْبِي أحتجَّ :
وأنا أيضا …!!